الدرس الرابع
شرح أدب مدرسة أبولُّو .
سيكون موضوعنا اليوم عن المدرسة الثالثة من المدارس الرومانتيكية وهي مدرسة " أبولُّو " :![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/blog-post_11.html |
س : متى ظهرت مدرسة أبولُّو ؟
ظهرت مدرسة (أبولُّو) في بداية العقد الرابع من القرن الماضي ، بعد أن واجه " الديوانيون ( هنـــــــــــــــا ) " الشعراء " المحافظين ( هنــــــــــــــــــــا ) " في معركة أدبية بينهما ،وبعد توقف عبد الرحمن شكري عقب صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " ومهاجمة صديقاه العقاد والمازني له ، ثم انصرف المازني إلى الصحافة والقصة والمقال ، وبقي العقاد وحده من الديوانيين تشغله أنواع أدبية أخرى غير الشعر .س : ولِمَ ظهرت مدرسة أبولُّو ؟
ظهرت مدرسة " أبولُّو " نتيجة تجمد الإحيائيين المحافظين ( هنـــــــــــــــــــا ) ، والديوانيين ( هنـــــــــــــــــــــا ) ؛ محاولة أن تتجاوز الاتجاهين السابقين ، وتكمل ما بهما من نقص .ويعد عام 1932 م هو عام الانطلاقة الحقيقية لشعراء هذه المدرسة ، وصدور معظم دواوينهم .
س : لِمَ سُميت بهذا الاسم ؟
" أبولُّو " : مأخوذ من " أبولُّون " وهو اسم لإله النور والفن والجمال والشعروالموسيقى عند اليونان وسميت بهذا الاسم ؛ لشدة تأثرهم بالثقافة الأجنبية .س : ما الظروف التي ساعدت على ظهور مدرسة أبولُّو ؟
عوامل ظهور مدرسة أبولُّو :1- بعد أن واجه " الديوانيون " ( هنــــــــــــــــا ) الشعراء " المحافظين " ( هنـــــــــــــــــــا ) في معركة أدبية بينهما ،وبعد توقف عبد الرحمن شكري عقب صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " ومهاجمة صديقاه العقد والمازني له ، ثم انصرف المازني إلى الصحافة والقصة والمقال ، وبقي العقاد وحده من الديوانيين تشغله أنواع أدبية أخرى غير الشعر .
2- ظهرت مدرسة " أبولُّو " نتيجة تجمد الإحيائيين المحافظين ( هنـــــــــــــــــــا ) والديوانيين ( هنـــــــــــــــــــــا ) ؛ محاولة أن تتجاوز الاتجاهين السابقين ، وتكمل ما بهما من نقص .
ويعد عام 1932 م هو عام الانطلاقة الحقيقية لشعراء هذه المدرسة ، وصدور معظم دواوينهم .
3- أفادت من خليل مطران ( هنــــــــــــــــا ) ( يعد مطران الأب الروحي لهذه الجماعة ) والصراع الأدبي الناشئ بين اتجاهي الإحيائيين ومدرسة الديوان .
4- الإفادة مما نشره العقاد والمازني وشكري من شعر رومانتيكي مؤلف ومترجم ومن مقالات أدبية ونقدية ؛ مما جعلها تتجه للتجديد ، والاهتمام بالعاطفة الجياشة .
5- التأثر بالشعراء الرومانتيكيين الأوروبيين وبخاصة الإنجليز ؛ لأن معظمهم أجادوا اللغة الإنجليزية ( فقد عاش أحمد زكي أبوشادي رائد المدرسة يدرس الطب عشر سنوات في انجلترا ) .
6- تأثرهم بشعراء المهاجر وبخاصة شعر جبران خليل جبران ، مما جعلهم يتجهون بشعرهم وجهة عاطفية حادة .
7- الإحساس باستقلال الشخصية والحرية الفردية وتشبعوا بروح الثورة التحررية منذ إحساسهم بثورة 1919 م في مواجهة الاستعمار الانجليزي .
8- اقترن شعر هذه المدرسة بإصدار مجلة " أبولُّو " التي ظهرت 1932 م وتكوين جمعية" أبولُّو " في نفس العام حاملة اسم المجلة نفسه .
9- اتخاذ خليل مطران أبا روحيا لهذه الجماعة .
10- صدر لهم إنتاج شعري قليل قبل صدور المجلة مثل : ديوان (الينبوع) لأحمد زكي أبي شادي الذي صدر سنة 1911م ، وكتب مقدمته ( أبو القاسم الشابي ) ، وقصيدة ( على محمود طه ) في الدستور سنة 1918 م . كما صدرت لهم دواوين أخرى .
س : وضح كيف كان لثورة 1919 م تأثيرفي شعراء مدرسة " أبولُّو " .
كان من تأثيرها : الإحساس باستقلال الشخصية والحرية الفردية وتشبعوا بروح الثورة التحررية منذ إحساسهم بثورة 1919 م في مواجهة الاستعمار الانجليزي .س: وضح سبب اتجاه شعراء " أبولُّو " وجهة عاطفية حادة .
تأثرهم بشعراء المهاجر وبخاصة شعر جبران خليل جبران ، مما جعلهم يتجهون بشعرهم وجهة عاطفية حادة .س : ما الذي أثر في شعر مدرسة " أبولُّو " ؟
اتخاذ خليل مطران ( هنــــــــــــــــا ) أبا روحيا لهذه الجماعة و صدر لهم إنتاج شعري قليل قبل صدور المجلة مثل : ديوان (الينبوع) لأحمد زكي أبي شادي الذي صدر سنة 1911م ، وكتب مقدمته ( أبو القاسم الشابي ) ، وقصيدة ( على محمود طه ) في الدستور سنة 1918 م . كما صدرت لهم دواوين أخرى .ولقد اقترن شعر هذه المدرسة بإصدار مجلة " أبولُّو " التي ظهرت 1932 م وتكوين جمعية" أبولُّو " في نفس العام حاملة اسم المجلة نفسه .
س: وضح السمات الفنية لشعر مدرسة " أبولُّو " .
1- الإيمان بذاتية التجربة والحنين إلى مواطن الذكريات. قــال إبـراهيم نـاجـى :
رفــرف القـلب بجنبي كالــذبيح وأنا أهتف يا قلبي اتَّئد
فيجيب الدمع والماضي الجريح لِمَ عدنا؟ ليت أنَّا لم نعد
2- استعمال اللغة استعمالا جديدا، في دلالات الألفاظ والمجازات والصور ، مثل : ( العطر القمري ، والأريج الناعم ، وشاطئ الأعراف ، ووراء الغمام ) .3- يميلون في شعرهم إلى " التجسيد " أي تحويل المعنويات من التجريد إلى الحسية ، فيقول ناجي :
ذوت الصبابة وانطوت وفرغت من آلامها
عادت إلى الذكريـــات بحشدها وزحامها
أو " التشخيص " اي منح الصفة الإنسانية لما ليس بإنسان ، مثل قول الهمشري :
فنسيم المساء يسرق عطرا من رياض سحيقة قي الخيال .
واستخدام الرمز والميل إلى الكلمات الرشيقة ، مثل : ( عروس ، عيد ) ، أو الكلمات الأجنبية والأساطير ، مثل : ( الكرنفال ، أوزوريس ) ، وكذلك الاهتمام بالتصوير ، مثل صور : ( النخلة والنور )4- حب الطبيعة والولع بها ومناجاتها ومخاطبتها وتسمية القصائد والدواوين بأسماء تدل على هذا الحب مثل (أغاني الرعاة ,أغاني الكوخ ,أغنيات على النيل ) .
5- التشاؤم ، والاستسلام للآلام والأحزان ، والتأمل واليأس ، حتى جعل محمود حسن إسماعيل اسم عنوان ديوان له " أين المفر؟ " .
6- تعدد موضوعاتهم بين المرأة و معاناة عذاب الحياة ، والاهتمام بالطبيعة والحنين إلى مواطن الذكريات والبعد عن الشعر السياسي ، باستثناء أحمد زكى أبو شادي الذي كتب فيه كثيراً وإبراهيم ناجى الذي كتب فيه قليلا .
س : يعتبر النقاد أن الإيمان بذاتية التجربة ، واستعمال اللغة استعمالا جديدًا من أهم سمات مدرسة " أبولُّو " بين المقصود بذاتية التجربة .
