الأفعال التي تنصب مفعولين
نواسخ المبتدأ والخبر ( 7 )
ظن وأخواتها
( أفعال القلوب ، القول بمعنى الظن ، أعلم وأخواتها ، أفعال التحويل )
تحدثنا في الدروس السابقة عن النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر ومنها :
نوع يترك المبتدأ مرفوعا كما هو ويغير حكم الخبر من الرفع إلى النصب أي : يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، مثل : ليس محمدٌ كسولًا . ومنه كل الأفعال الناقصة ( كان وأخواتها ) ، وماشُبه ببعضها من الحروف ، مثل الأحرف المشبهة بليس وهي : ( ما الحجازية ، لا ، لات ، إنْ ) . وأفعال المقاربة والرجاء والشروع .
ونوع يغير حكم المبتدأ ، فيتحول من الرفع إلى النصب ، ويترك الخبر كما هو في حالة الرفع ، أي : ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ، مثل : إنَّ محمدًا نشيط ٌ .ومنه الحروف الناسخة ( إنَّ ) وأخواتها الجزء الأول والمشبهة بالفعل ( هنــــــــــــــــــــا ) ودرس أحكام تختص بها " إنَّ " وأخواتها ( 5 - 2 ) الجزء الثاني ( هنــــــــــــــــــا ) ، و ( لا ) النافية للجنس ، تعمل عمل " إنَّ " .
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/08/zana-wa-akhawatiha.html |
وسيكون حديثنا اليوم عن النوع الأخير الذي يغير حكم المبتدأ والخبر ، فينصب الاثنين معا ( أي : ينصب المبتدأ والخبر ) على أنهما مفعولان له ، مثل : ظننت الرجلَ ظالمًا . ومنه الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وهي : ظن وأخواتها ( أفعال القلوب ، القول بمعنى الظن ، أعلم وأخواتها ، أفعال التحويل ) .
ظن وأخواتها :
ظن وأخواتها : أفعال ليست ناقصة مثل كان وأخواتها ، أو كاد وأخواتها ، بل هي أفعال تامة ، تدخل على المبتدأ والخبر بعد استيفاء الفاعل ، فتنصبهما على أنهما مفعولان لها .أو هي : أفعال متعدية لمفعولين ، تدخل هي وفاعلها على الجملة الاسمية فتجعل المبتدأ مفعولا به أولا ، والخبر مفعولا به ثانيا ، مثل : ظن الطالب العلمَ سهلًا .
فهي أفعال لاتكتفي بمفعول واحد بل تطلب مفعولين وهي أنواع .
تنقسم ( ظن وأخواتها ) إلى :
أولا : أفعال القلوب ( ظن وأخواتها ) :
تنويه هام : كل فعل يستعمل بمعنى ( ظن ) أو ( علم ) فهو واحد من أفعال القلوب ، يسري عليه مايسري على جميعها .وهي التي يتصل معناها بالقلب وتنقسم إلى : ( أفعال الرجحان والظن ، وأفعال اليقين ) .
1- أفعال اليقين :
علم ( بمعنى تيقن واعتقد ) ، رأى ( بمعنى علم ) وقد تستخدم ( للظن ) ، وجد ( بمعنى علم ) ، درى ( بمعنى علم ) ، تعلَّم ( وهي فعل أمر بمعنى اعلم ) ، جعل ( بمعنى اعتقد ) ، ألفى ( بمعنى علم ) .عَلِـــمَ : علمت العلمَ نورًا .
رأى : رأيت الجدَ سبيلَ النجاحِ .
وجـد : وجدت الإهمالَ طريقًا إلى الفشل .
درى : دريت الإيمان أساس النصر .
تعلَّـم : تعلَّم شفاءَ النفسِ قتلَ عدوها .
جعل : جعلت الرجلَ كريمًا .
ألفى : ألفيت الإخلاصَ خُلقًا كريمًا .
تنويه :
1- إذا كان الفعل ( رأى ) بمعنى ( علم ) فهو هنا ينصب مفعولين ، مثل : رأيت الحق واضحًا . ( رأيت ) هنا بمعنى ( علمت ) .فهنا نصبت مفعولين ( الحق ) مفعول به أول ، ( واضحًا ) مفعول به ثانٍ .2- إذا كان الفعل ( رأى ) بمعنى ( أبصر) أو ( عرف ) فهو هنا ينصب مفعولا به واحدا ويعرب الاسم بعد المفعول به حالا ، مثل : رأيت القمر ساطعًا . ( رأيت ) هنا بمعنى ( أبصرت ) . فهنا نصب مفعولا به فقط ( القمر ) ، ونصبت ( ساطعًا ) حالا منصوبة بالفتحة ،ومثل : ( علم محمد النتيجة ) بمعنى ( عرف ) .
3- إذا كان الفعل ( وجد ) بمعنى ( عثر على ) فهو هنا ينصب مفعولا به واحدا ، مثل : وجد الطالب القلم . ( وجد ) هنا بمعنى ( عثر على ) . فهنا نصب مفعولا به فقط ( االقلم ) .
4- هذه الأفعال كلها متصرفة عدا ( تعلَّم ) فهو جامد ملازم للأمر فقط .
2- أفعال الرجحان والظن :
ظن ، خال ، حسب ، زعم ، عدَّ ( بمعنى ظن ) ، حجا ، هبْ ( بمعنى افرض أو بمعنى الظن ) ، جعل ( بمعنى الرجحان ).ظــنَّ : ظننت الرجلَ كريمًا .
حسب : حسبتُ التقى خيرَ تجارة .
زعم : زعمت المعلمَ صديقَك .
عـــدَّ : عددت الصديق أخًا .
حجا : قد كنت أحجوك رفيقًا لي .
هبْ : هبْ صحتك قوية ، فهل تضمنها غدًا .
جعل : جعل الصيادُ السمكةَ الكبيرة حوتًا .
تنويه :
1- إذا كان الفعل ( حسب ) بمعنى ( عدَّ ) التي بمعنى ( يعُد للحساب ) ، نصب مفعولا به واحدا ، مثل : حسب الرجل النقود ( بمعنى عدَّ النقود ) ، فهنا نصب مفعولا به واحدا ( النقود ) .
2- إذا كان الفعل ( عدَّ ) بمعنى ( يعُد للحساب ) ، نصب مفعولا به واحدا ، مثل : عددت النقود ، فهنا نصب مفعولا به واحدا ( النقود ) .
3- قد يستعمل البعض ( أنَّ ) بعد ( هبْ ) وهو استعمال صحيح ، مثل : هبْ أنَّ صحتك قوية ، ولكن الأفصح ا عدم استعمال ( أنَّ ) ، فنقول : هبْ صحتك قوية .
4- إذا كانت ( جعل ) بمعنى ( أوجد ) فتنصب مفعولا واحدا ، مثل قوله تعالى : " جعل الظلمات والنور " .
5- هذه الأفعال كلها متصرفة عدا ( هَبْ ) فهو جامد ملازم للأمر فقط .3- أفعال التحويل ( التصيير ) :
صيَّر ، جعل ( بمعنى حول ) ، تَخِذ ، اتخذ ، ترك ، وَهبَ ( بمعنى جعل ) ، ردَّ .صيَّر : صيَّر الحداد الحديدَ بابًا .
جعل : جعل الخياط القماشَ ثوبًا .
تَخِذ : قال تعالى : " لتخذت عليه أجرا " . ، تَخِذتْ الحرارةُ الثلجَ ماءً .
اتخذ : قال تعالى : " واتخذ الله إبراهيم خليلا " .
ترك : ترك المعتدون القرية أطلالا .
وهب : وهبني الله فداك .
ردَّ : ردَّ الأملُ النفوس البائسة مستبشرةً .
