-->

متابعة

الحوار والاحترام وتقدير كل طرف للآخر ( اللقاء الرابع )

                           الحوار والاحترام وتقدير كل طرف للآخر 

سر جديد من أسرار السعادة الزوجية  

اللقاء الرابع ( 4 )

تحدثنا معًا في اللقاءات السابقة عن حسن اختيار الزوجة للزوج ، وكذلك حسن اختيار الزوجة للزوج ، انظر : اللقاء الثاني ،  ( هنـــا ) ،  ثم تحدثنا عن علاقة المودة والرحمة ، انظر : اللقاء الثالث ، ( هنـــــا ) التي ذكرها القرآن الكريم في سورة الروم  ، وكيف نبني علاقة قوية بين الزوجين من خلال المودة والرحمة .

وسيكون لقاءنا اليوم عن سر جديد من أسرار العلاقة الزوجية ،  من خلال  :


الحوار والاحترام وتقدير كل طرف للآخر  ( اللقاء الرابع )
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_62.html

يجب أن تقوم العلاقة على الاحترام المتبادل بين الطرفين :

بداية : يجب على كل واحد منهما أن يحترم ذاته قبل أن يحترم غيره  . 
فاحترامك لذاتك يجبر غيرك على احترامك ، بل يرفع من قدرك وشأنك بين الناس وبين من تحب . 
وأن يحرص كلا الزوجين على فهم متطلبات الآخر وفهم حقوقه ، كما أن الاحترام مهم ؛ لأنه ينشئ أسرة متماسكة ، و الحياة الزوجية لا يمكن أن تستمر إذا لم يكن فيها حب ، وإذا فُقِد الاحترام فُقِد الحب ، وإذا فُقِد الحب فُقِد الاحترام . 

ناد زوجتك بأحب الأسماء إلى قلبها ، ونادي زوجك بأحب الأسماء إلى قلبه ، احترم رأيها ولو كان غير سليم  ، واحترمي رأيه ولو كان على غير هواك ، أظهرا ذلك أمام أبنائكم ؛ ليتعلموا منكم الاحترام والتقدير للآخرين .

الاعوجاج في المرأة ميزة لك لا عيب فيها  :

زوجتك هي سكنك ، إذا كرهت منها خُلقا  ، أعجبك خلق آخر ، واعلم أنها خُلقت من ضلع أعوج ( وهو أجمل ما فيها ) ، فإن ذهبت تقيمه ( تعدله ) كسرته  ، وإن تركته لم يزل أعوج . 
أيحب زوجتك كماهي ، وانظر إلى الاعوجاج فيها على أنه أجمل مافيها ، ولو كانت كاملة لاعوج فيها ؛ ما دامت العلاقة ولا استمرت بينكما ، فاعوجاجها جعله الله ميزة لك ، لا عيب فيها بل جاء مصلحة لك ، فتمتع باعوجاجها ، وقيمه على مهل حتى لاتكسره فتخسرها كلها . 

العلاقة قائمة على الاحترام والتقدير : 

العلاقة بين الزوجين قائمة على الاحترام والتقدير في كافة أمور الحياة ، فلا تقلل منها أمام أي شخص مهما كان ، ولا تقللي منه أمام أي شخص مهما كان  ، احترموا وقدروا بعضكم في المنزل والشارع ، عند الأهل والجيران ، في السر والعلن ، وامنع اي شخص يقلل من احترامه ( ها ) مهما كان ، في غيابه قبل وجوده ، فاحترامك له في غيابه ؛ يجعل الآخرين يقدرونك ويحترمونك ، ويزدادون احتراما للطرف الغائب .
وإني لأتعجب للزوج أو الزوجة بسماح أحدهما لأهله أن يقلل من احترام الآخر في غيابه ، بل ويتحدثون عنه بالسوء ، وهو (  هي ) جالس لايحرك ساكنا ، بل يساير الوضع ويكون أول من يقلل من الطرف الآخر .
امنعوا ذلك تدم المودة والمحبة ، استقيموا يرحمكم الله .

