نواسخ المبتدأ والخبر ( 5 - 2 )
الحروف الناسخة
" إنَّ " وأخواتها
أحكام تختص بها " إنَّ " وأخواتها
الجزء الثاني
تحدثنا في الدرس السابق عن النوع الثاني من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر : وهو نوع يغير حكم المبتدأ ، فيتحول من الرفع إلى النصب ، ويترك الخبر كما هو في حالة الرفع ، مثل : إن محمدًا نشيط ٌ .ومنه الحروف الناسخة ( إنَّ ) وأخواتها الجزء الأول والمشبهة بالفعل ( هنــــــــــــــــــــا ) وسيكون درسنا اليوم عن أحكام تختص بها " إنَّ " وأخواتها ( 5 - 2 ) الجزء الثاني ، و سيكون الدرس القادم بإذن الله تعالى عن " لا " النافية للجنس .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/5-2.html |
لِمَ سميت الأحرف المشبهة بالفعل ؟
قد يسأل سائل لِمَ سميت " إنَّ " وأخواتها بــــ الأحرف المشبهة بالفعل ؟!سميت الأحرف المشبهة بالفعل :
- لأنها جميعا مفتوحة الأواخر كالفعل الماضي .
- ولأنها تنصب الأسماء بعدها كما تنصبها الأفعال .
- ولأن نون الوقاية قد تتوسط بينها وبين ياء المتكلم : ( إنني ، لكنني ، ليتني ، لعلني ، ... ) .
- وأن معانيها مثل معاني الأفعال ( فهي للتوكيد والتشبيه والتمني والترجي ) .
أحكام تختص بها " إنَّ " وأخواتها :
أولا : دخول لام الابتداء بعد " إنَّ " المكسورة ( تختص بإنَّ وحدها دون سائر أخواتها :
( لام الابتداء – في أصلها – حرف يأتي في صدر الجملة الاسمية لتوكيدها ، وسمي كذلك لوقوعه مع المبتدأ في الأكثر ، مثل : لزيدٌ مجدٌ ) .تدخل لام الابتداء بعد " إنَّ " المكسورة على : (على اسمها ، و على خبرها ، وعلى ضمير الفصل ، وعلى معمول الخبر ) :
1- تدخل مع اسم " إنَّ " بشرط :
أن يتأخر الاسم عن الخبر ويتقدم الخبر عليه ، مثل : إنَّ أمامك لمستقبلا عظيما . وإن دخلت على الاسم المتأخر ، لاتدخل على الخبر ، فلا نقول : إنَّ لأمامك لمستقبلا عظيما .2- تدخل على خبر " إنَّ " بشروط :
( أن يكون الخبر مفردا ، متأخرا عن الاسم ، مثبتا غير منفي ، أو كان جملة فعلية سواء كان فعلها ماضيا متصرفا مقترنا بقد ، أو جامدا ، أو كان فعلا مضارعا ، أو كان جملة اسمية ، أو كان شبه جملة ، أو كان يفصل بين الاسم والخبر ضمير الفصل ) .أ- أن يكون الخبر مفردا ، ومتأخر عن الاسم ( أي في مكانه الطبيعي في الجملة ) ، مثل : إنَّ الرجل لكريمٌ ، وإن عليا لمجتهدٌ .
تنويه :
هذه اللام تدخل أول الكلام ؛ لأن لها الصدارة ، فوجب أن نقول : لإن الرجلَ كريمٌ ، ولكن لما كانت اللام تفيد التوكيد و " إنَّ " للتوكيد أيضا كره العرب الجمع بين حرفين بمعنى واحد ، فأخروا اللام ( وزحلقوها إلى الخبر ؛ ولذلك تسمى ( باللام المزحلقة )، وتعرب حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب .وهذه اللام لاتدخل على خبر باقي أخوات " إنَّ " ، فلانقول : لعل عليا لفاهم ، وإن جاءت في خبر غير " إنَّ " كانت اللام زائدة شذوذا .
ب- أن يكون الخبر مثبتا لا منفيا ، أو مقترنا بأداة شرط ؛ لأن الشرط مثل النفي في امتناعه إذا كان بــ " لو " ، وفي الشك فيه إن كان بـــ "إنْ " ، فلا نقول : إنَّ الطالب لما يفهم الدرس .
جـ - أن لا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقترن بقد ، فلا نقول : إنَّ المعلم لسافر .
ويجوز أن تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد ، مثل : إنَّ عليا لقد حضر .
ويجوز أن تدخل على الفعل الماضي الجامد ، مثل : إنَّ عليا لنعم الرجل ، أو إنَّ السارق لبئس الرجل .
د – أن يكون الخبر جملة اسمية ، مثل : إنَّ المعلم لشرحه جميل . ( وتسمى اللام هنا لام الابتداء ؛ لدخولها على المبتدأ في الجملة الاسمية " شرحه جميل" ) .
هـ - أن يكون الخبر جملة فعلية فعلها مضارع ، مثل : إنَّ المعلم ليشرح الدرس ، أو ماضيا كما بينا في ( جـ ) .
و – أن يكون الخبر شبه جملة ، مثل : إنَّ الطالب لفي البيت ، إنَّ الكتاب لعندك .
3- تدخل على ضمير الفصل :
وهو أن يفصل بين اسمها وبين خبرها بضمير الفصل ، مثل : إنَّ الاستقامة لهي مفتاح النجاح .( سمي ضمير الفصل كذلك ؛ لأنه يفصل بين الخبر و الصفة ، فإذا قلنا : إنَّ محمدًا هو الناجح ، فلو لم نأت بضمير الفصل لاحتمل أن يكون " الناجح " صفة " لمحمد " وأن يكون خبرا ، فلما اتينا بضمير الفصل ، تعين أن يكون " الناجح " خبرا ) .
4- تدخل على معمول الخبر بشروط :
( أن يتوسط المعمول بين اسم " إنَّ " وخبرها ، أن يكون الخبر صالحا لدخول لام الابتداء عليه ، أن لايكون المعمول حالا ولا تمييزا ) .مثل : إنَّ محمدًا لطعامك آكل . وأصل الكلام : إنَّ محمدًا لآكل طعامك .
هذا مثال مستوف للشروط :
لأن طعامك مفعول به لاسم الفاعل آكل ، ثم تقدم على على الخبر آكل فتوسط بين الاسم والخبر ، واقترنت به اللام التي كانت في الخبر ، وهو ليس حالا ولا تمييزا .
فلا نقول : إنَّ محمدًا آكل لطعامك ، ولا نقول : إنَّ محمدًا لطعامك أكل ، ( فعل ماض متصرف غير مقترن بقد ، ولا نقول : إنَّ محمدًا لمسرورًا قد أكل ، ( فالمعمول هنا حال ) .
تنويه :
1- إن دخلت اللام على المعمول ، لايجوز أن تدخل على الخبر ، فلا نقول :: إنَّ محمدًا لطعامك لآكل .2- يمتنع دخول اللام على الخبر : إذا كان الخبر ( متقدما على الاسم ، أو كان منفيا ، أو كان ماضيا متصرفا مجردا من قد ) .
ثانيا : أحكام تخص لعل :
تختص " لعل " من بين سائر أخواتها :
1- بجواز دخول " أنْ " الناصبة على خبرها ؛ تشبيها لها بعسى ، مثل قول الشاعر :
لعلك يوما أنْ تلم ملمة عليك من اللائي يدعنك أجدعا .
ادع أخرى وارفع الصوت جهرة لعل أبي المغوار منك قريب .
ثالثا : تخفيف بعضها ، مثل : إنَّ ، أنَّ ، كأنَّ ، لكنَّ . ( لأنها فقط تحتوي نونا مشددة ) .
عند تخفيف النون من ( إنَّ ، أنَّ ، كأنَّ ، لكنَّ ) تكتسب تلك الحروف أحكاما جديدة ، مثل :1- حكم تخفيف " إنَّ " :
إذا خففت " إنَّ " ، جاز دخولها على الجملة الاسمية ، وعلى الجملة الفعلية ووجب اصطحابها لــ ( اللام المزحلقة ) ؛ للتفريق بينها وبين " إنْ " النافية ، وتسمى اللام عند ذلك بــــ ( اللام الفارقة ) :أ - فإن دخلت على الجملة الفعلية جاز فيها إهمالها وأن يكون الفعل بعدها ناسخا انظر الأفعال الناسخة : كان وأخواتها الجزء الأول ( هنـــــــــــــــــــــا ) وكان وأخواتها الجزء الثاني ( هنـــــــــــــــــــــا ) ، أو كاد وأخواتها ( هنـــــــــــــــــــــا ) ، أو ظن وأخواتها ( هنـــــــــــــــــــــا ) ، مثل قوله تعالى : " وإنْ كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله " ، و قوله تعالى : " وإنْ نظنك لمن الكاذبين " .
ويقل وقوعها بعد فعل غير ناسخ .
ب- وإنْ دخلت على الجملة الاسمية ، فالغالب إهمالها ، مثل :
إنْ زيدٌ لقادم ٌ ، ( وهنا يجب دخول اللام على الخبر بعدها لتفرق بينها وبين " إنْ " النافية ) .
ويجوز بقاء عملها ، مثل : إنْ زيدًا لقادمٌ . ( وعند إعمالها لا تلتزم اللام ( اللام المزحلقة ) لأنها لاتلتبس بــ " إنْ " النافية ؛ لأنَّ " إنْ " النافية لاتنصب ) .
2- حكم تخفيف " أنَّ " : جاز دخولها على الجملة الاسمية ، وعلى الجملة الفعلية :
أ- إذا خففت " أنَّ " ودخلت على الجملة الاسمية :عند تخفيف نون ( أنَّ ) وجب إعمالها وأن يكون اسمها ضمير شأن محذوف وأن يكون خبرها جملة اسمية أو فعلية ، مثل : أوقن أنْ الصبر مفتاح الفرج ، فاسم أن : ضمير شأن محذوف في محل نصب ، والتقدير : أوقن أنْه الصبر مفتاح الفرج .
ب- فإن دخلت على الجملة الفعلية وفعلها متصرف لم يقصد به الدعاء وجب فصلها ؛ لأنهم خافوا أن تلتبس بـــ " أن ْ " الناصبة للمضارع ففصلوا بينها وبين الفعل بأحد الفواصل الآتية : ( قد ) ، ( س ، سوف ) ، ( لم ، لن ، ما ) ، ( رب ) ، ( أداة الشرط ) .
مثل :
قوله تعالى : " ونعلم أن قد صدقتنا " ، و قوله تعالى: " علم أن سيكون منكم مرضى " ، و قوله تعالى: " أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه " ، و قوله تعالى: " أيحسب أن لم يره أحد " ، و قوله تعالى: " أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا " ، و قوله تعالى: " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " ، وقولنا : " آمنت أن رب كسولٍ مرزوقٌ " .تنويه :
إن كانت الجملة فعلية أو اسميه فعلها جامد أو فعلها دعائيا ، لا تحتاج إلى الفاصل مطلقا ، مثل : علمت أن ليس الرجلُ قادمًا ، وقوله تعالى : " وأن ليس للإنسان إلا ماسعى " . و مثل : نادى المسلمون أنْ نصرَ الله جيوشهملعدم الالتباس بينها وبين الناصبة ؛ لأن الناصبة لاتدخل على مثل تلك الجمل .
3- حكم تخفيف " كأنَّ " :
إذا خففت " كأنَّ " دخلت على الجملة الاسمية والجملة الفعلية ،أ- إذا دخلت على الجملة الفعلية فالأفضل الفصل بينها وبين اسمها وخبرها بفاصل : ( قد ) قبل الفعل الماضي ، و ( لم ) قبل الفعل المضارع ، مثل : الجو بارد كأن قد أتى الشتاء ، قوله تعالى : " كأن لم تغن بالأمس " .
ب- و إذا دخلت على الجملة الاسمية بقي عملها وجوبا ، ولم تحتج إلى فاصل لعدم احتمال الالتباس ، ويغلب لها الشروط السابقة لـــ " أنْ " من كون اسمها ضميرا محذوفا والجملة بعده خبره ، مثل : كأن زيدٌ أسدٌ ، والتقدير : كأنه زيدٌ أسدٌ .
4- حكم تخفيف " لكنَّ " :
إذا خففت " لكنَّ " دخلت على الجملة الاسمية والجملة الفعلية والمفرد ، ووجب إهمالها وجوبا ، مثل : الشمس ساطعة لكن المطرُ نازلٌ .رابعا : العطف على اسمها :
1- الحروف الثلاثة (: إنَّ ، أنَّ ، لكنَّ ) ، إذا استكملت خبرها ، مثل : إنَّ محمدًا عاقل وعمرو .يجوز في المعطوف بعدها النصب والرفع .
أ- النصب ، فنقول : إنَّ محمدًا عاقل وعمرًا ( على اعتبار أنه معطوف على اسم إنَّ ) .
ب- الرفع ، فنقول : إنَّ محمدًا عاقل وعمرو ( على اعتبار أنه مبتدأ والخبر محذوف ) .
وإن جاء المعطوف قبل أن تستكمل " إنَّ " خبرها تعين النصب عطفا على اسمها ، مثل : إنَّ محمدًا وعمرًا عاقل .
2- الحروف ( كأنَّ ، ليت ، لعل ) ، فالمعطوف معها يجب نصبه دائما ، سواء استكمل الخبر أو لم يستكمل مثل : ليت الأخَ حاضر والصديقَ ، ليت الأخَ والصديقَ حاضران .
جزاكم الله خيرا
ردحذفجزاكم الله مثله وزادكم من فضله
حذفجزاكم الله مثله وزادكم من فضله
حذف