أنواع الرجال مع أزواجهم ( 1 )
كما ورد في حديث أبي زرع
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اتقوا الله في النساء فإنهن عوال عندكم " ، ( أي أسرى عندكم ) .
يجب أن يكون الرجل أنيسا للمرأة ، ويجب عليه أن يراعيها ويستمع إليها لتبث إليه أمورها ، ويجب أن يشملها بحلمه ، ويجب علينا أن نراجع أنفسنا مع زوجاتنا ، وفي تعاملنا معهن .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/08/Types-of-men-with-their-husbands-as-mentioned-in-the-hadith-of-Abu-Zarre-1.html |
حديث أبي زرع كاملا
شرح حديث أبي زرع :عن عائشة رضي الله عنها قالت : جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس وعر جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .
قالت الثانية : زوجي لا أبُثُ خَبَره ، إني أخاف أن لا أَذَره ، إن أذْكُره أذْكُر عُجُرَه وبُجُرَه .
قالت الثالثة : زوجي العشَنَّق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي كليل تِهامة ، لا حَرٌ ولا قَرٌ ، ولا مخافة ولا سآمة .
قالت الخامسة : زوجي إن دخل فَهِد ، وإن خرج أَسِد ، ولا يسأل عما عَهِد .
قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .
قالت السابعة : زوجي غَياياء أو عَياياء طُباقاء ، كل داء له داء ، شَجَكِ أو فَلَكِ أو جمع كُلَا لكِ .
قالت الثامنة : زوجي المَسُّ مَسُّ أرنب ، والريح ريح زَرْنَب .
قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ؟ أَنَاسَ من حُلِيًّ أُذُنَيَّ ، ومَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ ، وبَجَّحَنِي فبَجَحَت إلىَّ نفسي ، مع أنه وجدني في أهل غُنَيمة بِشَقْ ، فجعلني في أهل صَهيل وأَطيط ودَائس ومُنق ، فعنده أقول فلا أُقَبَّح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقنح . أم أبي زرع فما أم أبي زرع ؟ عُكومها رَداح ، وبيتها فَساح .
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضْجِعُه كمَسَلِ شَطْبَة ، ويُشْبِعُه ذراع الجَفْرة ، بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها . جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟ لا تَبُثُ حديثنا تَبْثِيثًا ، ولا تُنَقِث مِيرتنا تَنْقِيًثا ، ولا تجعل بيتنا تعشيشا .
قالت: فخرج أبو زرع والأوطاب تُمْخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكَحت بعده رجلا سريا ، رَكب شَريا ، وأخذ خَطِّيا ، وأراح علي نِعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك .
قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .
قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " . رواه البخاري ومسلم .
أنواع الرجال كما وردت في الحديث
النوع الأول : زوج رديء الصفات ، خيره قليل شره كثير :
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .
زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر : أي أن زوجها كلحم الجمل كبير السن ، طعمه سيء ، ولايطبخ على النار بسرعة ، ويأخذ وقتا طويلا في الطهو ، فلا تأكله الناس ولكن تصنعه كفته .فقد وصفت المرأة زوجها في أخلاقه وفي تعاملاته معها بأنه ( كلحم جمل غث ) من أردأ أنواع اللحوم وهو لحم الجمل ، ومع رداءته فهو موجود على رأس جبل يصعب الصعود إليه ، فزوجها ليته إذ هو غث ( رديء ) كان على الأرض فيؤخذ أوكان قريب المتناول .
لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل : فهو مع أنه غث يجب أن أسلك طريق جبل وعر وصعب لكي أحضره فهذا مما يزهدها فيه ، فهو مع غثاثته لو كان الطريق إليه سهلا لاستفدنا منه ، وليته كان لحما سمينا ( ليس لحم جمل أو كان لحم ضأن ) كنا تحملنا وعورة وصعوبة الطريق إليه حتى نأتي به .
فهي تشير بأنها تبذل جهدا كبيرا في إرضائه ولا يرضى ، خيره قليل شره كثير ، وهي لاتستطيع أن تصل معه إلى مايرضيه .
النوع الثاني : زوج شرير عيوبه ظاهرة وباطنه :
قالت الثانية : زوجي لا أبُثُ خَبَره ، إني أخاف أن لا أَذَره ، إن أذْكُره أذْكُر عُجُرَه وبُجُرَه .
زوجي لاأبث خبره ، إني أخاف أن لا أذره : أي موضوعه طويل وأخاف ألا أترك الكلام عنه ، وأخاف إن تكلمت عنه أن يطلقتي ؛ لذلك فهي ساكتة تحاف ألا تتكلم ؛ لأنها إن تكلمت ستتكلم بكلام كثير في ذمه ظاهرا وباطنا .إن أذكره أذكر عجره وبجره : العُجَر هو تعقد العروق مع البروز ( عروق الرقبة بارزة وظاهرة من الجلد ) ، والبُجَر : هي انتفاخ العروق في البطن . تريد أن تقول : أن عيوبه ظاهرة وباطنه .
النوع الثالث : زوج أحمق ومتسرع :
قالت الثالثة : زوجي العشَنَّق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
العشنق : هو الذي نسميه الطويل والأهبل ( أي ليس له ميزة غير أنه طويل فقط ) ، وبرر ذلك العلماء : أن طول رقبته يجعل هناك تباعدا بين الدماغ والقلب ، فيكون رجلا دماغ بلا قلب أو قلب بلا دماغ ، وهذه صفة الأحمق .إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق : إن نطقت وتكلمت مع الرجل تخشى أن يطلقها ؛ لأنه أحمق ومتسرع ، وإن سكتت وصبرت يعلقها ( أي يتركها ويهجرها ) ، فلا هي زوجة ولا هي مطلقة ، فهذه امرأة بائسة ؛ لأنها لاتأمن أن تنطق في حضرة زوجها ، فهو لايسمح لزوجته أن تتكلم في حضرته أبدا .
فمن كرم الرجل أن يؤمن المرأة إذا تكلمت ، إن أخطأت سددها ، وإن أصابت زانها ومدحها .
النوع الرابع : زوج ذو تربية وأخلاق عالية :
قالت الرابعة : زوجي كليل تِهامة ، لا حَرٌ ولا قُرٌ ، ولا مخافة ولا سآمة .
هذا مدح للرجل :زوجي كليل تِهامة : كبلاد تهامة ، تحوطها الجبال من كل جانب ، يكون هواءها ليلا باردا ، وإذا جاءها ريح قوية تحميها الجبال من تلك الريح .
لا حر ولا قر : ليس عصبيا متسرعا ولا باردا ولاديوثا لايغار على أهله .
لا مخافة ولا سآمة : تتكلم عنده حتى وإن أخطأت لا تخشى بأسه ، وهو حلو الحديث فإذا تحدث طوال الليل لا أمل منه ولا من حديثه.
النوع الخامس : زوج متغافل كريم في بيته :
زوجي إن دخل فَهِد ، وإن خرج أَسِد ، ولا يسأل عما عَهِد .
هنا مدح للرجل :إن دخل فَهِد : الفهد يصفونه بالغفلة ، فزوجها يتغافل في البيت فقط ؛ ليست عينيه على كل شيء في البيت ، فلا يصطنع المشاكل ( فهذا صنف مكروه من الرجال الذي يصطنع المشاكل في البيت ) . قيل لأعرابي من العاقل ؟ ، قال : " الفطن المتغافل . فهو يعرف كل شيء ولكنه يتغافل بمزاجه .
وإن خرج أَسِد : ولكنه إن خرج إلى الناس فهو أسد لايغلبه أحد .
ولا يسأل عما عَهِد : هنا تفسير لفهد ،فهو كريم جدا معي ؛ فإن أحضر شيئا للبيت لايبحث ورائي عما فعلتُ فيه ، فإن كان الرجل كريما ومتغافلا كان على سقف قلب امرأته .
النوع السادس : زوج أناني ، مهمل لزوجته لا يفكر إلا في إشباع بطنه :
قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، لايولج الكف ليعلم البث .
زوجي إن أكل لف : يده تلف المائدة على الطعام كله ، يأكل من كل الأطباق ، وهذا دليل على مهارتها في الطبخ .وإن شرب اشتف : يشرب كوب العصير كاملا ، ويلعق الكوب بلسانه بعدما ينهي العصير . وهذا دليل على مهارتها في إعداد الطعام والشراب .
وإن اضطجع التف : فإذا أراد النوم كان جزاء المرأة أن يلف حول نفسه على الفراش وكأنها ليست موجودة معه على الفراش بجانبه ، ويتركها بعد الأكل وينام بعيدا عنها .
ولا يولج الكف ليعلم البث : فلا يضع يده عليها ويسألها عن حالها ، ولايدع لزوجته مجالا لتبث همها أو تبث حزنها ، ولا يعطيها فرصة لتتحدث وتعبر عما بداخلها ، فهو لا يراعيها ، ولايهتم بها . والمرأة تستريح بكلمة طيبة لها والسؤال عن حالها ، ومعرفة همومها ومشاكلها ، فهو متجنبها يأكل وينام .
النوع السابع : زوج كله عيوب يضرب زوجته ويؤذيها :
قالت السابعة : زوجي غَياياء أو عَياياء طُباقاء ، كل داء له داء ، شَجَكِ أو فَلَكِ أو جمع كُلَا لكِ .
زوجي غياياء أو عياياء طباقاء : لايعُفُّ امرأته ، وهو ضال ذو ضلال بعيد ، لا يتفاهم ويتعامل بشدة مفرطة .كل داء له داء : كل داء في الناس فيه ، ففيه عيوب كل الناس .
شجك أو فلك أو جمع كلالك : لا يتفاهم إلا بالضرب ، فيشج الرأس ، أويكسر العظم ، أو يشج الرأس ويكسر العظم معا .
بارك الله فيكم وزادكم من فضله وكرمه
ردحذف