هل تخاف على أبنائك ؟
موعظة تستحق التأمل
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_83.html |
إن كنت تخاف على أبنائك وتخشى عليهم ، فاستمع إلى تلك الموعظة .
عندما بويع أبوجعفر المنصور بالخلافة ، ذهب الناس إليه لتهنئته بإمارة المؤمنين .
دخل عليه أحد الواعظين وهو : مقاتل بن سليمان .فعندما رآه أبوجعفر المنصور داخلا عليه قال : جاء ليعكر علينا فرحتنا وصفو يومنا بوعظه ، فيقول: افعل ولا تفعل .
- فقال: سأبدأه أولا قبل أن يبدأنا ، حتى إن زاد في الوعظ وغلظ القول أكون أنا من طلب منه ذلك .
- فقال له: عظنا يا مقاتل .
- قال مقاتل: أأعظك بما سمعت أم بما رأيت ؟؛ لأن السمع أكثر من الرؤيا؛ لأن الرؤيا محدودة على ما أدركته عيناك ، لكن السمع ليس محدودا بل متعلق بما يقوله الناس وقد يكون قليلا وكثيرا وتضيع فيه الحقيقة .
وربما ما سمعته قد يكون فيه كذبًا ، أما ما رأته عيناي فليس فيه كذب .
- قال أبو جعفر: بل بما رأيت .
- قال: يا أمير المؤمنين ، مات عمر بن العزيز - الخليفة الأموي - وقد ترك أحد عشر ولدا ، وخلف ثمانية عشر دينارا ( تركته ) ، فكفن منها بخمسة ، واُشتري له قبر بأربعة ، ثم وزع الباقي على ورثته .
أي : وزعت التسعة دنانير وزعت على الأحد عشر ولدا .
ومات هشام بن عبد الملك -الخليفة الأموي - فكان نصيب إحدى زوجاته الأربع ، أي : ( نصيب الزوجة الواحدة من زوجاته الأربعة ) ثمانين ألف دينار غير الضياع والقصور .
أي : أموال فقط ( فلوس سايلة ) .
عمربن عبد العزيز : أطلقوا عليه خامس الخلفاء الراشدين ؛ لسيره على نهج الخلفاء الراشدين ، وماتحقق في عهده من عدل وخشية من الله .
ولدا من ولد عمر بن عبد العزيز يحمل على مائة فرس في سبيل الله .
وولدا من ولد هشام بن عبد الملك يسأل الناس في الطريق .
تمت بحمد الله تعالى
تنويه :
إذا كان نصيب الزوجة الواحدة ثمانين ألف من النقد ، إذن فنصيب زوجاته الأربع = 4x 80000 = 320000 هذا مقدار الثمن فقط نصيب الزوجات الأربع فقط . واضرب المبلغ في ثمانية تحصل على مقدار التركة من النقد فقط غير الضياع والقصور . لك أن تتخيل .....عمربن عبد العزيز : أطلقوا عليه خامس الخلفاء الراشدين ؛ لسيره على نهج الخلفاء الراشدين ، وماتحقق في عهده من عدل وخشية من الله .
ثم أكمل موعظته قائلا :
ووالله يا أمير المؤمنين ، لقد رأيت بعيني هاتين في يوم واحد .ولدا من ولد عمر بن عبد العزيز يحمل على مائة فرس في سبيل الله .
وولدا من ولد هشام بن عبد الملك يسأل الناس في الطريق .
فالشاهد من تلك الرواية :
- لاتصدق كل ما يقال لك ؛ فربما يكون كذبا أو فيه كذب وغير حقيقي وبعيد عن الحقيقة .
- ما تراه بعينيك حقيقي لاكذب فيه ، وقد تفهمه خطأ، فلا تحكم على أحد فلست إلها ، ولا ملاكا ، ودع الملك للمالك .
- خطر نقل الشائعات والكلام بين الناس، فلا تكن وسيلة نقل ونشر لما لاتعلم ولا تعرف، ولا تكون سببا في فضح أو كشف ستر الناس.
- اترك تقوى الله والمال الحلال لأبنائك فيحفظهم الله ، ولا تخاف عليهم ، واترك لهم الله وكتابه وسنة رسوله .
هذه الآيه فيها حل لكل من يخاف على أبنائه ويفكر في تأمين مستقبلهم ، فتأمين مستقبل الأبناء بشيئين هما : تقوى الله ، والقول السديد .
تعليقات: 0
إرسال تعليق