نواسخ المبتدأ والخبر ( 4 )
كاد وأخواتها
أفعال ( الشروع ، المقاربة ، الرجاء ).
كاد وأخواتها ، تُعد من دواخل الجملة الاسمية كما ذكرنا في درس نواسخ المبتدأ والخبر ( 1 ) ( هنــــــــــــــــا ) ، وتعمل هذه الأفعال عمل كان وأخواتها ( هنـــــــــــــــــا ) ، فتدخل على المبتدأ والخبر فتترك المبتدأ مرفوعًا كما هو ، وتغير حكم الخبر من الرفع إلى النصب .
وهي أفعال ناقصة ؛ فرغت من معانيها اللغوية وأصبحت تدل على معنى الشروع أو المقاربة أو الرجاء .
ولكن يشترط أنَّ خبرها يجب أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع قد يقترن بأنْ أو لايقترن وسنتكلم عن ذلك بالتفصيل فيما يأتي .
أولا : أفعال الشروع :
وهي أفعال كثيرة ، ومن أكثرها انتشارا : بدأ ، شرع ، طفق ، جعل ، أخذ ، أنشأ ، عَلِق ، هَبْ ، هلهل ، قام ...... وماكان في معناها ، مثل : شرع الطلاب يذهبون إلى المدرسة ، أخذ الطالب يقرأ ، بدأ المطر يهطل ....... وهكذا .
خصائص أفعال الشروع :
1- هي أفعال ناقصة ، فُرغت من معانيها اللغوية وأصبحت تدل على معنى لغوي واحد وهو شروع المبتدأ بالاتصاف بالخبر ، ويدور معناها كذلك في إطار الدلالة على أول الدخول في الشيء ، والبداية في مباشرته .
2- لاتختلف عن كان وأخواتها ( هنـــــــــــــــــا ) إلا في أن خبرها يجب أن يكون جملة فعليه فعلها مضارع ، ويكون خبر أفعال الشروع غير مقترن بـ " أنْ " .
وسبب عدم اقتران خبرها بـ " أنْ " إلى أنها تدل على الحال ، في حين " أنْ " تدل على الاستقبال .
3- هي أفعال كلها جامدة على صيغة الماضي ؛ فلا يأتي منها الفعل المضارع ولا فعل الأمر ، وليست لها مصادر ولا مشتقات .
إعراب : ( بدأ المطر يهطل ) .
بدأ : فعل ماض ناقص يدل على الشروع مبني على الفتح .
المطر : اسم " بدأ " مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
يهطل : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل المستتر ، جملة فعلية في محل نصب خبر " بدأ " .
2- وتكون تامة أيضا إذا رفعت فاعلا فقط ، مثل : بدأ الدرس ، فهنا فعل وفاعل .
تنويه :
1- إذا جاءت أفعال الشروع على صورة الفعل ( المضارع أو الأمر ) تكون أفعالا تامة ، ( أي ترفع فاعلا وتنصب مفعولا به ) ، مثل : يأخذ الطالبُ العلمَ من والده .فهنا الفعل ( يأخذ ) فعل مضارع رفع فاعلا ( الطالب ) ، ونصب مفعولا به ( العلم ) .ومثلها : أخذ المعلمُ الكتابَ .2- وتكون تامة أيضا إذا رفعت فاعلا فقط ، مثل : بدأ الدرس ، فهنا فعل وفاعل .
ثانيا : أفعال المقاربة :
وهي ثلاثة أفعال فقط : ( كاد ، أوشك ، كرب ) ، وكلها تفيد معنى نحويا واحدا ، هو مقاربة المبتدأ لاتصافه بالخبر ، أو تدل على قرب وقوع الخبر ، وقد يقع الخبر ، أو لايقع ، مثل : كاد الولد يسقط .
دلت الجملة على اقتراب الولد من السقوط ، ولكنه لم يسقط .
هي مثل أفعال الشروع .