المراد بذاتية التجربة: هي أن يعيشها الشاعر أو يتمثلها حين يقرأ عنها .س : كيف تم لشعراء مدرسة " أبولُّو " استعمال اللغة استعمالاً جديدًا ؟
1- استعمال اللغة استعمالا جديدا ، في دلالات الألفاظ والمجازات والصور ، مثل : ( العطر القمري ، والأريج الناعم ، وشاطئ الأعراف ، ووراء الغمام ) .س: ما مظاهر التجديد في شكل القصيدة عند شعراء " أبولُّو " ؟
1- الميل إلى تحرير القصيدة من وحدة القافية والميل إلى تعدد القوافي في القصيدة الواحدة عن طريق تنوع التفعيلات في الشطر الواحد .2- الميل إلى الموسيقى الهادئة لا الصاخبة .
3- تقسيم القصيدة إلى مقاطع تتعدد فيها الأوزان والقوافي متأثرين فيها بنظام الموشحات الأندلسية .
4- استخدام الشعر المرسل الذي لا يلتزم وزناً ولا قافية ، الذي يستعمل أكثر من بحر ،وكان أبوشادي أكثرهم جرأة في ذلك في قصيدته ( الفنان 1926م ) ، وكذلك صالح الشرنوبي في قصيدته ( أطياف 1945 م ) من الشعر المرسل .
5- الاهتمام بالوحدة الفنية للقصيدة في معظم أشعارهم شأن الرومانتيكيين جميعا ، مثل قصيدة ( شاطئ الأعراف للهمشري ) .
س : هل تري تناقضاً في حب الطبيعة و الولع بهـا و بجمالهـا و في نفس الوقت الإحساس بالتشـاؤم عند شعراء مدرسة أبولُّو ؟
ليس هنـاك تناقضا بين الإحساسين ، و يرجع ذلك إلى أن حب الطبيعة و تـأملها يؤدي إلى إدراك نهايتها و الحزن عليها فيظهر التشـاؤم و الزهرة مثال لذلك فهي نضرة و لكنها قصيرة العمر حتى ضرب بها المثل فقيل : عمر الزهرة .س : اذكر مواضع الاتفاق والاختلاف بين المدراس الرومانتيكية ( مطران ( هنــــــــــــــــا ) ، والديوان ( هنــــــــــــا ) ، وأبولُّو ( هنــــــــــــــا ) .
مواضع الاتفاق :
1- التجديد في موضوعات الشعر بعيداً عن شعر المناسبات والمجاملات ومحاكاة القدماء .2- الصدق في التجربة الشعرية الذاتية ، والميل إلى الحزن والتشاؤم .
3- التجديد في قوالب الشعر بالميل إلى نظام المقطوعة والشعر المرسل .
4- رسم الصور الكلية وابتكار الصور الجزئية .
5- الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي .
مواضع الاختلاف :
1- مدرسة مطران ( هنــــــــــــــــا ) : حافظت على الوزن والقافية واللفظ العربي الأصيل ، وتأثرت بالخيال القديم وجودة الصياغة ، ومثلت مرحلة انتقالية من التقليد الذي سارت عليه مدرسة الإحياء ( هنـــــــــــــــــــا ) ، والتجديد الواضح في الرومانسية ( هنــــــــــــــــا ) ، والواقعية .2- مدرسة الديوان ( هنــــــــــــا ) : غرقت في اليأس وفي التشاؤم والخيال الحزين ، وجددت في القالب الشعري باتباع نظام المقطوعة والشعر المراسل .
3- مدرسة أبولُّو : جددت في استخدام الألفاظ ، كما مالت إلى الموسيقي الهادئة والبحور القصيرة والمجزوءة ، والحنين إلى مواطن الذكريات وعشق الطبيعة .
س: اذكر بعض أعلام أبولُّو .
من مصر : أحمد زكي أبو شادي وكان في مقدمة هذا الاتجاه ، إبراهيم ناجي ( الطبيب ) ، على محمود طه ( المهندس ) ، محمد الهمشري ، محمود حسن إسماعيل ، صالح جودت ، صالح الشرنوبي ، جميلة العلايلي ، مختار الوكيل ، أحمد رامي ، كمال نشأت .ومن تونس : أبو القاسم الشابي ، محمد الحليوي .
ومن العراق : نازك الملائكة في مطلع حياتها الشعرية قبل 1947 ، والجواهري .
ومن السودان : محمد المحجوب ، وتوفيق البكري ، والتيجاني .
ومن الكويت : فهد العسكري ، إبراهيم العريض ، وأحمد العدواني .
ومن سلطنة عمان : صقر القاسمي .
ومن المهاجر : إيليا أبو ماضي ، وشفيق ، ورياض المعروف .
الف شكر لحضرتك
ردحذفشكرًا لكم جزاكم الله خيرًا
ردحذف