الحياة الزوجية سهلة سلسة :

 الحياة الزوجية سهلة سلسة إذا أراد الزوجين ذلك ، وصعبة شديدة إذا أراد الزوجين ذلك ، فهي مثل العجينة يستطيع الطرفان تشكيلها كيفما شاءا ، فكل منهما يستطيع أن يعيش مع شريكه في سعادة ومودة ، وكل منهما يستطيع أن يعيش مع شريكه في خلاف دائم ، وإذا بحثت عنها لم تجد لها سببا مقنعا ، وتجدها تافهة جدا ، بيد أن كلا الطرفين جعلها مستحيلة وصعبة جدا .

الاحترام يغرس الثقة :

والاحترام يغرس الثقة بين الزوجين  ، ويزداد الرجل ثقة في زوجته وتزداد هي الأخرى ثقة فيه ، ويزيد الحب بل ويشتعل ويلتهب دائما كلما زاد الاحترام بينهما ، ويجب على كل منهما مناداة الآخر بأحب الكلمات إلى قلبه مثل ياحبيبي ، ياسكني ، ياحياتي  ، وهذا سيجعل الرجل يحب زوجته  أكثر ؛ لأنها تحرص على مشاعره ، وتكن له احترام نابع من الحب ، مما يخلق لديه شجاعة أكبر ، وتزداد المرأة حبا للرجل ؛ لأنه يلهب مشاعرها ، ويشعرها بعدم وجود غيرها في حياته ، وأنها كل شيء في حياته ، فتشغف به وتشعر بأنها تملك الدنيا بما فيها.

أعط لزوجتك الثقة الكاملة في أقوالها وأفعالها : 

 لا تجعلها تخفي شيئا عنك مهما صغر أوكبر ، أعطها الطمأنينة في أفعالها وأقوالها  ، بحيث تشعر بالمسؤولية عن حياتها وحياتك ، اجعل لها رأيا ، واستمع لنصحها ، أشركها في أمور حياتك ، تحدث معها ، أشعرها بأنها شخص مهم ، رأيها مهم بالنسبة لك ، وأنك تحب أن تستمع إليها وإلى آرائها ، وتأخذ برأيها ، فهذا يزيدها ثقة ومحبة لك وتعيش حياة سعيدة رغدة  .

والله لن تندم ، فأنت لست أفضل من النبي حين استمع لرأي أم المؤمنين أم سلمة في صلح الحديبية
فبعد كتابة صلح الحديبية ؛ أمر النبي أصحابه أن يقوموا إلى الهدى لـ ينحروه ، لكن لم يستجب أي منهم رغم تكراره  - صلى الله عليه وسلم  - للأمر ثلاث مرات ، وبعدها ذهب إلى أم المؤمنين أم سلمة ، وقص عليها ما وقع ، فأشارت عليه - رضي الله عنها - بأن يقوم للهدى ، وينحره بنفسه ، وألا يكلم أحدا منهم . 
فقام النبي بعدها إلى الهدي من أجل نحره تحللا من الإحرام ، فلما رآه الصحابة يفعل ذلك ؛ قاموا إليه ونحروا الهدي ، وحلقوا رؤوسهم ، وانتشرت أجواء الفرحة والسرور والوحدة بينهم .
ومن خلال هذا الموقف يتضح دور المرأة ، وكيف ساهمت في الحفاظ على صف الأمة ووحدة المسلمين .
وفي هذا درس تربوي يعلمنا أن الرجل والمرأة شريكان ، يشرك كل منهما الآخر في مشاكلة ، ويستمع للنصح ويأخذ به  .

اللقاء القـــــــــــــــــــــادم 

أهم أسرار العلاقة الزوجية السعيدة ( اللقاء الخامس ) 

 ( هنــــــــا )

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى
إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها ؛ فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم ؛ لتعم الفائدة

Mr Hamoud

Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق