-->

متابعة

مقومات الحياة الزوجية ( 2 ) 


تكلمنا في اللقاء السابق  ( هنــــــــــــــــا ) عن سر من  أسرار السعادة بين الزوجين ومن مقومات العلاقة الزوجية ( 1 ) : وتكلمنا عن  توليفة جميلة من بعض الأمور التي تختلط وتتداخل مع بعضها مثل الطبخة اللذيذة وتكلمنا عن: التفاهم بين الزوجين ، و تكبير الدماغ مع الصبر والتسامح ، والتفاؤل ، وتحدثنا عن أن يكون الزوجين متعاونين متشاركين في أمور حياتهم صغيرة كانت أو كبيرة .

 وسنتحدث اليوم عن باقي المكونات التي يسعى الجميع لتحقيق السعادة من خلالها ، وسيكون الصدق بينهما هو السبيل الوحيد للتعامل ، لاكذب ولاخداع ، مع وجود شيء من التغيير المستمر ؛  لتتجدد العلاقة ، مع رشة روماسية ؛ تعطي طعما للحياة وحبا ، وأهم من ذلك الابتعاد عن الناس قدر المستطاع وخاصة في الأمور الشخصية .

 وبذلك تكون  الحياة الزوجية جاهزة على الدوام للتجدد والاستمرار  .


https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/2_12.html

6-  الصدق :

ومن مقومات الحياة الزوجية السعيدة  أن يكون الصدق دأبكما في التعامل مع بعضكما البعض ، لاكذب ولاخداع ، ولا تعتاد على الكذب ؛ فيصبح طبعا فيك ، كن صادقا مع نفسك أولا ثم كن صاقا مع الآخرين ، لا تخفي عن زوجك شيئا مهما كان صغيرا ؛ فذلك يزيد الثقة بينكما ويزرع المحبة والمودة ، أخبرها بكل شيء في حياتك  لا تخفي عنها أمورا إذا عرفتها من مصدر آخر تزيد الأمور سوءا بينكما .

واعلم أن الكذب  مهما طال الزمن سيفضح أمره وينكشف ، وهنا تكون المشكلة أعمق وأكبر وقد لا تُحل ، أما المصارحة والصدق في بداية الأمر يكون منجى من كثير من الأمور التي قد تحدث مع الكذب وإن كان العقاب مع الصدق أفضل من السعادة المؤقتة مع الكذب ، وأعني بالمؤقتة : أن الكذب وقته قصير ، والصدق وقته إلى مالا نهاية .

كن صادقا مهما تفعل ، تعتاد على ذلك ، وتُعرف بتلك الصفة ( الصادق ) ، وما تقوله سيكون مصدقا  من الكل ولو كان كذبا ؛ لأنهم اعتادوا الصدق منك وهم متأكدون أنك لاتكذب أبدا .
وبالصدق تعم السكينة والهدوء على البيت وأهله ، ويزداد الرجل ثقة في زوجته وتزداد المرأة ثقة في زوجها ، وتدوم العشرة والمحبة والألفة بينهما .

7- التغيير :

ومن مقومات التوافق في الحياة الزوجية التغيير وأقصد بالتغيير : تغيير كل شيء في حياتكم ولو أثاث المنزل ، تغيير الصفات السيئة إلى الصفات الحسنة ، تغيير السلوك الخطأ إلى السلوك السليم ، تغيير اللسان إلى الكلام الطيب ، تغيير في اللبس وفي الأكل وفي الشكل ، اجعل كل يوم كأنه يوم جديد ، غيّر في طريقة تعاملك ، في طباعك ، في تسريحة الشعر ، في التبسم ،.........إلخ .

 تغيير شامل ، ولايكن التغيير كله في وقت واحد ، اجعل التغيير يوميا ، جددوا حياتكم كل يوم بشيء جديد ، حتى تغيير الطعام ، ابتكروا في حياتكم ، اجعلها تنظر كل يوم إلى رجل جديد ، اجعليه ينظر كل يوم إلى امرأة جديدة .

وهنا وقفة :

يخرج الرجل من البيت ويعود يجد زوجته كما تركها ؛ بحجة  الأولاد وشغل البيت وخلافة ، فتصبح الحياة مملة ، بل الأدهى من ذلك ، فهي تربط رأسها صباحا : تكون الربطة خلف الرأس ، وفي الظهر : تكون الربطة على الجنب ، وفي المساء تكون الربطة في الأمام ، منظر كئيب يمل منه الجميع ، هي تمل قبل الرجل ، بدلي حياتك 180 درجة ، قبل أن يعود ، اغتسلي وتطيبي وغيري من رائحة الطبخ وخلافه ...

اجعليه يرى كل يوم زوجة جديدة وكأنه متزوج من أربع نساء  ، ( كوني الأربع نساء في امرأة واحدة ) .
وليكن التغيير في الفراش أيضا وفي ممارسة العلاقة الحميمية ، باختصار الحديث تغيير شامل في كل جوانب الحياة الزوجية ؛ لتعم السعادة والاطمئنان ، وتعيش الأسرة في راحة وسكينة .

8 - الرومانسية :

عيشوا الحب ، ولا تبخلوا به على بعضكم البعض  ، لتكن علاقتك بها علاقة محبة ، فيها جو من الرومانسية ، وليس بشرط أن تكون الرومانسية كما نرى الأفلام والمسلسلات ، فباتسامة رقية ممكن أن تخلق جوا من الرومانسية ، بنظرة حانية ، أو بلمسة لطيفة ، أو كلمة رقيقة ، فقد تخلق جوا من الرومانسية إذا أثنيت على عمل ما عملته الزوجة ، كطعام معين ، ملبس معين .......إلخ .

