-->

متابعة

التوابع ، أولا : البــــــــــــدل ، وأنواعه

التوابع 

 أولا : البــــــــــــدل ، وأنواعه .

التوابع :

تعريف التوابع : التابع هو الاسم المشارك لما قبله في إعرابه مطلقا ، أي ( يُعرب  :  مرفوعا ، أو منصوبا ، أو مجرورا ، مثل إعراب الكلمة التي قبله .
وهو على خمسة أنواع هي : البدل ، عطف البيان ،  النعت ، التوكيد ، العطف ( عطف النسق ) .


التوابع ، أولا : البــــــــــــدل ، وأنواعه
https://www.mr-alihamoud.com/2020/10/1-albdal-and-its-types.html


تعريف البدل : 

تعريف البدل : تابع يذكر بعد اسم يسمى المبدل منه ويتبعه في الإعراب ( رفعًا ، أو نصبًا ، أو جرًا ) .
البدل هو : التابع المقصود بالحكم بلا واسطة ، أي ( بلا حرف عطف ) .

مثال : جاء الأستاذ على .  فإذا قلنا : جاء الأستاذ ، كان هذا الكلام تاما ، ولكننا نشعر بنقص فيه ، ونتساءل : مَن الأستاذ ؟
أهو ؟ : علي أم محمد أم رمضان ، فإذا قلنا : جاء الأستاذ على ، زال النقص ؛ لأن (  على ) هو المقصود بالحكم لا غيره .
ومن هنا : يمكن لكلمة (  على ) أن تحل مكان كلمة ( الأستاذ ) ، فنقول : جاء الأستاذ   أو جاء على ، لذلك فكلمة ( على )  بدل وكلمة  ( الأستاذ ) مبدل منه ، وكلمة ( على )  تتبع كلمة ( الأستاذ ) في الإعراب ؛ فكلتاهما مرفوعتان  .

إعراب البدل والمبدل منه :

 الكلمة التي تسبق البدل تسمى ( مبدل منه ) ، وتعرب حسب موقعها في الجملة ( فاعل ، أو مفعول ، أو مضاف إليه......إلخ ).
و ( البدل ) يعرب : بدل  ( مرفوع  ، أو منصوب ، أو مجرور ) حسب إعراب المبدل منه ، فهو يأخذ ويتبع إعراب المبدل منه .

أنواع البدل :

أنواع البدل : البدل أربعة أنواع هي : بدل كل من كل ( المطابق ) ، و بدل البعض من كل ، وبدل الاشتمال ، و البدل المباين للمبدل منه .

أولا : البدل المطابق ( كل من كل ) :

البدل المطابق ( بدل كل من كل ) :هو ما تطابق فيه المبدل منه والبدل ، وتساويا في الدلالة ، أي : يصح أن يحل البدل مكان المبدل منه .
وهو أيضا : بدل شيء من شيء مساوٍ له في المعنى .

مثل : عدل الخليفة عمر بين الناس  ،  . فنجد أن المبدل منه ( الخليفة ) تعرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة  ، و ( عمر ) يعرب : بدل مرفوع  وعلامة رفعه الضمة  ؛ لأن ( عمر )  بدل  كل من كل  من ( الخليفة )  ، فإذا قلنا من المقصود ( الخليفة ) قلنا : ( عمر ) ، ( فالخليفةهو عمر ) ، و عمر ) هو الخليفة ) .

ومثل : أحببت النبي محمدًا  ، نجد أن : ( محمدًا ) بدل كل من كل من ( النبي ) ، ونجد أن المبدل منه ( التبي ) تعرب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة  ، و ( محمدًا ) يعرب : بدل منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، فإذا قلنا من المقصود ( النبي ) قلنا : ( محمد) ، ( فالنبي )  هو محمد ) ، و محمد ) هو النبي ) .

 ومثل : سلمت على الفلاح فلاح الأرض ،  نجد أن : ( فلاح ) بدل كل من كل من ( الفلاح ) ، ونجد أن المبدل منه ( الفلاح ) تعرب : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة  ، و ( فلاح ) يعرب : بدل مجرور وعلامة جره الكسرة ، فإذا قلنا من المقصود  بــ ( الفلاح ) قلنا : ( فلاح ) ، ( فالفلاح )  هو ( فلاح )، و ( فلاح ) هو الفلاح ) .

تنويه :

  • العلم ( اسم شخص أو بلد  ) الذي يقع بعد وظيفة أو لقب أو صفة  له يعرب بدلا مطابقا ، مثل : الأستاذ علي ، الطالب محمد ، أخي علاء ، خالي حسن ، الفاروق عمر ، الطباخ حسام ، العمة فاطمة ، الشاعر حافظ ، وطننا مصر ، بلدي مصر ....... إلخ .   فنعرب كل من : علي ،  محمد ،  علاء ،  حسن ،  عمر ،  حسام ،  فاطمة ،  حافظ ،  مصر : بدلا .
  • فإذا تقدم البدل على المبدل منه أعربنا الكلمة الثانية نعتا ،أي إذا قلنا :  علي الأستاذ ،  محمد الطالب ،  علاء أخي ،  حسن  خالي   ،  عمر الفاروق  ،  حسام  الطباخ ،  فاطمة العمة ،  حافظ الشاعر ،  مصر وطننا .  فنعرب كل من :   الأستاذ  ، الطالب   ، أخي  ،  خالي  ،  الفاروق ،  الطباخ ،  العمة ،  الشاعر ،  وطننا : نعتا .
الاسم المعرف  بــ ( أل ) الواقع بعد اسم الإشارة : ( هذا ، هذه ، هذان ، هاتان ، هؤلاء ، ذلك ، تلك ، أولئك ) يعرب بدلا مطابقا ( كل من كل ) ، بشرط أن يكون الاسم المعرف بـ ( أل ) هو المشار إليه .

مثل : هذا الطالب مجتهد . نجد أن كلمة ( الطالب ) معرفة بــ ( أل ) وجاءت بعد اسم الإشارة ( هذا )  وكلمة ( الطالب ) هي المشار إليه ، فنعرب ( الطالب ) : بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

ثانيا : بدل البعض من كل :

بدل البعض من كل هو : ماكان البدل فيه جزءا حقيقا من المبدل منه ، ويمكن أن ينفصل عنه ، ويكون غالبا في الأشياء المادية المحسوسة ، ويشترط اتصاله بضمير ( رابط )  ، يعود على المبدل منه ، ويطابقه في النوع والعدد .
وهو أيضا : بدل الجزء من كله ، سواء كان هذا الجزء أصغر من باقي الأجزاء ، أو أكبر منها ، أو مساويا لها .

مثل : قرأت القصة ثلثها ، نجد أن ( ثلثها ) جزءا حقيقيا من ( القصة ) وهي شيء مادي ملموس ، لذا فـــ ( ثلثها ) بدل بعض من كل من ( القصة ) ، وتعرب ( القصة ) : مفعول به منصوب بالفتحة  ، و ( ثلثها ) : بدل منصوب بالفتحة ، وهو مضاف و ( الهاء) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .

ومثل : سلمت على المدعوين معظمهم ، نجد أن ( معظمهم ) جزءا حقيقيا من ( المدعوين ) وهي شيء مادي ملموس ، لذا فـــ ( معظمهم ) بدل بعض من كل من ( المدعوين ) ، ونعرب ( المدعوين ) : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم ، و ( معظمهم ) : بدل مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف و ( هم ) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .

ومثل :  عطبت الطائرة جناحها  ، نجد أن ( جناحها ) جزءا حقيقيا من ( الطائرة ) وهي شيء مادي ملموس ، لذا فـــ ( جناحها ) بدل بعض من كل من ( الطائرة ) ، وتعرب ( الطائرة ) : فاعل مرفوع بالضمة ، و ( جناحها ) : بدل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف و ( الهاء ) ضمير متص مبني في محل جر مضاف إليه .

تنويه :

  • لايشترط اتصال الضمير ببدل بعض من كل إذا ذكرت جميع أجزائه ، مثل : قال الإمامان : البخاري و مسلم . ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اتقوا الله في الضعيفين : المرأة و اليتيم " . فــ (  البخاري )  بدل بعض من كل من ( الإمامان ) و أجزاؤه ( البخاري و مسلم و (  المرأة  )   بدل بعض من كل من ( الضعيفين )  وأجزاؤه ( المرأة و اليتيم ) .
  • في أسلوب الاستثناء التام المنفي يجوز إعراب الاسم الواقع بعد إلا فيها ، بدل بعض من كل ، مثل : ما حضر الطلاب إلا طالبٌ / طالبًا . فـــ طالبٌ  تعرب : بدل بعض من كل مرفوع وعلامة رفعه الضمة . 

