-->

متابعة

أسرار حول إعراب " إنَّ هذان لساحران "

أسرار حول إعراب 

" إنَّ هذان لساحران "

هناك إشكالية إعرابية   حول إعراب هذه الآية  : " إنَّ هذان لساحران " ، حتى أن بعض المشككين اعتبروها خطأ في القرآن الكريم . فكيف نرد على هؤلاء وأمثالهم . نقول برأي بعض علمائنا ،  والله أعلم :

أسرار حول إعراب " إنَّ هذان لساحران "
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_23.html

هناك قراءتان لهذه الآية :

القراءة الأولى :

 بتخفيف نون إنَّ .  فنقول  : " إنْ هذان لساحران " . سورة طه .

والقراءة الثانية :

 إنَّ الثقيلة .  فنقول :  " إنَّ هذان لساحران " .

فقراءة حفص المشهورة بتخفيف نون إنَّ : " إن هذان لساحران " .
فإنَّ : المخففة من الثقيلة ، واللام الفارقة في لساحران .

ففي القراءة الأولى :

وهنا  ننوه :

أنه لابد أن تدخل اللام الفارقة على خبر إن المخففة  ؛  لنفرق بينها وبين إن النافية ، فإذا حذفنا اللام صارت إن نافية  .
فإذا قلنا : إن هذان ساحران " بدون اللام صارت إن نافية ، أي أصبح : (  هذان ليسا ساحرينفقد نفت السحر عنهما .

مثل قوله تعالى : " وإن نظنك لمن الكاذبين " فأنت هنا كاذب فقد أكدت الكذب .
أما إن قيلت " وإن نظنك من الكاذبين " فأنت هنا لست كاذبا بنفي الكذب عنه .

فاللام الفارقة :

اللام الفارقة : هي التي  تفرق بين النفي والإثبات ، تفرق بين إن النافية وإن المخففة .

ففي هذه الآية في وجود اللام الفارقة  تثبت السحر لموسى وأخيه ، فإن حذفنا اللام الفارقة نفينا السحر عنهما . وهذا سر جميل من أسرار اللغة في تلك الآية .

القراءة الثانية : 

بالنون الثقيلة فنقول : إنَّ هذان لساحران " .

وكلنا نعلم أنَّ:  إنَّ الثقيلة  تنصب المبتدأ و ترفع الخبر أي نقول  :  " إنَّ هذين لساحران "  فلِمَ لانقول هذين في هذه الآية ؟!
( هذا جانب من اللغة )  .

هناك تخريجات صحيحة  لهذه القراءة للآية بــ ( إنَّ الثقيلة ) منها أنَّ :

 التخريج الأول :

" إنَّ " هنا بمعنى :  نعم  . أي : ( نعم هذان لساحران ) . وفي هذا يقول الشاعر :

بكر العوازل في الصباح يلومنني وألومهن            ويقلن شيبُ قد علاك وقد كبرت فقلت : إنَّ .

أي : (  فقلت : نعم )

وقد قال أحدهم لابن الزبير :      لعن الله ناقة حملتني إليك .
فقال : إنَّ ، ومن عليها .   أي : ( نعم ، لعن الله الناقة ومن تحمله الناقة ) .

" فإنَّ " : تعد من أقدم أدوات الإيجاب بمعنى نعم ، وهي في العبرية  القديمة والآرامية . 

قيقولون (  " هنه "  في العبرية ، وفي الآرامية " إنَّ "  ) .
واستعملها فرعون على موسى بلغة عصره ؛ كما استعملها العبريون القدامى على هذا المعنى ( نعم ) .

وهي هنا تعرب :

إنَّ : حرف بمعنى نعم   . 
هذان : اسم إشارة مبتدأ مرفوع بالألف  .
لساحران : اللام الفارقة ، حرف مبني لامحل له من الإعراب .
ساحران : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

فهذه اللهجة موجودة مشتركة بين اللغات القديمة . لذا لم ينكرها أهل مكة .
وهذا إعجاز لغوي آخر للقرآن الكريم ، لم يكتشف إلا في الدراسات اللغوية الحديثة .

التخريج الثاني :

وهناك لغة مشهورة بجعل المثنى بالألف دائما ، يلزمها الألف في كل حالات المثنى الإعرابية .
فنقول : جاء هذان  ، ورأيت هذان ، وسلمت على هذان .

وهي هنا تعرب : 

إنَّ : حرف توكيد ونصب  .
هذان : اسم إنَّ  منصوب  بالألف بدلا من الياء ، على لغة من يبدل الياء الساكنة بعد الفتح ألفَا .
لساحران : اللام الفارقة ، حرف مبني لامحل له من الإعراب .
ساحران : خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

وهناك إعراب ثالث : 

إنَّ : حرف توكيد ونصب  .
واسمها : مضمر ، ضمير الشأن محذوف   .
هذان : اسم إشارة مبتدأ مرفوع بالألف  .
لساحران : اللام الفارقة ، حرف مبني لامحل له من الإعراب .
ساحران : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى . 
وجملة : هذان لساحران : جملة اسمية في محل رفع خبر إنَّ . 

الدرس القـــــــــادم 

صوغ اسم الفاعل وعمله 

( هنــــــا

هذا والله أعلى وأعلم

                                                              تمت بحمد الله 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها ، فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم ؛ لتعم الفائدة .

Mr Hamoud

Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : قواعد نحوية

إرسال تعليق