-->

متابعة

السر الثاني من أسرار العلاقة الزوجية السعيدة ( اللقاء الثالث )

السر الثاني

 من أسرار العلاقة الزوجية السعيدة

اللقاء الثالث ( 3 ) 

لعل أهم سر من أسرارالسعادة بين الزوجين هوأن تقوم العلاقة على المودة والرحمة بين الزوجين ، لا على الند والخصام .
ويخطئ كثير من الأزواج إذا اعتقدوا أن العلاقة بينهما قائمة على إثبات كل منهم للآخر ، أنه أفضل منه وأعلى شأنا .
السر الثاني من أسرار العلاقة الزوجية السعيدة ( اللقاء الثالث )
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_19.html

وقال الله تعالى في سورة الروم :

" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "  سورة الروم .

ففي تلك الآية وضع القرآن أُسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة :

 الزوجة سكن الزوج :
فالزوجة سكن للزوج ؛  يأوي إليها  ويعود إليها بعد يوم شاق متعب في سبيل تحصيل لقمة العيش ، ويأنس إلى مؤنسته بعد تعبه وجهده وسعيه وجريه ، يلقي بمتاعبه إليها ، أي : إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فَرِحَة، بشوشة الوجه ، ضاحكة ، يجد منها آذانًا صاغية وقلبًا حانيًا، وحديثًا رقيقًا .
فأحسن اختيار الزوجة الصالحة التي تفعل ذلك معك ، انظر : اللقاء الثاني  ، ( هنــــــــــــــــــــا ) .

ولكن زوجة اليوم سامحها الله تعالى  حين ترى زوجها قد عاد من العمل وهو على الباب  تبدأ تحمله من الهموم والمشاكل مالا طاقة له به ، لا تنتظر أن يستريح ، أو يأوي إليها ، فينفر منها  ، ويفر ، ويتمنى لو لم يعود .
وكأنها تنتظر عودته ، لتزيد من أحماله ومشاكله وأعبائه 
والطامة الكبرى : عندما يعود يجدها وكأنها خارجة من معركة ، سيئة الهندام كريهة الرائحة ، لسانها سليط ، ولا يحلو لها الطلب إلا وقت راحته ، حفظنا الله وإياكم من تلك المرأة وأمثالها .

أرجو منكم قراءة وصية أم لابنتها ليلة زفافها ، انظر درس : وصية أم لآبنتها ليلة زفافها  ، ( هنــــــا ) ، ففيها ملخص كبير لأسرار السعادة الزوجية وكسب المودة والرحمة بين الزوجين .

  أعظم مقاصد الزواج هو :

 إن من أعظم مقاصد الزواج هو المودة والرحمة بين الزوجين ، وعلى هذا ينبغي أن تقوم الحياة الزوجية . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " المودة هي : المحبة ، والرحمة هي : الرأفة ، فإن الرجل يعيش  مع المرأة إما لمحبته لها ، أو رحمة بها   " .
فيتودد كل منهما للآخر ، ويحاول أن يكسب قلبه ومحبته ، ينظر كل منهما لحال الآخر ، يعرف مايحب فيأتيه، ويعرف ما يكره فيبتعد عنه ؛ لتسود المحبة والمودة والرحمة .
ويجب على الزوجين أن يعرف كل منهما ما يحب الطرف الآخر وما يكره ؛ حتى تدوم الصحبة والمودة ، فالمرأة صاحبة الرجل ، والرجل صاحب المرأة . 
ويالها من جائزة إن كان كل منهما صديق للآخر قبل أن يكون زوجا ، ويتعامل معها على أنها حبيبته في السر ، أو حبيبها في السر ، فيفضي بعضهم إلى بعض ، ويظهر كل للآخر أجمل مافيه من الصفات ، ويحجب أسوأ مافيه ؛ فتدوم المودة والرحمة والمحبة وتستمر الحياة على ما فيها .

أهم سبب لكسب القلوب بين الزوجين :

 أهم سبب لكسب القلوب بين الزوجين : البشاشة والسرور والتبسم في الوجه ، والتغاضي عن الأخطاء ، وتناسي الأحداث التي تحدث بينهما ، وعدم المن  ، والبذل بلا مقابل ، والإيثار واللين والرفق في القول .   
وقال بعض الصالحين : " إنما البر شيء هين ؛ وجه طلق وقول لين " فليكن هذا البر من طباعك مع زوجك - حتى يصير طبعا فيكِ - تكسبين قلبه ، وتزيدين في قلبه المودة والرحمة نحوك . 
تدللي عليه وقت انشراحه وانبساطه وسعادته ؛ تكسبين قلبه ، وابتعدي عنه وقت غضبه وانشغاله ؛ فتأمني غضبه وعقابه . 
وتخيري الوقت المناسب لطلباتك الخاصة ؛ تُستجاب لكِ ولا يرفضها مهما كانت كبيرة ، وإلا رفضها مهما كانت تافهة وصغيرة ، أي : أحسني اختيار وقتك الذي تتحدثين فيه معه ؛ حتى لاينفر منك ويزداد قربا لك ، ويشعر دائما في رغبته التقرب منك والجلوس بجوارك .

وصية الرسول عليه السلام :

لقد وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء ،  فقال : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري ومسلم . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي . وقد قال الله تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) سورة النساء .

فنجد أن الله تعالى في كتابه ، وكذلك الرسول الكريم في حديثه ووصاياه : 
يغرس في نفس كل من الزوجين الشعور بأن كلاًّ منهما مهم للآخر ، ومتمم ومكمل  له ؛ فيقول للرجل : إن المرأة منك ولك ، فأحسن إليها ، ويقول للمرأة : إن الرجل كله لك وأنتِ جزء منه، فكل منكما مرتبط بالآخر مترابط معه ، يفهم الآخر من النظر إلى وجهه ، يعرف احتياجاته ومتطلباته . 
وليكن الاحترام والخلق من سجاياكم وتعاملكم اليومي ؛ فيشب الأولاد على الحب والاحترام والمودة والرحمة .

العلاقة بين الزوجين :

 والعلاقة بين الزوجين : هي علاقة ترابط وميثاق غليظ ، وهي أقوى علاقة ؛ فالرجل يفضي إلى زوجته ، والزوجة تفضي إلى زوجها ، فقد سمى الله العلاقة بين الزوجين بالميثاق الغليظ ؛ لعظمتها وقوتها ، فيجب على كل منهما أن يحافظ على هذا الميثاق ، بل ويزيده قوة وغلظة ؛ لتدوم العلاقة والمحبة بين الطرفين .

الزوجة سكن للزوج :

 الزوجة سكن للزوج ، يسكن إليها وتسكن إليه ، فقد كان أحد الصالحين لاينادي زوجته إلا بـ ( ياسكني ) ؛ لعلمه مكانتها ومنزلتها عنده ، وهذا يزيد من الترابط والمحبة . 
وعلى كل من الزوجين أن يحترم رأي الآخر ، وليكن النقاش السهل الممزوج بالعاطفة القوية هو طريق الحوار وتقارب وجهات النظر ، ومن الخير ألاّ يطول النقاش ، وألاّ يصل إلى طريق مسدود . 
ومن الخير أن يتنازل واحد منهما مرة عن رأيه للآخر، لا سيما عندما يبدو له رجاحة الرأي الآخر ، فإذا وجد أحدهما أن النقاش قد يؤدي إلى الخلاف فعليه سرعة إنهاء النقاش ؛ حتى لايزيد الخلاف ويحدث الشقاق ، فلا تحدثا شروخا في العلاقة بينكما ، فالعاقل هو من لايسمح بحدوث شروخ بينه وبين شريك حياته . 
وفي العلاقة الزوجية لايوجد هازم ومهزوم أو فائز وخاسر ، بل هناك متغافل ومتناسي ومتحاب ومتسامح . 

النقاش الموضوعي يزيد المودة والرحمة :

النقاش الموضوعي المحاط بالمودة والمحبة يتغلب على كل المصاعب ؛ حفاظًا على الحياة الزوجية السعيدة ، اجلس معها ، واجلسي معه ، أخبريه بكل ما يجول ببالك ، أخبرها بكل ما يجول برأسك ، حدثيه عن متطلباتك ورغباتك وأمنياتك ، وحدثها عن رغباتك ومتطلباتك وأمنياتك . 
اسألها : ماتريدين أن أفعل لك ؟ واسأليه : ما تريد مني أن أفعله لك ؟ ، لاحرج ، لاخوف ، لا تردد . 
أخبرا بعضكما عن احتياجاتكم وعن حاجاتكم ، وليحاول كل منكما أن يلبي طلبات الآخر قدر استطاعته ، قال تعالى : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ، وقال أيضا : " لينفق ذو سعة من سعته " . 

 ومن الخطأ السكوت الطويل بين الطرفين ، والصمت القاتل بين الزوج وزوجته ، بالرغم من وجودهما تحت سقفٍ واحد ، وهذا مرض خطير يجب علاجُه ، ويزداد أثره وخطره إذا استمر فيها الطرفان ، وإذا لم يجلسا ويُحدِّدا رأس المشكلة ومَكْمَن الداء. 
وهو خطوةٌ نحو بناءِ الثقة والمودة بينهما ، عن طريق التحدث والخروج عن الصمت ، وإبداء ما يجولُ بخاطرهما من هموم ومشاكل ، فتحدثا في كل وقت وفي كل شيء ، تحدثا على المائدة وفي الفراش .

قصة طريفة :

تحضرني قصة امرأة أنشات لنفسها صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأرسلت لزوجها طلب صداقة ، وبدأت تتحدث معه على ذلك الموقع ، وهو لا يعرف أنها زوجته ، فانبهرت بأسلوبه وطريقة تعامله وحديثه الشيق ، تقول : حتى تمنيت لو أنني زوجته . ههههههه ، من هنا : وجب علينا أن نتناقش مع بعضنا البعض ، وكأننا على منصات التواصل الاجتماعي .

وهنا دعوة : فلننقل حواراتنا إلى البيت بدلا من منصات التواصل الاجتماعي ؛ لتسود المودة والرحمة وليكن الحديث وجها لوجه ؛ فيكون شيقا وأكثر موده وأقرب للحب والرحمة  وزيادة الترابط بين الزوجين .

نصيحة أخيرة
تكلم مع زوجتك مهما طال الكلام ، ولاتمل منه ، والمرأة تحب بآذانها قبل قلبها 
تحدثوا معًا في كل شيء ، في كل أمور حياتكم صغيرة أوكبيرة . 
أشرك زوجتك معك في كل ما يخطر ببالك ولاتستصغر منه شيئا ، وأشركي زوجك معك في كل أمور حياتك مهما كانت تافهة ، وعلى الزوج أن يستمع جيدا لما تقوله زوجته ولا يمل من ذلك .

   واعلموا أنكم إذا فعلتم ذلك غشيتكم المودة والرحمة والسكون .

اللقاء القادم

الحوار والاحترام وتقدير كل طرف للآخر  ( اللقاء الرابع ) 

 ( هنـــــــا )

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى
إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها ، فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم ؛ لتعم الفائدة .



Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق