قصة الحذاء القديم
كلنا نعلم ( المهاتما غاندي ) المناضل السياسي والزعيم الهندي ، كان في يوم من الأيام يحاول اللحاق بالقطار الذي بدأ في التحرك ولم يصعد عليه ( غاندي ) بعد ، فبدأ غاندي في الجري مسرعا ؛ ليلحق بالقطار ، وبينما هو يحاول الصعود على متن القطار سقطت فردة حذائه منه ، وكان قد ركب القطار ، والقطار يتحرك ، فلم يستطع النزول من القطار ليجلب فردة الحذاء التي سقطت منه ، فما كان منه إلا أنه خلع فردة الحذاء الأخرى وألقاها بجوار فردة الحذاء التي سقطت منه .وعندما سألوه : لم فعلت ذلك ؟! . قال : أردت لمن يجد الحذاء أن ينتفع بالاثنتين . فأنا لن أنتفع بواحدة ، وهو لن ينتفع بالأخرى . فقررت أن أهديها له .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/08/The-old-shoe-story.html |
هل تعلمت أن تعطي بلا مقابل ؟! ، هل تعلمت أن تعطي فقط لإسعاد غيرك ؟! ، ماذا تتمنى من الدنيا ؟! ، هل تعلم أن هناك من يتمنى أشياء بالنسبة له صعبة المنال بينما هي بالنسبة لك أشايء عادية ؟! . ,ولنا هنا قصة وعبرة عن الحذاء القديم .
قصة الحذاء القديم :
كان في بلاد الهند رجل فقير الحال ، وكان لديه طفلان : ولد وبنت يدرسان في المدرسة الابتدائية ، وكان الولد قد أضاع لأخته حذاءها ، التي لم تسطع إخبار والدها بذلك ؛ حتى لايعاقب أخاها ، وأن اباها لن يستطيع شراء غيرها ، وإن فعل قد يدخل السجن لعدم قدرته على سداد بعض الديون التي عليه .فقرر الطفلان عدم إخبار والدهم والاكتفاء بحذاء واحد للذهاب إلى المدرسة ، وذلك لأنهما كانا يذهبان على فترتين الولد في الفترة الأولى الصباحية ، والبنت في الفترة الثانية المسائية .
ولكن هناك مشكلة ستواجههم ، وهي أن الحذاء سيكون كبيرا قليل على البنت ؛ فقدم الولد أكبر قليلا من قدم البنت ، ورغم ذلك قررا الاستمرار في ذلك .
فكان الولد يذهب إلى المدرسة صباحا ، وبعد انتهاء الدراسة يجري بكل طاقته ليص غلى أخته التي تنتظره ليعطيها الحذاء لترتديه وتدهب إلى المدرسة ، وكانت تجري هي الأخرى بكل طاقتها لتلحق بالمدرسة قبل دخول الطلاب .
كم من المعاناة يعانيها هذان الطفلان كل يوم ليكملا تعليمهما ، ولا يكلفا أباهما ثمن حذاء جديد ، إنها المسؤولية والشعور بها .
وكانت البنت حين تخرج إلى السوق تقف أمام محل الأحذية الجديدة تنظر إليها بشغف ، ياله من منظر ! ، طفل كل أمنيته في الحياة أن يحصل على حذاء جديد ، أقصى أمانيه أن يلبس حذاء جديدا ، يالها من سخرية .
لم تتمن الطفلة ، فستانا أو لعبة أو طعاما ما ، أو أي شيء من ملذات الحياة أو وسيلة ترفيه أو أيٌّ من التي يطلبها أطفالنا كل يوم .
حذاء جديد لها ، يكون خاصتها ، تستمتع به ، فكم هي سخيفة تلك الحياة التي نعيشها . وبدأ الولد يشعر بالحزن والاكتئاب على أخته ؛ فهو من أضاع لها حذاءها .
سباق في الجري :
وفي يوم من الأيام وبينما هم على هذه الحال ، إذ أقامت الوزارة سباقا للجري ، وكانت الجائزة الأولى : الكأس والميدالية الذهبية ، وكانت الجائزة الثانية : كأسا والميدالية الفضية ، وكانت الجائزة الثالثة : حذاء رياضيا والميدالية البرونزية .الطفل لم ير من المراكز إلا المركز الثالث ، ولم ير من الجوائز إلا الجذاء الرياضي ؛ فهو لم ير إلا ما يتمنى .
وذهب إلى المشرف على المسابقة ليخبره برغبته في الاشتراك في تلك المسابقة ، ولكنه رفض لعدم قدرته على خوض السباق .
ولكن الطفل بكى وانتحب ، ووعد المشرف بالفوز بالسباق إذا اشترك فيه ، ومع إلحاح وإصرار الطفل وافق المشرف بشرط أن يختبره أولا ، ونجح الطفل في الاختبار وتأهل للمسابقة .
فأسرع إلى أخته مخبرا إياها أنه سيلتحق بالمسابقة وسيفوز بالمركز الثالث ليحصل على الحذاء لها .
أخبرته : أن الحذاء سيكون للصبيان وليس للبنات ، فطمأنها أنه سيبدله لها بحذاء للبنات .
وبدأ السباق :
واشترك فيه عشرات الطلاب من كل المدارس ، ودخل الطفل السباق بحذائه القديم المتهالك الذي كان يلبسه وأخته كل يوم ، وبدا الطفل في الركض ، فظل يركض ويركض ويركض ، يتخطى هذا وذاك ، وهو لا يرى أمامه سوى صورة الحذاء الذي يتمنى أن يفوز به ليهديه لأخته .وبينما هو يجري إذ وجد نفسه في المقدمة بفارق كبير ، فتمهل قليلا ؛ ليمر متسابق ثم يمر الثاني منه ، غهو لايريد المركز الأول ولا المركز الثاني ، بل يريد المركز الثالث ، إنه يريد الحذاء ، وركض الطفل وفجاة :
تعثرت قدماه وسقط على الأرض وتمزق الحذاء الذي يرتديه ؛ لنه أصبح متهالكا جدا ، فتخلف عن السباق وأصبح في المركز العاشر .
وقام الطفل من عثرته ، وكان قد بقي مائة متر فقط على انتهاء السابق ، وركض الطفل بكل ما أوتي من قوة ، وكأنه البرق يمر مسرعا من هذا وذاك ، تدور في ذهنه الأحداث تلو بعضها ، وأخته والحذاء الجديد والحذاء القديم ، يالها من لحظات وثوان معدودة ، مرت كأنها أيام وليال ، وبينما هو كذلك إذ وجد نفسه عند خط النهاية ، فسقط مغشيا عليه من التعب والإرهاق .
حزن شديد :
وعندما أفاق وجد المشرف يهنئه ، فسأل الطفل متشوقا قائلا : هل فزت بالمركز الثالث ؟ ، فأجابه المشرف سائلا لم المركز الثالث ؟! ، لقد فزت بالمركز الأول .فانهار الطفل ، وبدأ في البكاء الشديد الذي نبه المشرف لأمر ما في هذا الطفل .
فسأل عن االمشكلة ؟! ، وعن الأمر ؟! .
ومع إصرار المشرف ، أخبرت الطفلة المشرف بالأمر بعد امتناع أخوها عن إخباره .
فتفهم الأمر ، وأسرَّ في نفسه أمرا .
وأثناء التكريم كانت المفاجأة ، إذ أحضر المشرف مع الكأس والميدالية الذهبية ، حذائين جديدين واحدا له ، وآخر لأخته .
يالها من سعادة ، حلت على قلب الطفلين بسبب حذاء كانا يتمناه ، إنها أحلام وأمنيات ، كل يتمنى ويحلم على قدره .
فاحمد الله على ما أنت فيه ، وعلى نعمائه التي لا تشعر بها .
تعليقات: 0
إرسال تعليق