ثالثا : بدل الاشتمال :

بدل الاشتمال هو : ماكان البدل مما يشتمل عليه المبدل منه ، وليس جزءا منه ، ولا يمكن أن ينفصل عنه ، ويكون غالبا في الأمور المعنوية  ، ويشترط اتصاله بضمير ( رابط )  ، يعود على المبدل منه ، ويطابقه في النوع والعدد .
وهو أيضا : بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه .

مثل : أعجبني الأستاذ علمه ، نجد أن ( علمه ) مما يشتمل عليه ( الأستاذ ) وليس جزءا حقيقيا منه ولا يمكن أن ينفصل عنه وهو أمر معنوي ، لذا فـــ ( علمه ) بدل بعض من كل من ( الأستاذ ) ، وتعرب ( الأستاذ ) : فاعل مرفوع بالضمة ، و ( علمه ) : بدل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف و ( الهاء ) ضمير متص مبني في محل جر مضاف إليه .

ومثل : انتفعت بالقرآن أحكامه ، نجد أن ( أحكامه ) مما يشتمل عليه ( القرآن ) وليس جزءا حقيقيا منه ولا يمكن أن ينفصل عنه وهو أمر معنوي ، لذا فـــ ( أحكامه ) بدل بعض من كل من ( القرآن) ، وتعرب ( القرآن ) : اسم مجرور بحرف الجر ، و ( أحكامه ) : بدل مجرور بالكسرة ، وهو مضاف و ( الهاء ) ضمير متص مبني في محل جر مضاف إليه .

ومثل : أعجبني الكتاب فكرته ، نجد أن ( فكرته ) مما يشتمل عليه ( الكتاب ) وليس جزءا حقيقيا منه ولا يمكن أن ينفصل عنه وهو أمر معنوي ، لذا فـــ ( فكرته ) بدل بعض من كل من ( الكتاب) ، وتعرب ( الكتاب ) : فاعل مرفوع بالضمة ، و ( فكرته ) : بدل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف و ( الهاء ) ضمير متص مبني في محل جر مضاف إليه .

رابعا : البدل المباين :

البدل المباين على ثلاث صور هي : بدل الإضراب ، وبدل الغلط ، وبدل النسيان .

أ - بدل الإضراب :

بدل الإضراب هو : أن يكون المبدل منه والبدل مقصودين قصدا صحيحا ، أي :أنك تريد أن تخبر أنك فعلت الأمر الثاني ( البدل ) قاصدا ذلك بعد ذكرك للأمر الأول ( المبدل منه ) ، مثل قولك : أكلت خبزا لحما . غفد قصدت الإخبار بأنك أكلت ( خبزا ) ثم بدا لك أن تخبر بأنك أكلت ( لحما )  أيضا .

ب - بدل الغلط :

بدل الغلط هو :  بدل الأمر الذي ذكر غلط باللسان ، أي : أنك تقصد الأمر الثاني فقط ( البدل ) ، لكن غلط اللسان فذكرت  الأول ( المبدل منه ) ، أي : أن المقصود كان البدل فقط وذكر المبدل منع غلط ، مثل قولك : نجح سبعة من الطلاب تسعة . فأنت أردت أن تقول نجح (  تسعة ) ، فسبق لسانك وغلط إلى ( سبعة ) .

جـ - بدل النسيان :

بدل النسيان هو : ما ذكر المبدل منه نسيانا ، ثم تبين فساد القصد فذكر البدل ، مثل قولك : صليت العصر الظهر في الحديقة . فأنت هنا قصدت أنك صليت  ( العصر ) ثم تبين لك الحقيقة أنك صليت ( الظهر )  ، فــ ( الظهر ) بدل نسيان من ( العصر ) .

الفرق بين بدل الغلط وبدل النسيان :

يكون الفرق بين بدل الغلط وبدل النسيان  في أن الغلط يتعلق باللسان ، أي : أن اللسان هو الذي نطق غلط ، والنسيان يتعلق بالجنان ، أي : أنك نسيت وتذكرت .

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة .
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : قواعد نحوية

إرسال تعليق