تدللي عليه ، والبسي له مالذ وطاب من الثياب الجميلة التي تظهر مفاتنك وتظهر أنوثتك ، وخاصة في غرفة النوم ، لا تنامي بجواره مثل الرجل دعيه دائما يرى منك الجمال والفتنة ، أظهري له كل مفاتنك ؛ يفتن بك ولا ينظر إلى غيرك .

 أشبعي غريزته وميوله الجنسية ؛ يكن لك كما تريدين : زوجا ، محبا ، مخلصا ، لايرى امرأة غيرك ، املأي فراغه العاطفي بك ؛ تسعدي به ويسعد بك .

9 - الحفاظ على  أسرار البيت :

وصلنا إلى مرحلة من أخطر المراحل ، وركن من أهم الأركان في العلاقة السعيدة ومقوم من مقومات التوافق في الحياة الزوجية وعلاقتها بالعوامل الاجتماعية ، ألا وهو الحفاظ على أسرار البيت الشخصية ، فلا يجب أن يطَّلع أحد مهما كان على أسرار البيت  ، ولو كانت كما تذكرين أمور تافهة ، فليس هناك شخص مؤتمن على سر بيتك إلا أنت وزوجك  .

وأخص بالذكر هنا المرأة ؛ لما تفعله من الحكي وقص كل مايدور في البيت إما مع أمها أو مع أختها ، وهنا الطامة الكبرى ، فقد خرج سر البيت خارج جدرانه ، فلم يصبح سرا وإن كانت لن تبدي به  وتظهره الآن  .

وهنا موقف شهدته بنفسي عن زوجة كانت تخبر أختها كل شيء عن حياتها ؛ بحجة أنها اختها وسندها ولن تضرها ( وهي صادقة ) ، حتى أنها كانت تخبرها عما يغضبها من أمها في بعض الأحيان ، لتستشيرها وتأخذ بنصحها ، ومع أول مشكلة خفيفة دارت بينهما قالت لها كلمة : " عليَّ وعلى أعدائي  ، وأطلع المستخبي " ، تقول السيدة : كانت صدمة لها تلك الكلمة  ( وإن كانت لاتقصد المعنى الحرفي للكلمة ) ، فجأة وبلا مقدمات تحولت الأخت من أخت محبة إلى عدو لدود  .
ياله من درس قاس ، تتعلم منه ألا تثق في أحد ولو أقرب الناس إليك ، وهل يزيد المشاكل بين الزوجين إلا التدخلات الخارجية ، والفضفضة  في أمور وأسرار البيت ؛  للتخفيف عن النفس ، ومحاولة إيجاد الحل المناسب .

ألم تعلم تلك المرأة أن الحل الوحيد في عدم البوح بأسرار البيت ، وأن الحل الوحيد للمشكلة لن يكون من خارج البيت ، بل الحل الوحيد وهو من مقومات استقرار الحياة الزوجية سيكون من داخل البيت   وبينك وبين زوجك ، بالجلوس على مائدة المفاوضات والتحاور مع بعضكما ومحاولة حل المشكلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، ولا نلجأ للمدد الخارجي أو مساعدة آخرين إلا عند تأزم الأمور ، وعند استنفاد كل السبل للحل الداخلي ( أسرار البيوت مثل أسرار ألأمن القومي للبلاد ، لايجب أن يطلع عليها أحد حتى ولو كان ابن البلد نفسه ) ، وليكن من يتدخل حكما يريد الإصلاح وليكن أقرب الناس للطرفين ؛ لينتهي الخلاف بإذن الله تعالى .

10-   القرش الأبيض :

نصيحة أخيرة هي : لاتنفق كل مالك في حينه ، اترك جزءا منه لوقت الحاجة ، أو لعمل مشروع ما ، " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " أي ادخر قدر استطاعتك ، وهنا يجب عليك التوفير كل شهر من راتبك مبلغا ولو قليلا ، فلن تندم على ذلك ، ستجده وقت الحاجة واعتبر هذا المبلغ غير موجود ، واحتفظ به بعيدا عن يديك ؛ حتى لاتنفقه ولا تستخدمه ، استعن به على تقلبات الحياة ، تشعر بأمان كبير ولن تخشى غدر الأيام وتقلباتها ، فالأيام دول يوم لك  ، ويوم عليك ، فأعد نفسك في اليوم الذي هو لك إلى اليوم الذي هو عليك ، داعيا الله ألايكون هناك يوم علينا  .

أخيرا : وصية  :

اتق الله في زوجتك ، فهي أمانة في عنقك  ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " استوصوا بالنساء خيرا " . متفق عليه .
ولعل تلك الوصية أهم وصية ، و مقوم من مقومات الحياة الزوجية في الاسلام .

كن حسن الخلق ، كريم الطباع ، لاتشتم ، ولاتقبح ، ولاتهجر ،  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "  لايفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلق رضي منها آخر " ، رواه مسلم  .

عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " . أخرجه مسلم.
فالمرأة الصالحة نعمة من أعظم النعم ، وخير متاع الدنيا ونعمها للرجل المرأة الصالحة صاحبة الدين والخلق ، التي يفرح بالنظر إليها وبطاعته وحفظها لماله ولعرضه .

هذا والله أعلى وأعلم .



انتهى .

تمت بحمد الله تعالى .

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة . 

Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق