-->

متابعة

القصة القصيرة ، النثر وفنونه ( القصة القصيرة ) .

 النثر وفنونه  ( 3 )

القصة القصيرة

تكلمنا عن النثروفنونه ( 2 ) ، الرواية ( هنـــــــــــــــــــــا ) ، وعرفنا أنها شكلا فنيا من أشكال القصة ، وسيكون لقاءنا اليوم عن :  النثر وفنونه ( 3 ) ، القصة القصيرة
لكن القصة القصيرة لها شكل فني آخر ، يتميز بقصره كما يدل ذلك من اسمها .

القصة القصيرة ، النثر وفنونه  ( القصة القصيرة ) .
https://www.mr-alihamoud.com/2020/09/prose-and-its-arts-the-short-story..html

س : متى و أين نشأت القصة القصيرة ؟ 

ظهرت القصة القصيرة في منتصف القرن التاسع عشر في روسيا و أمريكا ، ثم بعد ذلك في فرنسا و إنجلترا .

س : متى ظهرت القصة القصيرة الأدب العربي ؟ 

ظهرت القصة القصيرة الأدب العربي في خلال العقد الثاني من القرن العشرين ، فتعددت اتجاهاتها وكثر كتابها ، واحتفلت بها الدراسات النقدية .

س : مازمن القصة القصيرة ؟ وما حجمها ؟

من حيث زمن القراءة :  قد تقرأ في بضع دقائق ، وقد يتضاعف زمن القراءة إلى ساعتين .
ومن حيث الحجم : قد تكون في أقل من ألف كلممة ، وقد يصل حدها الأقصى إلى اثني عشر ألف كلمة ، فإن زادت عن ذلك حتى ثلاثين ألف كلمة عُدت رواية قصيرة .

س : متى تُعد القصة القصيرة رواية قصيرة ؟

تُعد القصة القصيرة رواية قصيرة إن وصلت حتى ثلاثين ألف كلمة  .

س : ما مفهوم القصة القصيرة ؟

القصة القصيرة : هي فن أدبي نثري يتميز بإحكام البناء ويكتفي بتصوير جانب من جوانب الحياة  ، فهي محدودة الشخصيات قليلة الأحداث ، وتكتفي بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من الزوايا أو خلجة من خلجات النفس الإنسانية.

س : علل . تعتبر القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر ؟ 

يرجع ذلك :  إلى أنها انتقلت بمهمة القصة الطويلة من التعميم إلى التخصص ، فلم تعد تتناول حياة كاملة أو شخصية كاملة بكل ما يحيط بها من ظروف وأحداث ، وإنما اكتفت بتصوير جانبا واحدا من جوانب الحياة ، أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية الإنسانية ، أو موقفاً واحداً من المواقف تصويراً مكثفاً يسار روح العصر بكلمات منتخبة ، تؤدى إلى جلاء حقيقة واحدة .

س : ما الفارق بين الرواية والقصة القصيرة ؟

يرجع الفرق الحاسم بين الرواية وبين القصة القصيرة إلى طبيعة البناء الفني لكل منهما :
  •  فالرواية تتناول حياة بأكملها أو شخصية كاملة أو مجموعة حيوات لشخوص متعددين  بكل ما يحيط بها من ظروف وحوادث ، وهي حياة أو حيوات تتشابك ، وقد تتوازى أو تتقاطع مع شخصيات أخرى تضمها الرواية .
بينما القصة القصيرة عمل فني يتميز بإحكام البناء ؛ فهي محدودة الشخصيات قليلة الأحداث ، وتكتفي بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من الزوايا أو خلجة من خلجات النفس الإنسانية.
  • الرواية تتناول قطاعاً طولياًً من الحياة والقصة تتناول قطاعاً عرضياً. 
  • الرواية أقرب إلى التوغل فى أبعاد الزمن  وقد يمتد الزمن إلى عدة أعوام ، والقصة اقرب إلى التوغل في أبعاد النفس وهي قصيرة المدى الزمني غالبا . 
  • الرواية قد تتعدد الأماكن التي تتحرك فيها ، أما القصة القصيرة فمحدودة الأماكن . 
  • تتصف لغة السرد في الرواية بالإسهاب ؛ فالكاتب من أجل أن يحاكي الواقع قد يتابع بعض الشخصيات أو الأشياء أو المناظر ويصفها وصفا شاملا دقيقا يبلغ حد الإملال أحيانا .
أما القصة القصيرة يكون التعبير فيها في غاية الإيجاز ؛ فكل وصف مقصود ، وكل عبارة لها دلالتها .
  • يمكن حذف بعض المشاهد أو المقاطع الحوارية دون أن يختل العمل الروائي أو يتأثر . 
أما القصة القصيرة فقد ذهب الكاتب الأمريكي (إدجار ألان بو ) إلى أنه لايمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها .
  • الرواية فيها تعميم والقصة فيها تخصيص.  
  • أنهما ينبعان من منبع واحد وهو فن القص  كما يشتركان في عنصري " السرد -  والحكاية " .

س : القصة القصيرة ليسن اختصارا لقصة طويلة . وضح ذلك في ضوء ماتتميز به القصة فنيا .

  1. القصة القصيرة عمل فني يتميز بإحكام البناء ؛ فهي محدودة الشخصيات قليلة الأحداث ، وتكتفي بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من الزوايا أو خلجة من خلجات النفس الإنسانية. 
  2. وهي قصيرة المدى الزمني غالبا . 
  3. القصة القصيرة يكون التعبير فيها في غاية الإيجاز ؛ فكل وصف مقصود ، وكل عبارة لها دلالتها .
  4. فقد ذهب الكاتب الأمريكي (إدجار ألان بو ) إلى أنه لايمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها .

س : ما هدف القصة القصيرة ؟ 

التركيز في الوصف والإيجاز في العبارة يتسق مع ما تهدف إليه القصة الفصيرة :
فالهدف افني للقصة القصيرة هو توصيل رسالة إلى المتلقي تتمثل في فكرة ، أو مغزى أو انطباع خاص ، فبدلا من أن تقدم في صورة تقريرية  مباشرة يعزف عنها القارئ ولا يوليها اهتمامة ، فتقدم في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى متابعتها والتأمل فيها والتفكير فيما توحي به .

س : عند كتابة قصة قصيرة  : كيف يمكن أن تجذب قارئك لمتابعة قصتك باهتمام ؟

تُقدَّم القصة القصيرة في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى متابعتها ، والتأمل فيها والتفكير فيما توحي به . بدلا من أن تقدم في صورة تقريرية  مباشرة يعزف عنها القارئ ولا يوليها اهتمامة .

س : ما المقصود من الوحدة والتكثيف في القصة القصيرة ؟           

1- الوحدة : هي أساس جوهري في بناء القصة القصيرة فالقصة يجب أن تشتمل على فكرة واحدة تعالج بهدف واحد وطريقة واحدة وهذا المبدأ هو الذي يميز كل قصة قصيرة جيدة عن غيرها .
2-   التكثيف : القصة القصيرة فن شديد التكثيف والتركيز والموضوعية وما دامت القصة تعالج موضوعاً واحداً وفكرة واحدة ويتلقى القارئ أثرها في الحال وبسرعة لذا فإن عنصر التكثيف والتركيز يعتبر من المقومات الإيجابية في القصة .

س : وضح ما يتعلق بكل من (الشخصيات  ،  الحوار  ،  الصراع  ،  التشويق  ، الصدق  ) في القصة .

الشخصيات : ينبغي ألا تتعدد الشخصيات في القصة القصيرة وإذا تعددت يجب أن تتلاحم مع بعضها حتى تصبح كل شخصية منسوجة مع الأخرى ولا تحتاج القصة القصيرة إلى الشخصيات الثانوية ولا إلى الوصف الطويل للشخصية. 
الحوار : قد لا تشمل القصة القصيرة على أي حوار وإذا وجد الحوار يجب أن يكون قليلاً وأن يكون عاملاً على كشف أبعاد الشخصية والتطور بالحدث وإيضاح الفكرة .

الصراع : يكون بمثابة العمود الفقري في بعض القصص وقد يكون الصراع خارجياً أي يدور خارج الشخصية في البيئة أو المحيط وقد يكون الصراع داخلياً أي يعمل في داخل الشخصية ويشترط أن يكون الصراع ذا قيمة فنية وغير مفتعل حتى يمكن تقبله ويؤثر في النفس.

التشويق : أن تثير القصة القصيرة الترقب والتلهف عند القارئ و يعتبر التشويق أساس المتعة الفنية في القصة القصيرة لذا يجب أن يكون القارئ في لهفة وتشويق .
الصدق : يجب أن تكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذي تقدم له وأن تكون مقنعة في كل تفاصيلها وعناصرها وأجزائها ؛ لأن عدم الصدق في عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها يمنع الإقناع بالشخصيات التي تعرضها .
 الشخصيات :  هم أبطال الرواية ، يمثلون اتجاهات متنوعة وأعمارا متفاوتة وبيئات مختلفة وغالبا يكونون من العناصر البشرية وأحيانا يكونون من الحيوان أو النبات أو الجماد .
 الأحــداث : هي الأفعال التي تنجزها الشخصيات وكل شخصية تؤدى مجموعة من الأحداث قد تتفق وقد تختلف مع أحدات الشخصية الأخرى ولكنها لابد أن تؤدى إلى الصراع .

 الصراع :   هو التصادم بين الأحداث نتيجة اختلاف الآراء بين الشخصيات . فقد تتبنى شخصية وجهة نظر معينة وتأتى شخصية أخرى تتبنى وجهة نظر مختلفة ويدور الصراع الذي ينتهي بغلبة وجهة نظر على وجهة النظر الأخرى.
 البداية  :   وهي مقدمة القصة التي تساعد القارئ على الاندماج في الأحداث .

الوسط :   وهي ذروة الأحداث التي يشتد فيها الصراع  ويتعقد ويتشابك ، وتشوِّق القارئ .
النهاية :   وهي لحظة التنوير (التوضيح) التي تتكشف فيها الأمور ، ويصل القارئ إلى الحل .

العقدة  :   لاتوجد إلا في القصة العادية بخلاف القصة التحليلية .
المكان :   وهو مسرح الأحداث ، الذي تحدث فيه الرواية وقد تتعدد الأماكن التي تتحرك و تحدث فيها الرواية .
الزمان :  وهو مرتبط بالمكان والأحداث ، فالأحداث لابد لها من مكان وزمان ، ويمتد الزمن في الرواية فبصل إلى عدة أعوام .

اللغة    :   وهو الثوب الذي يكتسي به العمل الفني ، والرواية غير مقيدة بنوع خاص من اللغة .
السرد  :   وهو نقل الأحداث من صورتها الواقعية إلى صورتها الفنية ، وتتصف لغة السرد فيها بالإسهاب ، فالكاتب من أجل  محاكاة واقع والإيهام به قد يتايع الشخصيات أو بعض الأشياء أو المناظر ، ويصفها وصفا شاملا دقيقا إلى حد قد يصل به إلى الملل أحيانا .

الحوار : وهو عامل من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية ، أو التطور بالأحداث أو تجلية النفس الغامضة ، أو إيضاح الفكرة  المراد التعبير عنها .

س : متى عرفت مصر فن القصة القصيرة ؟   

عرفت مصر فن القصة القصيرة مع مطلع القرن العشرين قبل أن تعرفه البلاد العربية الأخرى ، ذلك لأنها مركزالإشعاع الفكري والثقافي والأدبي للعالم العربي .

س : وازن بين الرواية والقصة القصيرة .

الرواية :

  • هي نوع خاص من القصة تعني حكاية حدث أو أحداث يقوم بها شخصيات من البشر أو غير البشر ، وسواء تعين فيها الزمان والمكان أو كانا غير معلومين ، وغير مقيدة بنوع خاص من اللغة  .
  • تقدم حياة كاملة لشخصية واحدة أو عدة حيوات لشخوص متعددة ، وهي حياة أو حيوات تتشابك ، وقد تتوازى أو تتقاطع مع شخصيات أخرى تضمها الرواية .
  • يمتد بها الزمن جميعا فيصل إلى عدة أعوام ، كما تتعدد الأماكن التي تتحرك فيها .
  • تتصف لغة السرد فيها بالإسهاب ، فالكاتب من أجل  محاكاة واقع والإيهام به قد يتايع الشخصيات أو بعض الأشياء أو المناظر ، ويصفها وصفا شاملا دقيقا إلى حد قد يصل به إلى الإملال أحيانا .

القصة القصيرة :

هي عمل فني يتميز بإحكام البناء ، وهي لهذا تكون محدودة الشخصيات ، قليلة الأحداث ، قصيرة المدى الزمني غالبا ، صغيرة الحجم ، وتعبيراتها غاية في الإيجاز ، فكل وصف مقصود ، وكل عبارة لها دلالتها .

س : اذكر أهم رواد الرواية والقصة القصيرة في الأدب العربي واذكر أهم أعمالهم .

الكاتب اللبناني المهاجري :( ميخائيل نعيمة ) ، قصة ( سنتها الجديدة ) ، ومجموعته القصصية ( كان ياماكان ) التي ظهرت 1914 .
وفي مصر : محمد تيمور ، قصة ( في القطار ) التي ظهرت في العام  1917 وفي نفس العام ظهرت مجموعته القصصية ( ما تراه العيون ) .
شحاتة عبيد ، وموسى عبيد ، وطاهر لاشين  ، ثم تطورت على أيدي : نجيب محفوظ ، ويوسف إدريس ، ويوسف الشاروني ، وصنع الله إبراهيم ، وبهاء طاهر ، ...... وغيرهم .

س : وضح دور كل من (يوسف إدريس , البدوي ) في القصة القصيرة. 

يوسف إدريس : كان أهم كتاب القصة القصيرة ، حيث شغل القراء والنقاد والكتاب منذ أن بدأ في نشر قصصه في الصحف والمجلات ، وقد أثر في جيل كامل من الأدباء الشباب ، وربما أثر في أبناء جيله من الرواد ، وقد كتب أول مجموعة قصصية له هي ( أرخص ليالي ) التي عالج فيها أخطر مشكلات مصر السكانية وزيادة النسل . 
البــدوي : ظل يكتب القصة القصيرة لنصف قرن دون ملل ، وقدم حياة عمال التراحيل ، وذوى العاهات لأول مرة في الأدب المصري ، وكتب خمسا وعشرين مجموعة قصصية .

س : وضح المقصود بكل من الأحداث واللغة في الرواية  .

الأحداث : هي الأفعال التي تنجزها الشخصيات .
اللغة : هي الثوب الذي يكتسي به العمل القصصي . 

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة .
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : ثانوي

إرسال تعليق