لا النافية للجنس ، تعمل عمل إنَّ ، نواسخ المبتدأ والخبر ، لا النافية للجنس ، تعمل عمل إنَّ .

" لا  "  النافية للجنس  

نواسخ المبتدأ والخبر ( 6 ) 

  " لا "  النافية للجنس ( تعمل عمل إنَّ )  

تحدثنا في الدرسين  السابقين عن  النوع الثاني من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر : وهو نوع يغير حكم المبتدأ ، فيتحول من الرفع إلى النصب ، ويترك الخبر كما هو في حالة الرفع ، مثل : إنَّ محمدًا نشيط ٌ .

ومنه الحروف الناسخة  ( إنَّ  ) وأخواتها الجزء الأول  والمشبهة بالفعل ( هنــــــــــــــــــــا )  وسيكون درسنا اليوم عن أحكام تختص بها  " إنَّ "  وأخواتها ( 5 - 2 )  الجزء الثاني  ( هنــــــــــــــــــا )  ، و سيكون حديثنا اليوم عن النوع الأخير من النواسخ التي تغير حكم المبتدأ ، وتحوله من الرفع إلى النصب  وهو :  ( لا ) النافية للجنس ،  تعمل عمل  " إنَّ "  .

https://www.mr-alihamoud.com/2020/07/la-alnaafiat-liljuns-do-work-inn.html

التعريف :

 ( لا ) النافية للجنس  : هي حرف ناسخ يلحق بالحروف المشبهة بالفعل ( إنَّ  ) وأخواتها   ، يدخل على الجملة الاسمية فيعمل عمل " إنَّ " من نصب المبتدأ على أنه اسمها  ، ورفع الخبر على أنه خبرها ، وتفيد نفي الحكم عن جنس اسمها .
وسماها النحاة عدة أسماء ،  سأذكرها على سبيل المعرفة والعلم .

أسماء ( لا ) النافية للجنس :

1- ( لا ) النافية على سبيل التنصيص ،  ( أي : على سبيل النص ) ؛ لأنها تنفي الحكم عن جنس اسمها بغير احتمال لأكثر من معنى واحد .
2- ( لا ) النافية للجنس على سبيل الاستغراق ؛ لأن نفيها يستغرق جنس اسمها كله ، فحين نقول : لا إنسانَ مخلدٌ . فقد نفينا الخلود عن جنس الإنسان ، أي : أن النفي استغرق الجنس كله .
3- ( لا ) التي للتبرئة ، أي تبرئ اسمها من معنى خبرها أو تبرئ جنس المبتدأ بجميع أفراده عن الاتصاف بالخبر ، فحين نقول : لا طالبَ كسولٌ  . فإننا لا ننفي الكسل عن طالب واحد فقط ، بل ننفيه عن جميع أفراد جنس الطلاب  ،  وبذلك فإننا نبرئ الطلاب جميعا من صفة الكسل   .

إعمالها :

( لا ) النافية للجنس ،  تعمل عمل  " إنَّ " .

شروط إعمال ( لا ) النافية للجنس عمل " إنَّ " 

تعمل ( لا ) النافية للجنس عمل "  إنّ " بشروط هي  :

1- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين :  لأن النكرة هي التي تفيد الشيوع والعموم وبخاصة في سياق النفي ، فلو كان اسمها معرفة لكان محددًا وخرج عن دلالته على استغراق الجنس وأهملت وكُررت ،  فإذا قلنا : لا محمد في الدار . فنحن لاننفي الوجود في الدار عن جميع الرجال بل عن محمد فقط  ، وتكون ( لا ) غير نافية للجنس كله ، فتهمل وتكرر .

2- ألايفصل بينها وبين اسمها فاصل : لذا يتوجب علينا التزام الترتيب بين اسمها وخبرها ، ( أي : لا يتقدم الخبر على الاسم ) وإلا أهملت وألغيت وكُررت  ، مثل  : لا في الدار رجل ولا امرأة . فقد فصل بينها وبين اسمها بالجار والمجرور ؛ فأهملت وكررت .

3- ألا يدخل عليها حرف جر :   فإن دخل عليها أهملت وكان ما بعدها مجرورا بحرف الجر ، مثل :  أحب وطني بلا شك . و سافرت بلا زاد .

4- وهناك شرط رابع وهو : أن تكون نصا لنفي الجنس ، فحين نقول : لا طالبَ كسولٌ  . فإننا ننفي الكسل عن جميع أفراد جنس الطلاب  ، فإن كان النفي عن طالب وإثباته لآخرين ، مثل قولنا : لا طالب كسول بل طالبين . فتهمل وتعامل معاملة ليس ، فنقول : لا رجلٌ مسافرًا . وكل ذلك يعود للمعنى الذي يقصده المتكلم أن يعبر عنه للسامع .

تنويه :

أ - في حالة فقدان الشرط الأول والثاني  أهملت وكُررت ،  مثل : لا الرجل بخيل ولا أولاده  ، لا في منزلنا مهمل ولا مقصر .
ب - إن فقد الشرط الثالث أهملت وجُرَّ ما بعدها بحرف الجر واعتبرت زائدة ، مثل : أحب وطني بلا شك .

حالات اسم لا النافية للجنس :

حالات اسم ( لا  ) النافية للجنس  :

إذا تحققت شروط إعمالها عملت عمل " إنَّ "  ، وكان لها في اسمها حكمان :

أ -  مبني في محل نصب إذا كان مفردًا : 

إذا كان مفردا ( أي :  ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف ) فإنه يبنى على ماينصب به  ، مثل : لا متقنَ مخذولٌ . ( متقنَ : اسم ( لا ) النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب ، مخذول : خبر( لا ) مرفوع وعلامة رفعة الضمة ) . ومثل : لا رجلَين في البيت . ( رجلَين :اسم ( لا ) النافية للجنس مبني على الياء في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره موجود ) . ومثل : لا مجداتٍ فاشلاتٌ :( مجداتٍ : اسم ( لا ) النافية للجنس مبني على الكسر في محل نصب ، فاشلاتٌ : خبر ( لا ) مرفوع وعلامة رفعة الضمة )  ، وهكذا ... كل اسم حسب علامة بنائه .

ب- معرب ( منصوب ) إذا كان مضافًا أو شبيهًا بالمضاف :

1- مضافا إلى نكرة ، مثل : لا متقنَ عملٍ مخذولٌ . ( متقن : اسم ( لا ) النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لأنه مضاف ) . ومثل : لا بائعي صحف موجودون . ( بائعي : اسم ( لا ) النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ). ومثل : لا بائعاتِ صحفٍ موجوداتٌ . ( بائعاتِ : اسم ( لا ) النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ).

2- شبيها بالمضاف ، مثل : لا متقنًا عملًا مخذولٌ ، ( متقنًا : اسم ( لا ) النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لأنه شبيه بالمضاف ) .

تنويه : 

نعني بالشبيه بالمضاف : هو الاسم الذي تأتي بعده كلمة تتمم معناه وتعطيه معنى الإضافة ، بأن يكون مابعده مرفوعا به ، مثل : لا كريمًا خلقُه مكروهٌ   ، أو منصوبا به ، مثل : لا بائعًا صحفًا موجودٌ ، أو يأتي بعده جار ومجرور متعلق به ، مثل : لا مجدًا في عمله فاشلٌ . أو ظرف ، مثل : لا مسافرًا اليوم حاضرٌ . أو تمييز ، مثل : لا عشرين جنيها معك .

جـ - قد يحذف خبر ( لا ) النافية للجنس  إذا فُهم من الكلام ، مثل : ( لابأس )  التي تقال للمريض ، أي : لابأسَ عليك . و ( لاشك ) في :  هوناجح لاشكَ ، والخبر محذوف تقديره في ذلك . ومثل : لا ريب ، لا غرو ، لابد ، لا عجب ، لا محالة ، لا ضرر .... .
وقد يحذف اسمها إذا فهم من الكلام ، مثل : ( لا عليك ) أي : لا بأس عليك ، أو لا جناح عليك . وذلك قليل .

