أهم أسرار العلاقة الزوجية السعيدة ( اللقاء الخامس )
ممارسة العلاقة الحميمية بانتظام
( الجزء الأول )
قد يستغرب البغض ويقول لم يعد هذا أهم سر في العلاقة الزوجية وما مؤهلات هذا السر ليجعل الحياة الزوجية سعيدة ومتكاملة .
أقول له وبالله الحمد : إن العلاقة الحميمية هي تواصل بين الجسد والروح ، والقلب والعاطفة ، وارتباط وميثاق غليظ بين الطرفين .
وفي الأسطر القليلة التالية سنستعرض للجزء الأول من العلاقة الحميمية .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/06/blog-post_88.html |
تعالوا معي أعزائي نغوص في أسرار العلاقة الحميمية :
إن الله - عز وجل - خلق الرجل وخلق له أنثى؛ تشاركه حياته فيأنس بها وتأنس به ، ويفضي بعضهم إلى بعض ، وجعل قمة ذلك هو ممارسة العلاقة الحميمية بين الطرفين ؛ التي تزيد أطر المحبة والرحمة والمودة التي تكلمنا عنها انظر درس: الحوار والاحترام وتقدير كل طرف للآخر ، اللقاء الرابع ، ( هنـــا ).
وجعل للمرأة طبيعة خاصة، وصفات جسدية خاصة لإثارة الرجل ؛ لينجذب إليها مهما كان لونها ، أو شكلها ، أو طباعها ، فيلهث وراءها لممارسة العلاقة الحميمية معها .
فخلق لها بروزا لأعضاء معينة ووضع فيها حواسا وأوتارًا ، إذا تم لمسها تثار المرأة ويثار معها الرجل ، تجعلهما ( الرجل والمرأة ) ينسيا الهموم والمشاكل والخلافات بينهما مهما كان حجمها، بل تمحو آثارها تماما من حياتهما بمجرد ممارسة العلاقة الحميمية .
الخلاف وطرق حله :
ألا تتفق معي أن الرجل والمرأة إذا اختلفا وكان خلافهما كبيرًا، وقد يتدخل جميع الأطراف للصلح بينهما ، فيفشلون جميعا للصلح بينهما؟، ولكن إذا اختلى الرجل بزوجته لدقائق معدودة، ولاطفها، وتحرش بها لثوان قليلة؛ تعود الحياة إلى طبيعتها ، ويثار القلب والعاطفة ، ويميل الطرفان إلى ممارسة العلاقة الحميمية معا متناسين الخلاف وأسبابه وكأن شيئا لم يكن .
ارتباط الرجل بالمرأة ارتباط غريزي فطري ، غرسه الله في نفس الرجل والمرأة :
وقد جعل الله ذلك الرباط بالطرق المحللة والمشروعة التي يتفق عليها جميع الأديان والشرائع ، وكذلك الآداب العامة والأخلاق والأعراف ، وذلك عن طريق الزواج .
فالرجل قبل الزواج محرم عليه أن يلامس ولو يديها ، فهي عند أبويها وإخوتها من المحارم عليهم تجلس أمامهم كيفما شاءت تكشف من جسدها ما هو مباح أمامهم، لاتخجل منه ، وفي المقابل: هي محرمة على ذلك الرجل الغريب عن عائلتها لا يستطيع أن يرى منها سوى الوجه والكفين .
وانظر أخي الكريم بعد الزواج ، تنقلب الآية تماما ، فالرجل الذي لا يستطيع أن يرى من المرأة إلا الوجه والكفين ، أصبح يستطيع أن يرى ويلمس ويتأمل ما لايستطيع الأب أو الأخ أو المحارم لتلك المرأة أن يروه مادامت الحياة قائمة .
فأصبحت تتعرى أمامه وتتكشف ، بل وتتحرش به وتستمتع بإظهار مفاتنها له تلك المفاتن التي لم يرها أبويها ، فهي التي تظهر له تلك الفاتن وتتفنن بإظهارها لتثيرة وتجذبه إليها .
وتثيره بكلمات كانت تستحيي أن تنطقها قبل الزواج .
قصة طريفة :
حدث خلاف بين رجل وزوجته في إحدى القرى الريفية ، وتدخل الجميع للإصلاح؛ فلم ينجحوا في ذلك ، فأصبح ذلك حديث القرية : أن أبا الزوجة يرفض عودة ابنته لزوجها ، وحاول الزوج مرارا وتكرارا فلم يفلح في إقناع أباها بأن يعيدها ويصلح بينهما .
وكان في القرية رجل حكيم يحبه الناس ويسمعون له ، فذهب لوالد المرأة ، لكنه تعنت ورفض عودتها ، فسكت الرجل قليلا ثم قال لوالد الزوجة : انا أؤيد كلامك بعدم رجوعها حتى يتعلم ألا يكرر ذلك ، ولكن لي طلب أرجو ألا تردني فيه .
- قال الوالد: كل ماتريده نافذ .
- قال الحكيم: نادِ على ابنتك ومعها أخ لها .
- فنادى الرجل على ابنته ونادى على أخيها الأكبر .
- قال الحكيم : اطلب من ابنتك أن تنفذ ما أطلب منها ولا تتدخل ولا تسأل حتى أنتهي .
- قال الوالد : لك ذلك ، افعلى ما يطلب منك ؟
- قال الحكيم للزوج : قم وقف بجوار أخ زوجتك، وأعطيا ظهركما لها ، وأنت أيتها المرأة قفي وراءهما .
ففعلوا .
- قال الحكيم للمرأة: اخلعى جلبابك ، هنا قال الأب : ماذا تقول ؟
- قال الحكيم: انتظر ، واطلب منها تنفيذ ما طُلب منها .
- قال الأب : افعلي .
فاختبأت المراة وراء زوجها وتمسكت به؛ لتخلع الجلباب .
- قال الحكيم : توقفي ولا تفعلي .
ونظر إلى الأب وقال : أرأيت ، لقد اختبأت وراء زوجها الذي أحلها له الشرع والذي لاتريدها أن تعود إليه ، ولم تختبئ وراء أخيها الذي هو قطعة منها ومحرم عليها .
ففهم الأب ووافق على عودتها مع زوجها بعد أن أدرك الحقيقة .
انظر أيضا أخي الكريم :
إن الأب والأخ هم الذين يأخذون ابنتهم إلى ذلك الرجل ؛ ليمارس معها العلاقة الحميمية وهم سعداء فرحين ، بل وينتظروا ليسألوا : هل دخل عليها ، هل تمت العلاقة ، فإن تمت يعودون وهم فرحين بما فعله هذا الغريب بابنتهم ، ويشعرون براحة وطمأنينة .
في حين إن تمت تلك العلاقة عن طريق غير شرعي غير الزواج يكون الأمر مختلفا تماما ، يكون الهم والحزن .....إلخ .
فالشاهد هنا: أن ممارسة العلاقة الحميمية بطريق شرعي سر جميل وعظيم من أسرار الحياة الزوجية ، ويزيد المودة بين الطرفين .
ولكن متى تكون ممارسة العلاقة الحميمية؟، وهل تكون يوميا أم في أيام محددة؟ ، وما أوقاتها؟
والسؤال الأهم كيف نمارس العلاقة الحميمة ؟ هل هناك شرح لطريقة ممارسة العلاقة الحميمية التي تزيد النشوة والمتعة الجنسية للطرفين؟
أقول: نعم ، انظر درس: أهم أسرار العلاقة الزوجية السعيدة ، اللقاء السادس، ( هنــــا ).
تعليقات: 0
إرسال تعليق