بعض أسرار التنوين
يعد التنوين من الدروس المهمة التي يجب أن يتعرف عليها الدارس ، وهو من الأشياء التي تميز الاسم عن الفعل والحرف ، ويخطئ كثير من الدارسين أثناء كتابة بعض الكلمات المنونة في وضع علامة التنوين في غير موضعها ، لذا وجب علينا أن نتعلم التنوين ، ونتعلم أين نضع التنوين ؟! .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/blog-post_13.html |
التنوين :
التنوين هو : نون ننطقها ولا نكتبها .وهو : نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم المعرب لفظًا لا خطًا ( أي تنطق ولا تكتب ) ، ولا تكتب أبدًا ( إلا في علم العروض ) ، وتنطق في الوصل لا في الوقف ، ونضع مكانها تضعيف حركة نهاية الاسم المراد تنوينه ، ( أي علامة التنوين ) وهي : فتحتان ( ً ) ، ضمتان ( ٌ ) ، كسرتان ( ٍ ) ، مثل : محمدٌ ، جميلةً ، كبيرةٍ .
وتكون لغير التوكيد ( أي لاتستخدم للتوكيد ) .
أشكال التنوين :
- تنوين الضم : يكون ضمتان فوق الحرف الأخير من الكلمة المعربة ( ٌ ) ، مثل : مسلمٌ ، مهندسٌ ، معلمةٌ .
- تنوين الفتح : يكون فتحتان فوق الحرف الأخير من الكلمة المعربة ( ً ) ، مثل : معلمةً ، مسلمًا ، مهندسًا .
- تنوين الكسر : يكون كسرتان تحت الحرف الأخير من الكلمة المعربة ( ٍ ) ، مثل : معلمةٍ ، مسلمٍ ، مهندسٍ .
تنويه أثناء كتابة علامة تنوين الفتح :
- تكتب علامة تنوين الفتح على الحرف الأخير من الكلمة ، إذا كانت منتهية بتاء مربوطة ، مثل : أخذت هديةً جميلةً . سمعت أغنيةً هادئةً .
- يكتب تنوين الفتح فوق الحرف الأخير من الكلمة المنتهية بألف مقصورة ، سواء أكانت الألف مكتوبة كما ننطقها " ألف قائمة " أم على شكل ياء غير منقوطة " ألف مقصورة " ، مثل : عصاً ، خطاً ، فتىً ، سُدىً .
- يكتب تنوين الفتح على الحرف الأخير من الكلمة ثم نزيد " ألف " ولا يكتب على الألف ، سواء أكانت الألف متصلة بالحرف الأخير ، مثل : أسبوعًا ، وقتًا ، كافيًا . أم كانت منفصلة عن الحرف الأخير ، مثل : أسدًا . بارًا .
حالات خاصة بتنوين الفتح :
أولًا : حالات تزاد الألف فيها في آخر الاسم المنون المنصوب :
تزاد الألف في آخر الاسم المنون المنصوب بعد الحرف المنون لنقرأ الحرف مفتوحًا عند الوقف عليه ويكون ذلك مع جميع الحروف عدا الكلمات التي سنذكرها في ثانيًا .فتزاد الألف إذا كانت الكلمة منتهية بـ ( حرف صحيح ، أو همزة متطرفة قبلها واو ، أو الاسم المنتهى بهمزة متطرفة قبلها حرف صحيح ساكن ، أو الاسم المنتهى بهمزة متطرفة قبلها ياء ) :
1 ـ تزاد ألف في الاسم المنتهي بحرف صحيح في حالة النصب ، مثل : لعبًا ، جميلًا ، سليمًا ......
2 ـ تزاد ألف في الاسم المنتهي بهمزة متطرفة قبلها واو في حالة النصب ، مثل : وضوءًا ، مملوءًا ، هدوءًا .
3 ـ تزاد ألف في الاسم المنتهي بهمزة متطرفة قبلها حرف صحيح ساكن لا يمكن وصله بما بعده في حالة النصب ، مثل : جزءًا ، ردءًا ، بدءًا .
4 ـ تزاد ألف في الاسم المنتهي بهمزة متطرفة قبلها ياء أو حرف صحيح ساكن ، ويمكن وصلهما بألف التنوين ، وعندئذٍ تكتب الهمزة على نبرة ، مثل : بريئًا ، قميئًا ، سيئًا . عبئًا .
ثانيًا : حالات لا تزاد الألف فيها في آخر الاسم المنون المنصوب :
لا تزاد الألف في آخر الاسم المنون المنصوب ، إذا كانت الكلمة منتهية بـ ( تاء مربوطة ، أو همزة قبلها ألف ( الاسم الممدود ) ، أو الاسم المنتهى بهمزة متطرفة على الألف ، أو الاسم المنتهى بألف لينة ) :1- الاسم المنتهي بـتاء مربوطة ، مثل : عاصمةً ، قصةً ، مدينةً .
2- الاسم المنتهي بهمزة متطرفة بعد الألف ( الاسم الممدود ) ، مثل : وعاءً ، ماءً ، إناءً .
3- الاسم المنتهي بهمزة متطرفة على الألف ، مثل : ملجأً ، مرفأً ، مبدأً .
4- الاسم المنتهي بألف لينة (بألف مقصورة ) ، مثل : عصاً ، ندىً ، هُدىً .
تنويه هام جدا :
- نرسم علامة التنوين فوق الحرف المنون وليس فوق الألف ، فنكتب التنوين : معلمًا ، رسمنا التنوين فوق الميم وليس الألف ؛ وذلك لأن الألف حرف ساكن لايتحمل الحركة .
رأي أهل الشام في كتابة التنوين على الحرف قبل الألف :
فأهل الشام يرَون رسمها على الألف لا على الحرف قبلها بخلاف أهل مصر والحجاز ، فنكتب التنوين فوق الألف هكذا : معلماً ؛ فهم يقولون : أن الألف ساكن والتنوين نون ساكنة ؛ فنجمع الساكنين في حرف واحد وهو الألف ؛ حتى لايتوالى ساكنين ، لذا فالأوجب رسم التنوين على الألف .- لا تقع الهمزة بين ألفين ( أي : إذا كان الاسم منتهيًا بهمزة قبلها ألف ( اسم ممدود ) لا نأتي بألف بعد الهمزة في حالة التنوين بالفتح ، مثل : فنكتب : بناءً ؛ لوجود ألف قبل الهمزة ، ولا نكتب : بناءًا .
والتنوين علامة خاصة من علامات الاسم التي تميزه عن الفعل والحرف .
أنواع التنوين :
وبعد أن تعرفنا على أنواع التنوين كتابة ، تعالوا لنتعرف على أنواع التنوين الخاصة بالاسم ، وهو أربعة أقسام : ( تنوين التمكين ، وتنوين التنكير ، وتنوين العوض ، وتنوين المقابلة ) :أولا : تنوين التمكين :
تنوين التمكين هو : التنوين الذي يلحق الأسماء المعربة ، ويستخدم للدلالة أن الكلمة اسمًا ليست فعلا أو حرفا ، أو لتمكين الكلمة في باب الاسمية وعدم مشابهة الفعل أو الحرف ، مثل : رجلٌ ، كتابًا ، معلمةٍ ، ... ، وهكذا .
ويستثنى منه : جمع المؤنث السالم ( فهو تنوين مقابلة ) والاسم المنقوص ( فهو تنوين عوض ) ، وسنبين ذلك بعد قليل .
فإذا قلنا : مررت بسيبويهِ العالم ، فهذا معرفة لشخص العالم سيبويه ؛ لعدم تنوينه .
وإذا قلنا : مررت بسيبويهٍ ، فهذا نكرة ؛ لتنوينه ، ويعني أي شخص اسمه هكذا .
ثانيًا : تنوين التنكير :
تنوين التنكير هو : التنوين الذي يدخل على بعض الأسماء المبنية ؛ ليميز بين نكرتها ومعرفتها ، ( أي أن : الاسم الذي ينون يكون اسمًا نكرة ، والاسم الذي لاينون يكون اسمًا معرفة ) ، مثل : سيبويه ، وخمارويه .فإذا قلنا : مررت بسيبويهِ العالم ، فهذا معرفة لشخص العالم سيبويه ؛ لعدم تنوينه .
وإذا قلنا : مررت بسيبويهٍ ، فهذا نكرة ؛ لتنوينه ، ويعني أي شخص اسمه هكذا .
وينقسم تنوين التنكير إلى قسمين :
- يكون قياسًا على الأسماء المختومة بـ " ويه " ، كما بينا .
- ويكون سماعًا في أسماء الأفعال ، مثل : صهٍ ( اسكت ) . فما سُمِع منونا منها لا يترك تنوينه مثل : واهًا ، وما سُمِع غير منون فلا ينون ، مثل : نزال ، وما سُمِع منونًا وغير منون جاز فيه الأمران ، مثل : صه ، صهٍ .
ثالثًا : تنوين المقابلة :
تنوين المقابلة هو : الذي يلحق جمع المؤنث السالم ، مثل : معلماتٍ ، ممرضاتٍ ، وسمي بذلك ؛ لأنه يقابل نون جمع المذكر السالم ، مثل : معلمون ، ممرضون .
لأن النون في جمع المذكر السالم والتنوين في جمع المؤنث السالم قائم مقام التنوين في المفرد .
فنقول في إعراب جمع المؤنث السالم : اسم مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والتنوين مقابل نون جمع المذكر السالم .
فنقول في إعراب جمع المؤنث السالم : اسم مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والتنوين مقابل نون جمع المذكر السالم .
رابعًا : تنوين العوض :
تنوين العوض هو : الذي يلحق آخر الاسم عوضا عن محذوف : ( عوض عن حرف ، عوض عن اسم ، عوض عن جملة ) ، فهو على ثلاثة أقسام .أقسام تنوين العوض :
1- التنوين عوض عن حرف :
التنوين عوض عن حرف : هو الذي يلحق الاسم المنقوص المعرب الممنوع من الصرف ، مثل : جوارٍ ، غواشٍ ؛ فالتنوين عوض عن الياء المحذوفة في حالتي الرفع والجر ، انظر درس : المقصور والمنقوص ، ( هنــــــــــــا ) .2- التنوين عوض عن اسم :
التنوين عوض عن اسم : هو تنوين خاص بـكلمتي : كل ، بعض ، عوضًا عما تضاف إليه ، مثل : كلٌ محبٌ ، ( أي : كلُ شخصٍ محب ٌ ) ، فالتنوين هنا عوض عن كلمة شخص ، ومثل : يعجبني بعض الزملاء دون بعضٍ . ( أي : دون بعضهم ) ، فحذف المضاف إليه الضمير ، وعوض عنه بالتنوين .3- التنوين عوض عن جملة :
التنوين عوض عن جملة : هو الذي يلحق " إذ " الظرفية عوضا عن جملة المضاف إليه بعدها ، مثل قوله تعالى : " حتى إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذٍ تنظرون " ، ( أي : حين إذا بلغت الروح الحلقوم ) ، فنونت " إذ " عوضا عن هذه الجملة . ومنها قولنا : أكلنا الطعام حينئذٍ تحدثنا .هذه الأنواع الأربع السابقة تخص الاسم فقط .
وهناك نوعان يختصان بالاسم والفعل والحرف ( أي يدخلان على جميع أنواع الكلمة من اسم وفعل وحرف ) وهما ( تنوين الترنم ، تنوين الغالي ) :خامسًا : تنوين الترنم :
تنوين الترنم هو : التغني ويكون بمد الصوت بحركات متجانسة ، ويكون في القوافي المطلقة بحرف علة ، مثل قول الشاعر :
أقلي اللوم عاذل والعتابَنْ وقولي – إن أصبتُ – لقد أصابَنْ .
سادسًا : تنوين الغالي :
تنوين الغالي هو : الذي يلحق القوافي المقيدة ، مثل قول الشاعر :
وقائــــــــــــم الأعمـــــــــــــاق خــــــــــاوي المحتــــــــــــــرفَنْ .
وسمي تنوين الغالي بذلك الاسم ؛ لتجاوزه حد الوزن ، ولأنه تنوين نادر .
سابعًا : تنوين المناسبة : وهناك نوع من التنوين يسمى تنوين المناسبة :
تنوين المناسبة هو : تنوين ما لا يجوز تنوينه ؛ لمناسبة ما قبله مثل : سلاسلا وأغلالا وسعيرا ، ومثل : وثمودا .
تعليقات: 0
إرسال تعليق