-->

متابعة

أنواع الرجال مع أزواجهم ، كما ورد في حديث أبي زرع ( 2 )

أنواع الرجال مع أزواجهم ( 2 )

 كما ورد في حديث أبي زرع

تحدثنا في اللقاء السابق ( هنـــــــــــــــا )  عن بعض أنواع الرجال مع أزواجهم ، كما ورد في حديث أبي زرع ( 1 )  ، وتحدثنا عن سبعة أنواع منهم  ، وسيكون لقاءنا اليوم إكمالا لما بدأناه عن أنواع الرجال مع أزواجهم ، كما ورد في حديث أبي زرع ( 2 ) .وسنتحدث عن الأربعة أنواع التي لم نذكرها في اللقاء السابق ( هنــــــــــــــــــا ) .

أنواع الرجال مع أزواجهم ، كما ورد في حديث أبي زرع ( 2 )
https://www.mr-alihamoud.com/2020/08/Types-of-men-with-their-husbands-as-mentioned-in-the-hadith-of-Abu-Zarre-2.html


أنواع الرجال مع أزواجهم ، كما ورد في حديث أبي زرع ( 2 )

النوع الثامن : زوج رقيق جميل طيب الرائحة : 

زوجي المَسُّ مَسُّ أرنب ، والريح ريح زَرْنَب .

المس مس أرنب  : ناعم رقيق مثل جلد الأرنب ، جميل الكلام ، جميل التصرف ، يستأذن قبل كل شيء .
والريح ريح زرنب : مهتم بالعطور والروائح الطيبة ، ويهتم بمنظره ويهتم برائحته الطيبة ، ولا يصل منه أذى لزوجته .

النوع التاسع : زوج كريم :

زوجي رفيع العِماد ، طويل النِجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد : طويل عاقل ، جراب سيفه طويل وكبير ليناسب طوله وقامته .
عظيم الرماد  : كريم يطعم الطعام .
قريب البيت من الناد : بيته بجوار مجلس الناس ليبذل الخدمة لهم .

النوع العاشر : زوج سخي كريم لاعيب فيه : 

زوجي مالك ومامالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المَبارك ، قليلات المسارح ، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.

زوجي مالك ومامالك ؟ مالك خير من ذلك : زوجي اسمه مالك ، وماذا تعرفون عن مالك ؟ ، فكل شيء من المكرمات مالك فوقه وخير منه وأكرم منه .

له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح : له إبل كثيرات في البيت ، وقليلات في المرعى ؛ فهو يترك الكثير منهن في البيت ليستقبل الضيوف ، ويحسن استقبال الضيف والذبح لهم .

وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك : كانت لديه عادة حين حضور الضيوف يستقبلهم بالمعازف ، فعند  سماع الإبل للمعازف تعرفن أنهن سينحرن اليوم للضيف وأنهن هالكات ، فبعد دخول الضيف يذبح له ويحسن إكرامه .
فالكرم والسخاء يغطي كل عيب .

النوع الحادي عشر : زوج كريم سخي حنون مع زوجته محبوب منها :

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ؟  أَنَاسَ من حُلِيًّ أُذُنَيَّ ، ومَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ ، وبَجَّحَنِي فبَجَحَت إلىَّ نفسي ، مع أنه وجدني في أهل غُنَيمة بِشَقْ ، فجعلني في أهل صَهيل وأَطيط  ودَائس ومُنق ، فعنده أقول فلا أُقَبَّح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقنح . أم أبي زرع فما أم أبي زرع ؟ عُكومها رَداح ، وبيتها فَساح .

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضْجِعُه كمَسَلِ شَطْبَة ، ويُشْبِعُه ذراع الجَفْرة ، بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها . جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟  لا تَبُثُ حديثنا تَبْثِيثًا ، ولا تُنَقِث مِيرتنا تَنْقِيًثا ، ولا تجعل بيتنا تعشيشا  .

قالت: فخرج أبو زرع والأوطاب تُمْخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين  ، فطلقني ونكحها ، فنكَحت بعده رجلا سريا ، رَكب شَريا ، وأخذ خَطِّيا ، وأراح علي نِعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك .

قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

هذا كلام امرأة محبة :
زوجي أبو زرع فما أبو زرع ؟ : إنكم لاتعرفون زوجي أبا زرع ، فدعوني أعرفكم بأبي زرع .

أَنَاس من حُلي أُذُنَيَّ ، ومَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ : علق ,ألبَس الذهب في أذني ، فإذا تحركت يتحرك الحلق فيهما مع حركتي ، وكنت نحيفة فامتلأ جسمي وظهرت النعمة والجود علىَّ  .

وبَجَّحَنِي فبَجَحَت إلىَّ نفسي : نتيجة أن الزوج أخذ يمدح فيها  ويذكر محاسنها وآدابها حتى صارت تمدح نفسها ، ورفع من شأنها بقوله وحسن تعامله معها .

مع أنه وجدني في أهل غُنَيمة بِشَقْ : أي لم أكن غنية أو من أكابر القوم ، فلم نكن نملك من الدنيا إلا غنيمة ( أي نعجة حقيرة ) ، وفي هذا دليل على فقرها قبل الزواج  ، وكنت أسكن في حارة صغيرة في شق جبل متواضع .

فجعلني في أهل صَهيل وأَطيط  ودَائِس ومُنَق : فنقلني معه إلى علية القوم ، فصرت من الأشراف فجعلني في أهل صَهيل : كناية عن الخيل ، وأَطيط  : كناية عن الإبل ،  ودَائِس  : كناية عن أنهم أهل زرع  ، ومُنَق : كناية عن المنخل الذي ينقي الشعير من التبن .
وذلك دليل على الرفاهية التي أصبحت فيها .