تنويه : هذه الأفعال كلها متصرفة عدا ( وَهَبَ ) فهو جامد ملازم للمضي فقط .
ثانيا : أفعال القول بمعنى الظن :
وهو فعل واحد وهو : ( قال ) ، ويستخدم بهذا المعنى بشروط مخصوصة هي :أن يكون بصيغة المضارع ، وأن يكون للمخاطب بأنواعه فقط ، وأن يكون معناه الظن ، وأن يسبقه استفهام ، وأن لا يفصل بينه وبين الاستفهام فاصل . مثل : أتقول زيدا قادما اليوم ؟ أي : أتظن زيدا قادما اليوم .
فيجوز نصب المبتدأ والخبر .، فإذا اختل شرط من الشروط السابقة لم يجز إجراء القول مجرى الظن ويرفع المبتدأ والخبرعلى الحكاية ، مثل : قال محمدٌ : عليٌ ناجحٌ . ( قال هنا فعل ماضي ليس مضارعا ) .
تنويه هام :
من النحاة من يعرب مابعد القول على أنه مبتدأ وخبر مرفوع على الحكاية ( مقول القول ) ، مثل : أتقول : الطالب مجتهد ؟ ، فتكون جملة المبتدأ والخبر مفعولا واحدا للقول .ثالثا : أعلم وأخواتها :
همزة التعدية : هي همزة تجعل الفعل اللازم يتعدى بنفسه إلى مفعول به ، وتجعل الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد يتعدى إلى المفعول به الثاني ، وتجعل الفعل المتعدي إلى مفعولين يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل .
وتجعل الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد متعديا إلى مفعولين ، مثل : لبس أخي الثوب ، وعند دخول ( همزة التعدية ) تكون الجملة : ألبس الأب أخي الثوب .
وتجعل الفعلين ( علم ، رأى ) المتعديين إلى مفعولين متعديين إلى ثلاثة مفاعيل مثل : علم الأب الابن مريضًا . وعند دخول ( همزة التعدية ) تكون الجملة : أعلم الطبيبُ الأبَ الابنَ مريضًا .
رأى محمدٌ العلمَ نافعًا ، وعند دخول ( همزة التعدية ) تكون الجملة : أرأيتُ محمدًا العلمَ نافعًا .
تنويه :
المفعولان الثاني والثالث على الترتيب يسري عليهما من الأحكام ما يسري على مفعولي ( علم ، ورأى ) قبل دخول همزة التعدية .مثل : رأى محمدٌ العلمَ نافعًا ، وعند دخول ( همزة التعدية ) تكون الجملة : أرأيتُ محمدًا العلمَ نافعًا . فيكون الحكم لــ ( العلم نافعا ) .
أخوات أعلم هي كل فعل جاء بمعناها ، مثل : ( أرى ) التي مضارعها ( يُري ) ، وأخبر ، وأنبأ ، وخبَّر ، ونبَّأ ، وحدَّث ، وما في معناها .
حال الأفعال التي تنصب مفعولين مع المبتدأ والخبر :
هذه الأفعال مع المبتدأ والخبر ثلاثة أنواع ( إعمال ، إلغاء ، تعليق ) :1- الإعمال :
أن تنصب المبتدأ والخبر لفظا كما ذكرنا على أنهما مفعولان لها . وهو واجب إن تقدمت على معموليها ولم يعلقها معلق .2- الإلغاء :
وهو جائز ، وذلك إذا توسطت معموليها ، فنقول : زيدًا ظننت كريمًا ، زيدٌ ظننت كريمٌ . و ( هنا الإعمال أرجح )أو تأخرت عنهما ، فنقول : زيدًا كريمًا ظننت ، زيدٌ كريمٌ ظننت . و ( هنا الإلغاء أرجح ) .
و يجوز أن لاتنصبهما ، لا لفظا ، ولا محلا ، مثل : ( ظننتُ الرجلُ طبيبٌ ) ، فيكون المبتدأ والخبر جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وذلك مهما كان وضع الفعل من التقدم أو التأخر ، ومنعه البصريون في حالة تقدم الفعل .
3- التعليق :
هو إبطال عملها لفظا فقط وإبقاؤه محلا ؛ بسبب وجود كلمة تفصل بين الفعل وبين معموليه ، وهذه الكلمة مما لها الصدارة ، أي : ألا يعمل في الكلمة عامل قبلها ، وهذا الفاصل يسمى ( المانع ) .وهو منع الفعل من التسلط على المبتدأ والخبر ، ومن نصبه لهما لفظا على أنهما مفعولان له ، ويكون الإعراب أنهما سدا مسد مفعوليه ، مثل : ( علمتُ لزيدٌ مسافرُ ) .
ويكون التعليق واجبا متى وجد سبب التعليق .
أسباب التعليق :
يكون تعليق تلك الأفعال عن العمل إذا فصل بينها وبين معموليها فاصل وهو :- لام الابتداء ، مثل : علمتُ لزيدٌ مسافرُ .
- ( ما ) النافية ، مثل : علمت ما زيدٌ مسافرٌ .
- اللام الواقعة في جواب القسم ، مثل : علمت لينجحن المجد .
- ( إنْ ) النافية في جواب القسم ، مثل : علمت - والله - إنْ زيدٌ مسافرٌ .
- ( لا ) النافية في جواب القسم ، مثل : علمت - والله - لا زيدٌ مسافرٌ ولا عمروٌ .
- وجود استفهام في جملة المبتدأ والخبر ، مثل : علمت أيهم أبوك ؟ . ، لا أدري أزيد حاضر أم غائب؟ .
- لعل ، مثل : لا أدري لعل الأمر خير .
تنويه :
1- هذه الأفعال لاتنصب مفعولين إلا إذا جاءت لمعنى العلم والظن والتحويل ، فإن استعملت في معان أخرى كانت أفعالا عادية ، لاتنصب مفعولين ولها أحكام الأفعال العادية ، كما بينا في الفعل ( رأى ) ، والفعل ( وجد ) ، والفعل ( حسب ) ...إلخ .
2- كل هذه الأفعال متصرفة إلا الأفعال : ( تعلَّم بمعنى اعلم ) ملازم لصيغة الأمر فقط ، و ( هبْ بمعنى افرض ) ملازم لصيغة الأمر فقط . و ( وَهَبَ ) فهو ملازم للماضي فقط ، و المضارع والأمر والمصدر وما اشتق من هذه الأفعال يعمل عمل المضارع منها ، أي : ينصب مفعولين .
3- إذا دخلت ( أنَّ ) على المبتدأ والخبر ، مثل : ظننت أنَّ الطالبَ مجتهدٌ . يكون ( أنَّ ) واسمها وخبرها جملة اسمية سدت مسد مفعولي الفعل ظن . ويرى البعض أنه يسد مسد المفعول الأول فقط ، ويجعل المفعول الثاني محذوفا ، ويقدر من الكلام .
4- لا تدخل ( أنَّ ) على معمولي أفعال التحويل ، فلا نقول : جعلت أن الكتاب رفيق لي .
5- أحكام الإلغاء والتعليق تسري على جميع الأفعال عدا الجامد منها ، وهما فعلان فقط : ( تعلَّم بمعنى اعلم ) ، ( هبْ بمعنى افرض ) .
6- أفعال التحويل لايسري عليها أحكام الإلغاء والتعليق .
7- يجوز سقوط أحد المفعولين أو كلاهما إن دل عليه دليل ، مثل : هل ظننت محمدا مسافرا ؟ ، قتقول : ظننت . أي : ظننت محمدا مسافرا .
8- يجري على المفعولين الثاني والثالث عفي ( أعلم وأخواتها ) عليهما من الأحكام ما يسري على مفعولي ( علم ، ورأى ) قبل دخول همزة التعدية ومن أحكام الإلغاء والتعليق .
تعليقات: 0
إرسال تعليق