قصة وعبرة ، حكمة قصيرة ، قصة ذات عبرة
إن الهدف من القصص بالإضافة إلى التسلية هو أخذ العبرة والعظة ، وأن نتعلم منها ، فنأخذ منها المفيد ونترك الضار منها ، واليوم سيكون حديثنا عن بعض القصص التي تمس حياتنا اليومية ،
وتحدثت في مقالة سابقة عن قصة وعبرة في القرآن الكريم تحدث لنا يوميا ، راجع مقالة لِمَ ... بِمَ ( هنــــــــــــــــا ) ، لذا آثرت أن أنقلها لكم لعلنا نستفيد ونتعظ .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/astory-and-alesson-short-wisdom-astory-with-alesson.html |
إن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان :
حكمة قصيرة :يُقال : أن والي دمشق أسعد باشا كان بحاجه إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية ،فاستشار حاشيته ومستشاريه ، فاقترحوا عليه أن يفرض ضريبة على صناع النسيج في دمشق .
فسألهم أسعد باشا : وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة ؟
قالوا : من خمسين إلي ستين كيساً من الذهب .
فقال أسعد باشا : ولكنهم أناس محدودي الدخل فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال ؟! .
فقالوا : يبيعون جواهر وحُلي نسائهم يا مولانا .
فقال أسعد باشا : وماذا تقولون لو حصلت على المبلغ المطلوب بطريقه أفضل من هذه ؟! فسكت الجميع ..
وفي اليوم التالي ، قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي لمقابلته بشكل سري ، وفي الليل وعندما وصل المفتي
قال له أسعد باشا : عرفنا أنك ومنذ زمن طويل تسلك في بيتك سلوكاً غير قويم ، وأنك تشرب الخمر ، وتخالف الشريعه ، وإنني في سبيلي لإبلاغ إسطنبول ، ولكنني أفضل أن أخبرك أولاً ؛ حتى لا تكون لك حجة عليَّ ..
هنا المفتي المفجوع بما يسمع أخذ يتوسل ، ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا لكي يطوي الموضوع ، فعرض أولاً : ألف قطعة نقدية ، فرفضها أسعد باشا ، فقام المفتي بمضاعفة المبلغ ، ولكن أسعد باشا رفض مجدداً ، وفي النهاية تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية ..
وفي اليوم التالي ، قام باستدعاء القاضي ؛ وأخبره بنفس الطريقة ، وأنه يقبل الرشوة ، ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة ، وأنه يخون الثقة الممنوحة له ..
وهنا صار القاضي يناشد الباشا ، ويعرض عليه قطعا من النقد كما فعل المفتي ، فلما وصل معه إلى مبلغ مساوٍ للمبلغ الذى دفعه المفتي أطلقه ..
بعدها جاء دور المحتسب والنقيب وشيخ التجار وكبار أغنياء دمشق ..
بعدها ، قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة ؛ لكي يجمع خمسين كيسًاً .
فقال لهم : هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة في الشام ؟ فقالوا : لا ما سمعنا .
فقال : ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم .
فتساءلوا جميعاً : كيف فعلت هذا يا مولانا ؟ !
فأجاب : إن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان .
المرشح والناخب والحمار :
قصة وعبرة مؤثرة :مرّ أحد المرشحين ـ في جولة من جولاته الانتخابية بدائرته ـ فإذا به بشيخٍ مُسِنٍ فقيرٍ يجلس أمام بيته .
ألقى عليه السلام بود وبشاشة
فسأله : إن كان مسجلا في جداول الانتخابات ، فأجابه الشيخ بأنه مسجل هو وزوجه وأبناؤه ؛ فسُرَّ المرشح بذلك ، وأدخل يده في جيبه ، وأخرج ورقة من فئة مائتي جنيه ووضعها في يده قائلا : يا والدي هذه لك ، وأحتاج صوتكم في الانتخابات .
فأمسك بها الشيخ وجعل يتأملها ، ويتأمل المرشح ، ثم قال : يا ولدي أنا لا أحتاج هذا المال ، ولكن سأعطيك صوتي أنا وعائلتي على أن تأخذ هذه الورقة وتؤدي لي خدمة .