فعنده أقول فلا أُقَبَّح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقنح : أي أعيش عنده آمنة مهما أتكلم وأقول لا أسمع كلاما قبيحا أو مذموما ، لأن كرامتها من كرامة زوجها ، لا يعتدى عليها أحد حسابا واحتراما لزوجها ، وتنام حتى الضحى ؛ لأنها لديها من يخدمها ويرعاها دليل على أنها مخدومة  ،  وأشرب حتى أملأ بطني وزيادة حتى لايكون في بطني موضعا لقدم .

أم أبي زرع فما أم أبي زرع ؟ عُكومها رَداح ، وبيتها فَساح : سأخبركم عن تلك الأم الفاضلة أم أبي زرع ، كثرة خيرها ، وكثرة الأنية  ( الشوال ) التي تخزن فيها الحبوب ، فهي طويلة وعريضة ، فبيتها ملئ بالخير وواسع وكبير جدا .
فهي مدينة بالفضل لأم زوجها ، لحبها لزوجها .

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضْجِعُه كمَسَلِ شَطْبَة ، ويُشْبِعُه ذراع الجَفْرة :  وسأتكلم عن ابن أبي زرع ، فإن سريره الذي ينام عليه معتدل متساو ، لأن ابن أبي زرع مفتول القوام والعضلات ، يشبع من ذراع الشاة ( الرجل الأمامية ) وهذا دليل على قلة الأكل مع الصحة ، وهذا مدح للولد .

بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها : وسأخبركم عن بنت أبي زرع ، فهي ليست عاصية لوالديها ، فهي مطيعة لهما بارة بهما ، وسمينة ليست رفيعة ، وكان زوجها متزوج من امرأة أخرى ، فكان زوجها يحبها لجمالها وقوامها وحسنها ، فكانت تغيظ زوجة زوجها .

جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟ لا تَبُثُ حديثنا تَبْثِيثًا ، ولا تُنَقِث مِيرتنا تَنْقِيًثا ، ولا تجعل بيتنا تعشيشا : وسأتحدث عن جارية أبي زرع ، فهي لا تخرج أسرار البيت ، ولا تخبر أحدا عن بيتنا ، فهي كتومة ، وتحافظ على طعام البيت ، فلاتهدر الطعام ولا الشراب ، تحافظ على معاش البيت ، فهي نظيفة ، تجعل بيتنا نظيفا ومرتبا .

قالت: فخرج أبو زرع والأوطاب تُمْخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها  : فخرج أبو زرع والجو ربيع مع كثرة الحليب الذي يملأ الأوطاب ( ما يوضع فيه الحليب ) ، فلقي امرأة معها ولدان رشيقان يلعبان بين نهديها ، أو تحت خصريها ، فأعجب بها أبو زرع بتلك المرأة ، فطلق أم زرع  ، وتزوج من تلك المرأة .

فنكَحت بعده رجلا سريا ، رَكب شَريا ، وأخذ خَطِّيا ، وأراح علي نِعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك : فتزوجت برجل بعده من أشراف القوم ، ركب نوعا من الخيل وهو نوع جيد لا يركبه إلا الأغنياء المتكبرين ، أخذ الرمح في يده وهويركب الفرس لاكتمال الفخامة والمقام ، وأغرقني في النعيم ، وأعطاني من كل الدواب التي تروح زوجا ( أي أعطاني من الغنم والإبل .... التي تتحرك اثنين لي ) ، وقال لي : كلي أم زرع وأعطي أهلك ، فهو رجل لاعيب فيه .

قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع  : فقالت : لو أنها جمعت كل ما أعطاها هذا الرجل ( الزوج الجديد ) ما بلغ أصغر آنية أبي زرع  ، فهذه امرأة ذات وفاء أبي زرع .

فما الفرق بين هذا الزوج وبين أبي زرع : فهي وجدت من دفء الحنان عند أبي زرع مالم تجده عند الرجل الثاني ، وهذا دليل على أن المرأة لايعنيها من زينة الدنيا سوى حب وحنان الرجل .

قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " .          رواه البخاري ومسلم .

وهذا مدح لأبي زرع حيث شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه الشريفة بأبي زرع .

حديث أبي زرع كاملا 

عن عائشة رضي الله عنها قالت : جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس وعر جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .
قالت الثانية : زوجي لا أبُثُ خَبَره ، إني أخاف أن لا أَذَره ، إن أذْكُره أذْكُر عُجُرَه وبُجُرَه .

قالت الثالثة : زوجي العشَنَّق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي كليل تِهامة ، لا حَرٌ ولا قَرٌ ، ولا مخافة ولا سآمة .
قالت الخامسة : زوجي إن دخل فَهِد ، وإن خرج أَسِد ، ولا يسأل عما عَهِد .

قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .
قالت السابعة : زوجي غَياياء أو عَياياء طُباقاء ، كل داء له داء ، شَجَكِ أو فَلَكِ أو جمع كُلَا لكِ .
قالت الثامنة : زوجي المَسُّ مَسُّ أرنب ، والريح ريح زَرْنَب .

قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع ؟  أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلى نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط  ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقنح . أم أبي زرع فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح .

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة ، بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها . جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .

قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا ، وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال : كلي أم زرع وميري أهلك .

قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " .          رواه البخاري ومسلم .
وهذا مدح لأبي زرع حيث شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه الشريفة بأبي زرع .

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة .
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية