الدرس الخامس
مدرسة المُهَاجَر .. أدب المُهَاجَر
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/blog-post_18.html |
س : ما المراد بأدب المُهَاجَر ؟ ومتى بدأت الهجرة ؟
المراد بأدب المهاجر : أدب هؤلاء الشعراء من أبناء الشام من العرب المسيحيين المهاجرين عن وطنهم إلى أمريكا الشمالية والجنوبية.وقد بدأت هذه الهجرة : في منتصف القرن التاسع عشر من لبنان واستمرت الهجرات بعد ذلك .
س : ما الأسباب التي دفعنهم إلى الهجرة ؟ ومن روادهم ؟
أسباب الهجرة :
1- فساد الحكم ، والاستبداد السياسي ، وكبت الحريات .2- الصراع المذهبي ، والتعصب الديني .
3- الضغط الاقتصادي والبحث عن سعة الرزق .
4- ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات .
روادهم :
جبران خليل جبران ،نسيب عريضة ، وعبد المسيح حداد ، وفيلسوفها ميخائيل نعيمة ،وأمير شعرائها إيليا أبو ماضي ، الشاعر القروي رشيد خوري ، وشكر الله الجر ، وحليم خوري ، وفوزي المعلوف ، وإلياس فرحات ، ونعمة قازان .س : ما العوامل المؤثرة في أدب شعراء المهاجر ؟
1- الشعور بالحرية فأخذوا يتغنون بها و يعزفون لها علي قيثارة الشعر كقول الشاعر :
وحقكِ يا حريــة قـــد عشقتها وأنفقت عمري في هواها محاربا
لأنتِ مني الدنيا و غاية سؤلها وأفـضل شيء قــد رأتــه مناسـباً
2- أثرت البيئة الجديدة في شعرهم بإطارها الحضاري و الاجتماعي و ضغطت عليهم الحياة الصناعية و أرهقهم ما لمسوه من تعصب عرقي و طبقي و لوني بين البش و أصابهم التطور الحضاري بما يشبه الدوار ، كقــول الشـــاعر :
نسي الطينُ ساعة أنه طينٌ حقير فصال تيهًا وعربد .
3- مزجوا بين الثقافة العربية الني وفدوا بها والثقافات الأجنبية التي حصلوها في مهاجرهم مما جعل ثقافتهم تتميز بسمات خاصة تختلف عن ثقافة أشقائهم في الشرق .4- فلم يهتموا بالتراث العربي القديم ؛ للتحرر من القيود الشعرية التقليدية .
5- شعورهم بالغربة و الحنين إلي الوطن العربي مما جعلهم يشعرون بالحيرة و القلق النفسي و يميلون إلي النزعة الإنسانية .
6- عاشوا وماتوا فقراء ، بعد أن كانوا يأملون في وضع اجتماعي كريم .
س: ظهر نشاط مدرسة المهاجر في رابطتين ، فما اسم كل منهما ؟ وما الفرق بينهما ؟
س : تكون من مجموع المهاجرين جماعتان أدبيتان ، فما هما ؟ ومن أبرز شعرائهما ؟ وما الفرق بينهما ؟
ظهر نشاط المهاجرين في رابطتين :
الأولى (الرابطة القلمية ) :
في أمريكا الشمالية ، وتأسست في نيويورك سنة 1920م على يد ( جبران خليل جبران ) ومن أعضائها : نسيب عريضة ، وعبد المسيح حداد ، وفيلسوفها ميخائيل نعيمة ،وأمير شعرائها إيليا أبو ماضي ، ورشيد أيوب ، وندرة حداد وغيرهم من عرب الشام .والثانية (العصبة الأندلسية) :
نشأت في أمريكا الجنوبية سنة 1933م بالبرازيل ، ومن مؤسسيها الشاعر القروي رشيد خوري ، وشكر الله الجر ، وحليم خوري ، وفوزي المعلوف ، وإلياس فرحات ، ونعمة قازان وغيرهم .والفرق بينهما :
الرابطة القلمية :تميل إلى التجديد في الشكل والمضمون والثورة على الشعر التقليدي ، وبذلك كان شعرؤها حملة مشعل التجديد في شعر المهاجر .
العصبة الأندلسية :
فكانت أول أمرها تميل إلى المحافظة ، وعقد الصلة بين القديم والجديد من الشعر .
س : ما خصائص أدب المهاجر ؟
( أ ) التجديد في الموضوع ؟
1- تحقق في شعرهم كثير من سمات الرومانتيكية ( هنــــــــا ) ، مما جعلهم يؤثرون في شعراء مدرسة أبولُّو ( هنــــــــا ) ، فكان إنتاجهم – بنثره وشعره – رومانتيكي النزعة والاتجاه وأقبل قراء الشعر في الوطن العربي يقبلون على قراءة شعرهم ؛ووجدوه معبراً عما يدور في قلوبهم وأحاسيسهم ويريدون التعبير عنه .وأثروا في شعر الاتجاه الرومانتيكي بمصر ؛ ويرجع ذلك إلى محاكاتهم الرومانتيكية الغربية .
2- اتفقوا مع شعراء مدرسة الديوان ( هنــــا ) في الدعوة إلي التجديد و لكنهم اختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقاً في الذهنية و جعلوه محلقاً مع العاطفة ، وكانوا أكثر تحررا وانطلاقا في معانيه وأخيلته وأوزانه .
3- آمنوا بأن الشعر معبرُ عن موقف الإنسان في الحياة و له دور إنساني في إعلاء قيم الحق والخير و الجمال و تهذيب النفس والدعوة إلى السلام .
4- مالوا في شعرهم إلي استبطان النفس الإنسانية بتأمل الشاعر نفسه و مشاركته الوجدانية لمن حوله .
5- حفل شعرهم بالتأمل في حقائق الكون و الحياة من الخير و الشر و الحياة و الموت فظهر في شعرهم الحيرة و القلق النفسي ، مما أتاح لخيالهم أن يجسد الأمور الغيبية ويجعلها حية تشاركهم حياتهم .
6- نشأت النزعة الروحية في شعرهم و وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية في الشرق وموقف الإنسان من القيم المادية في الغرب مما جعلهم يلجأون إلي الله بالشكوى ، ويدعون إلى المحبة ، ويؤمنون بالأخوة .
7- اتجهوا إلي الطبيعة و امتزجوا بها ، وجسدوها ، وجعلوها حية متحركة في صورهم .
8- الشعور بالحنين إلي الوطن العربي ؛ فأذابوه شعرا رقيقا يفيض بالحب والشوق والحنين ، وزادوا من نغمات الحنين إليه كلما قست عليهم الحياة .
س : لماذا أقبل القراء في الوطن العربي على شعر أدباء المهاجر ؟
لأنهم وجدو شعرهم معبراً عما يدور في قلوبهم وأحاسيسهم ويريدون التعبير عنه .س : فيم اتفق شعراء المهاجر ، وفيم اختلفوا مع الديوان ؟
اتفقوا مع شعراء مدرسة الديوان في الدعوة إلي التجديد ، ولكنهم اختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقاً في الذهنية و جعلوه محلقاً مع العاطفة ، وكانوا أكثر تحررا وانطلاقا في معانيه وأخيلته وأوزانه .س : آمن شعراء المهاجر بأن الشعر يقوم بدور إنساني في الحياة . وضح ذلك .
آمنوا بأن الشعر معبرُ عن موقف الإنسان في الحياة و له دور إنساني في إعلاء قيم الحق والخير و الجمال و تهذيب النفس والدعوة إلى السلام .علل : ظهور النزعة الروحية في أدب شعراء المهاجر .
نشأت النزعة الروحية في شعرهم و وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية في الشرق وموقف الإنسان من القيم المادية في الغرب مما جعلهم يلجأون إلي الله بالشكوى ، ويدعون إلى المحبة ، ويؤمنون بالأخوة ،الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .س : كيف تناول شعراء المهاجر الطبيعة في صورهم الشعرية ؟
اتجهوا إلي الطبيعة و امتزجوا بها ، وجسدوها ، وجعلوها حية متحركة في صورهم .س : ما خصائص أدب المهاجر ؟
( ب ) التجديد في الفن الشعري :
س: وضح مظاهر التجديد في الفن الشعري ( الشكل ) لدي شعراء المهجر .
1- المغالاة في التجديد مما أوقعهم في العثرات اللغوية و العروضية خصوصاً لدي شعراء الشمال و ذلك بسبب بعدهم عن أصول الثقافة العربية الأصلية ، واندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة .2- الاهتمام بالنثر خصوصاً لدى شعراء الشمال فكان حظ أدباء الشمال من النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب ؛ إذ أوشك أدب الجنوب أن يقتصر على الشعر مثل كتابات جبران النثرية ذات الطابع الرومانسي ( دمعة و ابتسامة ، الأرواح المتمردة ، العواصف) .
3- الميل إلي استخدام الرمز ؛ قاصدين إلى دلالات تستنبط من القصيدة ، مثل ( التينة الحمقاء ) لإيليا ابي ماضي التي ترمز إلى بخل التينة بظلها على الناس مما اضطر صاحبها لقطعها .فقال الشاعر :
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها فاجتثها فهوت في النار تستعر
من ليس سخو بما تسخو الحياة به فإنه أحمق بالحرص ينتحــــــر
4- التمسك بالوحدة العضوية في القصيدة وانتقلوا بالوحدة الشعورية إلى الديوان الواحد الذي يضم قصائد ذات طابع واحد ، وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفني بين فكرها وموسيقاها وعاطفتها .5- الاهتمام بالصورة الشعرية : حيث تتعاون الصور الجزئية من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز في رسم صورة كلية بحروفه وكلماته تشبه وتفوق ما يرسمه الرسام بريشته أو المثال بأصابعه والموسيقي بأنغامه .
6-التصرف في الأوزان و القوافي : تنوع الشعر بين النثر الشعري ، والشعر ذي الوزن والقافية الموحدين ، والأناشيد والأغاني الشعبية والقافية المزدوجة ، والمقطوعات المتنوعة .
7- اتخاذ القصة وسيلة للتعبير والتحليل النفسي للعواطف والمشاعر ، وتجسيد الدلالات ، مثل قصة ( وردة لهانيء ) في مجموعة الأرواح المتمردة لجبران خليل جبران و (قصية الشيطان و النهر الطموح و التينة الحمقاء
8- استخدام اللغة الحية و الكلمة المعبرة ، وسلاسة الأسلوب مثل مطلع قصيدة البلاد المحجوبة لجبران خليل جبران :
هو ذا الفجر فقومي ننصرف عن ديار مالنا فيها صديق .
س : غالى أدباء المهاجر الشمالي في تجديدهم ، فما اثر ذلك على اللغة العربية ؟ وضح ذلك .
غالى أدباء الشمال في التجديد ؛ مما أوقعهم في العثرات اللغوية و العروضية خصوصاً لدي شعراء الشمال و ذلك بسبب بعدهم عن أصول الثقافة العربية الأصلية ، واندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة .س : وضح بإيجاز الدوافع التي أدت إلى غلبة الرمز في شعر المهاجر مع التمثيل .
الميل إلي استخدام الرمز ؛ قاصدين إلى دلالات تستنبط من القصيدة ، مثل ( التينة الحمقاء ) لإيليا ابي ماضي التي ترمز إلى بخل التينة بظلها على الناس مما اضطر صاحبها لقطعها .فقال الشاعر :
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها فاجتثها فهوت في النار تستعر
من ليس سخو بما تسخو الحياة به فإنه أحمق بالحرص ينتحــــــر
س : وضح موقف شعراء المهاجر من الوحدة الفنية والشعورية في الديوان الواحد .
التمسك بالوحدة العضوية في القصيدة وانتقلوا بالوحدة الشعورية إلى الديوان الواحد الذي يضم قصائد ذات طابع واحد ، وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفني بين فكرها وموسيقاها وعاطفتها .س : علل : اتخاذ شعراء المهاجر القصة وسيلة للتعبير.
اتخذوا منها وسيلة للتعبير والتحليل النفسي للعواطف والمشاعر ، وتجسيد الدلالات ، وتقابل الآراء وتصارعها .س: فيم تختلف مدرسة المهاجر عن بقية مدارس الشعر الرومانتيكي ؟
مدرسة المهاجر :كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر بإتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل ، والشعر المنثور وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن ، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى الثائر المتمرد لا اليائس المستسلم .
تعليقات: 0
إرسال تعليق