لاتشغل بالك وعش حياتك
( الله يدبر لك )
إن الله عز وجل جعل كل شيء بقدر ولحكمة لايعلمها إلا هو ؛ لذا يجب على الإنسان أن يعيش يومه ، فهو الذي يملكه ، ولايشغل نفسه بما سيحدث في الغد ؛ لأنه لايملكه وهو من علم الغيب . وألا يفكر في الماضي فقد انتهى ولن يعود ، فالله يدبر لك فلا تشغل بالك .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_22.html |
وقد قرأت مرة :
أنه كان في غابة كبيرة غزال يأكل ويعيش سعيدا ، يقضي يومه ، لا يفكر إلا فيما يسعده .وفي أحد الأيام بينما هو على هذه الحال ، يأكل ويرعى في أرض الغابة ، ويشرب من نهرها ، نظر الغزال فوجد عن يمينه صيادا يحمل سلاحه ويوجهه إليه ؛ ليصطاده ؛ فشعر بالخوف .
ثم نظر عن شماله فوجد أسدا يتربص به ، يسير ببطء نحوه ، ليصطاده ؛ فازداد خوفه .
وفجأة اشتعلت النيران أمامه ، تأكل كل شيء أمامها ؛ فارتعب وشعر بقرب نهايته ؛ فهو محاصر من كل الجهات .
النهر من ورائه ، والصياد عن يمينه ، والأسد عن شماله ، والنيران من أمامه .
فماذا يفعل ؟ وكيف يتصرف ؟ فالخطر يحوطه من كل جانب .
رفع الغزال رأسه إلى السماء وكأنه يناجي ربه ، ثم أنزلها وبدأ يأكل من العشب ، وكأن لا شيء حوله ، أي : ( مارس حياته الطبيعية ) ؛ تاركا قدره بيد خالقه .وفجأة : رأى الصياد يضع إصبعه على السلاح ، ليطلقه عليه ؛ ليقتله ، وهنا يحدث مالم يتوقعه أحد ، إذ تجمعت السحب ، وأتت غمامة كبيرة فوق الغابة ، وسُمِع صوت الرعد ، وشوهد ضوء البرق .
وبينما يضغط الصياد على السلاح ؛ فأصاب الرعد والبرق عيني الصياد ؛ فخرجت الرصاصة وأصابت الأسد الذي مات على الفور، وسقط المطر من السماء ؛ فانطفأت النيران .
ونجا الغزال . سبحان الله مدبر الأمور !
وهذا لايعنى عدم التوكل على الله في أمور حياتنا والتواكل ، وعدم الأخذ بالأسباب ، بل يجب علينا ان نتوكل على الله ، ونأخذ بالأسباب ، ثم ندع الله يفعل ما يشاء ، فهو الخير كل الخير بإذن الله .
لذا وجب عليك أيها الإنسان أن تعلم أن تدبير الله للأمور وللناس أفضل من تدبيرهم لأنفسهم وأن لاتشغل بالك بمن حولك ومكائدهم .ودعهم فغاية ما يفعلونه هو تنفيذ إرادة الله .
قال الله تعالى :" قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " .
وهذا لايعنى عدم التوكل على الله في أمور حياتنا والتواكل ، وعدم الأخذ بالأسباب ، بل يجب علينا ان نتوكل على الله ، ونأخذ بالأسباب ، ثم ندع الله يفعل ما يشاء ، فهو الخير كل الخير بإذن الله .
تعليقات: 0
إرسال تعليق