أنواع خبر ( لا  ) النافية للجنس   :

هي كأنواع خبر المبتدأ والخبر ، ياتي مفردا ، مثل :  ( لا طالبَ مهملٌ ) .  ويأتي جملة فعلية  ، مثل : ( لا مسرحية تمتع قراءتها في كتاب ) .  ويأتي جملة اسمية  ، مثل : ( لا مسرحية قراءتها أمتع من مشاهدتها  ) . ويأتي شبه جملة ن مثل : ( لا رجل عندك ، لا رجل في الدار ) .

حالة تكرار ( لا ) وكانت صالحة للعمل :

فإذا تكررت ( لا ) وكانت صالحة للعمل كان لنا في الاسم المعطوف ، وهو :  اسم ( لا ) المكررة ( الثانية لا الأولى )  :
مثل : لا رجل في الدار ولا امرأة . ( نعرب : ولا امرأة ) :
1- ولا : الواو حرف عطف  ، و( لا ) نافية للجنس .
امرأة :  اسم ( لا ) النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره ( موجود ) .
2- ولا : الواو حرف عطف  ، و( لا ) حرف زائد لتوكيد النفي لا عمل لها  . والعطف هنا ( عطف مفرد على مفرد ) .
امرأة : معطوف على رجل منصوب .
3- ولا : الواو حرف عطف  ، و( لا ) حرف زائد لتوكيد النفي لا محل لها من الإعراب .  والعطف هنا ( عطف جملةعلى جملة ) .
امرأة : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخبره محذوف تقديره ( موجود  ) .

تنويه :

وتعتبر ( لا ) مع اسمها كتلة واحدة مثلها مثل الأعداد المركبة ( 11 -19 )  راجع درس المعرب والمبني من الأسماء ( هنـــــــــــــــا ) ، فتعامل كأنها كلمة واحدة ، ويقال في إعراب : ( لا رجلَ حاضرٌ )  ، فنقول في  ( لا رجلَ ) كلها كلمة واحدة في محل رفع مبتدأ  ، ( حاضرٌ ) خبر له .
ومن هنا أجازوا للمعطوف أن يتبع محل الابتداء  .

دخول همزة الاستفهام على ( لا ) النافية للجنس ، ( ألا ) :

إذا دخلت همزة الاستفهام على ( لا ) النافية للجنس ، بقي عملها كما هو ، ولم يتغير من أحكامها  من الأحكام السابقة شيئًا ، مثل : ألازائرَ في البيت ؟   ،   ألاطالبَ علمٍ حاضرٌ ؟  ،  ألاطالعًا جبلًا ظاهرٌ ؟ .
 ويقصد بالاستفهام في ذلك مايلي :
1- أن يكون  الاستفهام بغرض التوبيخ والإنكار ، مثل : ألا إحسانَ منك  وأنت غنيٌ ؟ .
2- أن يكون الاستفهام عن النفي دون قصد توبيخ أو غيره ، مثل : ألا كتابَ معك ؟ .
3- أن يكون الاستفهام للتمني ، مثل : ألا مالَ فأساعد الفقراء ؟ . وهنا رأيان في عملها إذا كانت للتمني :
أ - أنها تعمل ولا خلاف في ذلك .
ب - أنها لاتعمل إلا في الاسم فقط ولا خبر لها ، لالفظا ولا تقديرا ؛ لأنها صارت مثل الفعل أتمنى ، ولا يجوز إلغاء عملها في الاسم.

إعراب : لا إله إلا الله 

لا : النافية للجنس ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
إله :اسم ( لا ) مبني على الفتح في محل نصب ، وخبر ( لا ) محذوف تقديره ( موجود )  .
إلا : حرف استثناء ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
الله :لفظ الجلالة  ، وله ثلاثة أوجه إعرابية هي :
1-  مستثنى منصوب بالفتحة .
2-  بدل  مرفوع  من محل ( لا ) مع اسمها ( لأن محل ( لا ) مع اسمها  مبتدأ مرفوع ) .
3-  بدل مرفوع من الضمير المستتر في الخبر المحذوف ، والتقدير : لا إله موجود ( هو ) الله .

إعراب : لا سِيّما .

إعراب لا سِيّما :

( لا سِيّما ) : تعبير مكون من  : لا  +  سِيّ  + ما .
وهو يشبه التفضيل في المعنى ؛ فيستخدم للتعبير عن شيئين مشتركين في شيء واحد وما بعدها أكثر قدرا مما قبلها .
مثل :  أحب اللغة العربية لاسِيّما النحو . فأنا أعني أني أحب اللغة العربية على وجه العموم ، ولكن حبي للنحو أقوى .

هناك ثلاثة أوجه إعرابية للاسم بعد سِيّما ( الجر  ، الرفع ، النصب )  :
وذلك بناء على معنى ( ما ) في ( سِيّما ) ، ولكي نفهمها جيدا تعالوا معا نعرب المثال التالي :

أحب اللغة العربية ولاسِيّما النحو  ، ( نحوًا ) .

أحب اللغة العربية : فعل مضارع ، وفاعل ضمير مستتر ، ومفعول به ، ونعت منصوب .
  لا  :  النافية للجنس ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
سِيّ  : اسم ( لا )  النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وخبرها محذوف تقديره ( موجود ) .

النحو : هناك ثلاثة إعرابات لها بناء على معنى ( ما ) في ( سِيّما )  :

1-(  سِيّ  )  تكون مضافًا   ، و ( ما )  زائدة  حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب :
نعرب ( النحوِ ) : مضافًا إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .   ................ وهذا هو الأقرب إلى معنى الجملة وأيسرها .
2-  (  سِيّ  )  تكون مضافًا  ،  و( ما ) اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه :
نعرب ( النحوُ )  : خبرًا لمبتدأ محذوف وجوبًا تقديره ( هو ) .
3- (  سِيّ  )  تكون غير مضاف ولا شبيه بالمضاف ، و ( ما )  زائدة  حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب :
نعرب ( النحوَ )  بشرط أن يكون ما بعد ( لا سِيّما ) معرفة  :
أ-  مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني أو أخص .
ب- فإن كان ما بعد ( لا سِيّما ) نكرة  فتكون ( نحوًا ) ، نعربها  :  تمييزًا منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة .

إعراب : لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله 

 إعراب لا حول ولا قوة إلا بالله : 

1-  ( لا حولَ ولا قوةَ )  ،  بالفتح للاثنتين ، نعرب حول وقوة : اسم ( لا ) النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب .
2- ( لا حولُ ولا قوةُ  )  ،  بالرفع والتنوين  للاثنتين ،  على أنهما تعملان عمل ليس  ،  انظر درس :  الأحرف المشبهة بـــ ( ليس ) ، ( هنــــــــــــــــــا )   .
3-  ( لا حولُ ولا قوةَ )  ، برفع الأولى ( حولُ )  على أنها ( لا ) الأولى عاملة عمل ليس ،انظر درس :  الأحرف المشبهة بـــ ( ليس ) ، ( هنــــــــــــــــــا )   .  فيجوز فى ( قوة ) الرفع على العطف ، أوالبناء على الفتح على أنها اسم ( لا ) النافية للجنس .
4- ( لا حولَ ولا قوةُ )  ، بفتح الأولى ( حولَ ) على أنها اسم ( لا ) النافية للجنس ، ورفع الثانية ( قوةُ ) على أن ( لا )  عاملة عمل ليس .انظر درس :  الأحرف المشبهة بـــ ( ليس ) ، ( هنــــــــــــــــــا )   .

الدرس القادم بإذن الله تعالى سيكون  الأفعال التي تنصب مفعولين ( ظن وأخواتها ) .

هذا والله أعلى وأعلم 

 تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة .
Mr Hamoud