فقال المرشح : أنت تأمر يا حاج ، ما هذه الخدمة ؟!
فقال الشيخ : أنا شيخ كبير كما تري ، فخذ ورقتك هذه واشترِ لي بها حمارا ؛ يساعدني في التنقل في القرية . فأجابه المرشح : بكل سرور وسأذهب إلى سوق الحمير ؛ لأشتريه لك .
وفي اليوم التالي ذهب المرشح إلى سوق الحمير فوجد أنَّ أرخص حمار في السوق ثمنه يفوق هذا المبلغ بكثير ،
ففكر ثم رجع إلى الشيخ ليقنعه بقبول ما عرضه عليه من الجنيهات بدلا من فكرة شراء الحمار .
فسأله الشيخ : لماذا ؟! .
فقال له : إن أسعار الحمير مرتفعة يا حاج ، ولم أجد حمارا بهذا المبلغ وأنا لم أتعود أن أدفع أكثر مما عرضت عليك .
وهنا ضحك الشيخ ساخرا ، وقال : لم تستطع شراء حمار بمائتي جنيه وتريد أن تشتريني بها ؟! ، يالك من أحمق . أتظنني أرخص من حمار ؟! .
ثم قال متحسرا : يالنا من بشر ! ، يجعل الواحد فينا نفسه أرخص من حمار في سوق الحمير .
انتبه حين تختار حتى لاتصبح أرخص من الحمار ..
غير عتبة بابك :
قصة ذات عبرة :روى البخاري في صحيحة ، ( فيما معناه ) عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس :
لما شب إسماعيل – عليه السلام - تزوج امرأة من جرهم ، فجاء إبراهيم – عليه السلام - لزيارة ولده إسماعيل فلم يجده .
فسأل امرأته عنه ( أي سأل عن إسماعيل ) وهي لاتعرفه ( أي إبراهيم عليه السلام ) .
فقالت : خرج يبتغى لنا أو قالت : خرج يتصيد ما نعيش به .
ثم سألها : عن عيشهم ، فقالت : نحن فى شر حال ، في ضيق وشده ، وشكت إليه .
فقال : فإذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولى له : يغير عتبة بابه ، ثم انصرف .
فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ؛ فسألها : هل جاءكم من أحد ؟
فقالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيبة ( هي لاتعرفه ) ، ومدحته ، وأخبرته بكل مادار بينها وبين أبيه وهي لا تعرفه ( أي إبراهيم عليه السلام ) .
فسألها : وبم أوصاها ؟ ، قالت : أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول لك غير عتبة بابك ! .
قال : ذلك أبى ، وأنت العتية ، وقد أمرنى أن أفارقك ، الحقى بأهلك ، فطلقها .
وتزوج من أخرى :
ثم بعد فترة من الزمن جاء سيدنا إبراهيم - عليه السلام - لزيارة ابنه ، فلم يجده ووجد زوجته ( وهي لاتعرفه ) .فسألها عنه، قالت : خرج يبتغي لنا .
فسألها عن حالهم ومعاشهم ، فقالت : نحن بخير وفي سعةٍ من الرزق ، وأثنت على الله فقالت : الحمد لله .
قال لها : ما طعامكم؟ ، فقالت : اللحم . وما شرابكم؟ ، فقالت : الماء. فقال عليه السلام : اللهم بارك لهم في اللحم والماء .
ثم قال لها : إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام، ومريه أن يثبت عتبة بابه.
ولما جاء إسماعيل - عليه السلام - كأنه آنس شيئا ، قال : هل أتاكم من أحد ؟! ، قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيبة ( هي لاتعرفه ) ، ومدحته ، وأخبرته بما دار بينها وبين نبي الله إبراهيم .
فسألها : وبم أوصاها ؟ ، قالت : أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك ! .
قال ذلك أبي وأنت العتبة ، وأمرني أن أمسكك .
فالزوجة الصالحة التي تقنع وترضى بما قسمه الله لها والحامدة لنعم الله عليها . وهي أفضل من الزوجة التي تسخط وتتذمر ولا تشكر الله ولا ترض بما قسمه الله لها .
مهتم
ردحذفشكرا لك
حذف