السعادة الزوجية
اللقاء الثاني ( 2 )
مَن يُلام على ذلك ؟
هل هناك سر للسعادة الزوجية ، أو إقامة علاقة زوجية ناجحة ؟.
نعم :هناك أسباب سحرية تجعل الزوجين أكثر سعادة ، ويشعران بها معظم الأوقات ، ويجعلهما قادرين على تحمل المشاق والصعاب ومواجهة المشكلات معا مهما كانت يدا بيد ومتعاونين .
أولا : تكون البداية في اختيار شريكة أو شريك الحياة ( حسن الاختيار ) : فعلى الشاب أن يحسن اختيار المرأة التي ستكون زوجة له وأما لأبنائه ، وكذلك يجب على الفتاة أن تحسن اختيار الزوج وشريك الحياة.
ولا يكون الأمر متروكا هكذا ، أي زوج مهما يكن خلقه أو طباعة لافرق ، ثم بعد ذلك يتندم الجميع ، وتحدث الطامة الكبرى ، من مشاكل قد تصل في النهاية إلى الانفصال والطلاق .
ولا يكون الأمر متروكا هكذا ، أي زوج مهما يكن خلقه أو طباعة لافرق ، ثم بعد ذلك يتندم الجميع ، وتحدث الطامة الكبرى ، من مشاكل قد تصل في النهاية إلى الانفصال والطلاق .
هل الزواج نصيب أم اختيار ؟
ولقد حرص ديننا على ذلك الأمر ، وشدد في حسن اختيار الزوجة الصالحة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ، رواه الترمذي .
انظر إلى تحذير النبي من سوء الاختيار ، قال : تكن فتنة وفساد كبير ، من مشاكل وانفصال وسوء تربية الأولاد ، وأحيانا تشرد الأبناء ، وفي عصرنا الحالي ، قد تصل إلى السجن والقتل ، والتحريض على القتل ...... إلخ ، بسبب هذه المشاكل التي لاحصر لها ، ونعيشها كل يوم .
انظر إلى تحذير النبي من سوء الاختيار ، قال : تكن فتنة وفساد كبير ، من مشاكل وانفصال وسوء تربية الأولاد ، وأحيانا تشرد الأبناء ، وفي عصرنا الحالي ، قد تصل إلى السجن والقتل ، والتحريض على القتل ...... إلخ ، بسبب هذه المشاكل التي لاحصر لها ، ونعيشها كل يوم .
فيجب على الأب وأسرة الفتاة حسن اختيار الزوج لابنتهم ، وليكن صاحب دين وخلق لاصاحب مال فقط ، ولاصاحب جاه فقط .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من ترضون دينه ؛ لأنه هو الذي سيصون ويحمي ويحافظ على ابنتكم .
فنحن نبحث عن السلطة والجاه ، ولانبحث عن الدين والأخلاق ، ثم نعود ونشتكي ونتشاكى ، ونقول : قسمة ونصيب ، بل هو اختيار قبل أن يكون قسمة ونصيب ، وإلا ماقال لنا الرسول : " من ترضون " ، إذا فهو اختيار ، لذا وجب علينا أن نحسن الاختيار ، وندقق جدا في الأمر ، ولا نتعجل فيه ؛ لأنه مصير ومستقبل بيت كامل وأولاد وعائلتين بأكملهما .
فنحن نبحث عن السلطة والجاه ، ولانبحث عن الدين والأخلاق ، ثم نعود ونشتكي ونتشاكى ، ونقول : قسمة ونصيب ، بل هو اختيار قبل أن يكون قسمة ونصيب ، وإلا ماقال لنا الرسول : " من ترضون " ، إذا فهو اختيار ، لذا وجب علينا أن نحسن الاختيار ، وندقق جدا في الأمر ، ولا نتعجل فيه ؛ لأنه مصير ومستقبل بيت كامل وأولاد وعائلتين بأكملهما .
وياحبذا لو كان صاحب دين وخلق ومال ، فهذا أكمل وأتم للزواج والسعادة . ولكن نحن الآن نبحث عمن عنده مال وجاه ، وآخر شيء نبحث عنه الخلق والدين ، فزادت المشكلات وزادت نسب الطلاق والخلافات والمحاكم مليئة بمثل هذا وذاك.
فأنت أيها الأب وأنت أيتها الأم وأنت أيتها البنت من فعلت بنفسك ما أنت فيه بسبب سوء الاختيار والجري وراء المال والجاه فقط وتركت الخلق والدين فلا تلومين إلا نفسك.
بالنسبة للشاب :
قد حث الإسلام على حسن اختيار الزوجة ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " تنكح المرأة لأربع :لمالها، ولحسبها، ولنسبها، ولدينها. فاظفر بذات تربت يداك ". رواه البخاري ومسلم .
فالناس يبحثون عن تلك الأوصاف والصفات في المرأة التي يريدون الزواج بها، فابحث عن المرأة ذات الدين وذات الخلق .
وهنا قصة حكاها لنا أحد الشباب ، يقول :
في بداية حياتي ذهبت لأتزوج ابنة أحد الرجال الطيبين ، وكان عنده خمس بنات ، فاخترت واحدة جميلة وخطبتها ، ثم جاء يوم الزفاف ، وتزوجت بها ، وفي ليلة الدخلة فوجئت بفتاة غير التي اخترت ، كانت غير جميلة وليست المرأة التي خطبت وتزوجت ، فازددت هما . من أنت ؟! ومالذي جاء بك إلى هنا ؟ ! .
فأخبرتني بأن اباها اختارها لي لأنها غير متعلمة وغير جميلة ، وفرصها في الزواج أقل من أخواتها .فازددت هما ولم أدخل بها ، ماذا أفعل ؟ ، وماهذا الذي أنا فيه ؟ ، أسئلة كثيرة دارت بذهني ، أأتركها ؟ أأرسلها إلى أهلها ؟؟ !!!!!!! ، فهذا غش .
وجاء أهله في الصباح ، وعرفوا الأمر ، وتعجبوا من الصنيع الغيرأخلاقي ...... ولكني طلبت منهم ألا يفعلوا شيئا ، حتى لاتُفضح الفتاة ، وتسوء سمعتها حتى أتدبر أمري .
ومر أسبوع على ذلك ، ثم سلمت أمري إلى الله ودخلت بها ، واستمر زواجي بها إلى وقت حكاية تلك الواقعة .
ويستمر في قصته :
يقول : فوالله الذي لا إله إلا هو ، لقد رزقني الله زوجة صالحة إلى أبعد الحدود ، عشت معها أطيب وأحلى أيام حياتي وهي أم أبنائي ، وأنا الآن في الستين من عمري ، لوعاد بي الزمان لأختار لكنت اخترتها هي لاغيرها .إنها تتمنى لي الرضا وتعمل على راحتي ، لم أشك منها قط . فالجمال الجقيقي جمال الطبع لا الشكل .
فلا تبحث عن الجمال فقط وتترك الدين ؛لأنه إلى حياة معظمها مشاكل زوجية واختلاف دائم على أقل سبب وأهون الأسباب ، فقد تكون مغروره ومتكبرة ومتعالية ، وقد يطاوعها الزوج حتى على مايغضب الله تعالى ، ولربما أمرته ليقطع رحمه أو يعق والديه، كل ذلك من أجل جمالها ، ولا شك أن الجمال يأسر كثيراً من القلوب ، فالجمال ليس هو كل شيء ، وإن كان مطلبا يطلبه الكثير من الرجال ولابأس به إن كانت متدينة تخاف الله .
ومن الشباب من يبحث عن صاحبه الجاه والحسب والنسب والمال :
ويبحث الشباب عن تزوج امرأة تكون ذات منصب أو حسب ونسب وهذه - إلا من رحم ربي - قد تتعالى عليه وتتكبر ، وتكون مدللة كثيرا ، وتكون منانه عليه كثيرا لأنها فعلت معه كذا ، وساعدته في كذا ، وأوصلته إلى كذا ، فلم تتزوج امرأة لاتشبهك وتتعالى عليك، وتشعر أنها أفضل منك .
تزوج ممن تشبهك ومثلك ، تتفاهم معها بسهولة ، تعيش معك في الشدة قبل الرخاء ،وتكون عاداتكم متقاربة، ومستوى المعيشة متقارب .
وإذا عرف أن هذه المرأة عندها مال ، أو موظفة ، يلهث وراءها . وفي النهاية لايطال شيئا سوى الشقاء والتعاسة .فإذا رفضت أن تعطيه من مالها بدأت المشاكل ، وتبدأ تمن عليه ؛أعطيته وأعطيته وأعطيته، وأنا فعلت وبذلت ، وتكفر العشير ، فما الحاجة أنه يأخذ من مالها ؟ ، لا يتزوجها لمالها حتى لو كانت أغنى الأغنياء ، إذا أعطته يقول لها: ألف شكر ، أنا لا علاقة لي بأموالك ، هذه أشياء تخصك أنتِ .
فالمرأة المتدينة تخاف من الله :
فإذا كانت امرأة تقية وذات جمال وحسب ونسب ، يالها من صفقة رابحة،فلا تتردد في الزواج بها ، ولكن يصعب أن تجتمع هذه الأشياء، والكمال لله وحده .
ولاتتزوج المرأة الرجل البخيل ولو كان صاحب دين وخلق ، فتستحيل الحياة ، وتقل البركة ، وتزداد المشاكل ، وتفسد العلاقة . فلاتُزوجوا البخيل من بناتكم أبدا أبدا أبدا .
فستكون في شقاء مدى الحياة ، وتعاسة لاحدود لها ، ولاتنتظر من البخيل خيرا ، لأن حبه الأول والأخير المال .
فأقول :
هذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء ، فمثل هذه القضايا يحتاج الإنسان أن يتبصر بها، فالدين هو الذي يبقى، وباقي الأشياء تذهب ، ولا يبقى إلا الكلمة الطيبة والعشرة الحسنة والعلاقة القائمة على المودة والرحمة .
وفي النهاية :
إذا فشلت العلاقة ، نجد الكل يلوم على الكل ، والبعض يلقي باللوم على الآخر ويحاول التملص من ذلك ، فالأمر كله عائد إليكم من الآن ، فلا تنتظروا اللوم من أجد ، قال تعالى : " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " .
فلاتظلموا أنفسكم بسوء الاختيار ، وأحسنوا إليها بحسن الاختيار .
تعليقات: 0
إرسال تعليق