ولكنها تختلف عن أفعال الشروع في أمرين :
1- أن أخبارها يجوز اقترانها بـ " أنْ " المصدرية الناصبة ، فنقول : أوشك الولد أن يقع .
2- أنَّ ( كاد ، وأوشك ) ليسا جامدين ؛ بل هما ناقصا التصرف ، فيأتي منهما الفعل المضارع ، فنقول : ( يكاد ، يوشك ) ، كما ياتي منهما اسم الفاعل ، فنقول : ( كائد ، موشك ) .
تنويه :
أشار بعض النحاة أنَّ الفعلين ( كاد ) و ( كرب ) يأتي خبرهما غير مقرن بـ " أنْ " ، أما الفعل أوشك فيأتي مسبوقا بـ " أن "
ونحن نرى : أنه يقل الاقتران بـ " أنْ " مع ( كاد ) و ( كرب ) ، ويكثر مع ( أوشك ) .
إعراب : أوشك الناس أن يذهبوا .
أوشك : فعل ماض ناقص يدل على المقاربة مبني على الفتح .
الناس : اسم " أوشك " مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
أنْ : حرف نصب مبني السكون لامحل له من الإعراب .
يذهبوا : فعل مضارع منصوب بـ " أنْ " وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة من الفعل والفاعل ، جملة فعلية في محل نصب خبر " أوشك " .
ثالثا : أفعال الرجاء :
وأفعال الرجاء ثلاثة أفعال فقط : ( عسى ، حرى ، اخلولق ) ، جميعها تفيد الرجاء ، وتدل على ترقب الخبر ، والأمل في وقوعه وتحققه ، مثل : عسى المطر أن ينزل . فهنا نترقب نزول المطر .
تختلف عن أفعال الشروع وأفعال المقاربة في :
1- يجب اقتران خبر كل من ( حرى ، اخلولق ) بـ " أنْ " ، أما مع ( عسى ) فيجوز الاقتران وهو ( الأغلب ) أو عدم الاقتران فلا فرق .
2- يجوز في ( عسى ) فقط أن تنصب الاسم وترفع الخبر ، فتصبح حرفا مشبها بالفعل مثل ( لعل ) في معناها وعملها ،مثل قول الشاعر صخر بن جعد يتغزل محبوبته :
فقلتُ : عساها نارُ كأسٍ وعلها تشكي فآتي نحوها فأعود .
فاستعمل ( عسى ) حرفا مشبها بالفعل، فنصب الاسم ( الضمير المتصل ) ورفع الخبر ( نار ) .
3- إذا جاء بعد ( عسى ، اخلولق ) المصدر المؤول ، مثل : عسى الرجل أن يسافر ، أو الرجل عسى أن يسافر ، فهما تامتان والمصدر المؤول فاعل لهما ، وتشترك ( أوشك ) من أفعال المقاربة معهما في هذا الأمر ، مثل : أوشك أن يسقط المطر .
إذا : فيجوز في هذه الأفعال الثلاثة ( عسى ، اخلولق ، أوشك ) التمام ( أي تأخذ فاعلا ) والنقصان ( أي تأخذ اسما وخبرا ) .
إعراب :عسى المطر أن ينزل .
عسى : فعل ماض ناقص يدل على الرجاء مبني على الفتح المقدر للتعذر .
المطر : اسم " عسى " مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
أن : حرف نصب مبني السكون لامحل له من الإعراب .
ينزل : فعل مضارع منصوب بـ " أنْ " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل المستتر ، جملة فعلية في محل نصب خبر " عسى " .
1- أفعال الشروع يمتنع الاقتران .
2- يجب الاقتران مع ( حرى ، اخلولق ) من أفعال الرجاء .
3- يغلب الاقتران مع ( عسى ) من أفعال الرجاء ، ومع ( أوشك ) من أفعال المقاربة .
4- يقل الاقتران بـ " أنْ " مع ( كاد ) و ( كرب ) من أفعال المقاربة .
تعليقات: 0
إرسال تعليق