الحال ، أنواعه
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2020/11/alhal-and-its-types.html |
تعريف الحال :
تعريف الحال هو : اسم نكرة منصوب يبين هيئة صاحبه ( الفاعل أو المفعول به أو هما معًا ) وقت حدوث الفعل .
ولابد أن يكون للحال صاحب يسمى صاحب الحال وهو الفاعل أو المفعول به أو هما معًا .
ولابد أن يكون صاحب الحال معرفة ، ويكون إجابة عن سؤال بــ كيف ؟ ، مثل : جاء محمدٌ ماشيًا . فــ محمدٌ صاحب الحال ، و ماشيًا هي الحال ، فإذا سألنا : كيف جاء محمدٌ ؟ ، أجبنا : جاء محمدٌ ماشيًا . والمقصود هو : جاء محمد في حال المشي ،
- فعندما نقول : جاء محمدٌ ماشيًا . فالحال هنا هي ماشيًا ، وهي تبين هيئة الفاعل محمد وقت مجيئه ، وصاحب الحال هنا الفاعل . والمقصود هو : جاء محمد وهو في حال المشي .
- وعندما نقول : شاهدتُ محمدًا ماشيًا . فالحال هنا هي ماشيًا ، وهي تبين هيئة المفعول به محمد وقت مشاهدته ، وصاحب الحال هنا المفعول به . والمقصود هو : شاهدتُ محمدًا وهو في حال المشي .
- وعندما نقول : فحص الطبيب مريضه جالسين . فالحال هنا هي جالسين ، وهي تبين هيئة الفاعل الطبيب و المفعول به مريضه وقت فحص الطبيب للمريض ، وصاحب الحال هنا الفاعل والمفعول به معًا . والمقصود هو : فحص الطبيب مريضه وهما في حال جالسين .
صاحب الحال :
الأصل أن يكون صاحب الحال معرفة ؛ لأنه معروف غير مجهول ، ولايُحكم على مجهول لعدم الفائدة ... وقد يكون نكرة وسنوضح ذلك في نهاية هذا الدرس إن شاء الله تعالى .
أنواع الحال :
أنواع الحال : الحال كالخبر والصفة ثلاثة أنواع ، انظر درس : ثانيًا : الخبر ، وأنواعه ، ( هنـــــــــــــــا ) ، وانظر درس : النعت ، أنواعه ،( هنــــــــــــــــا ) . وتنقسم الحال إلى ثلاثة أنواع هي : الحال المفردة ، الحال الجملة ( اسمية ، فعلية ) ، الحال شبه الجملة ( جار ومجرور ، ظرف ) .
أولا : الحال المفردة :
الحال المفردة هي : ماليست جملة ولا شبه جملة ، وتكون منصوبة ، وتطابق صاحبها في النوع ( التذكير والتأنيث ) ، والعدد ( الإفراد ، والتثنية ، والجمع ) . وتعرب : حالا منصوبة وعلامة نصبها ( الفتحة ، الياء ، الكسرة ) .
والمقصود بالحال المفردة هي : كلمة واحدة سواء كانت مفردًا ، أو مثنى ، أو جمعًا ، فنقول : جاء الطالب مبتسمًا ، جاءت الطالبة مبتسمةً ، جاء الطالبان مبتسمَينِ ، جاء الطلاب مبتسمِينَ ، جاءت الطالبات مبتسماتٍ .
ثانيًا : الحال الجملة :
قاعدة عامة : الجمل وأشباه الجمل بعد المعارف أحوال ، أي : إذا جاء بعد الاسم المعرفة جملة أو شبه جملة وكانت تبين هيئته ، نعرب الجملة أوشبه الجملة حالا للاسم المعرفة .
وكذلك تكون الجمل وأشباه الجمل بعد النكرات صفات ، انظر درس : النعت ، أنواعه ،( هنــــــــــــــــا ).
- إذا كان النعت جملة أو شبه جملة فلابد أن يكون المنعوت نكرة ، مثل : أحب معلمًا يؤدي واجبه ، فجملة يؤدي واجبه تعرب : في محل نصب نعت ؛ لأن المنعوت معلمًا نكرة . انظر درس : النعت ، أنواعه ،( هنــــــــــــــــا ) .
إذا كان الحال جملة أو شبه جملة ، فلابد أن يكون صاحب الحال معرفة ، مثل : أحب المعلمَ يؤدي واجبه ، فجملة يؤدي واجبه تعرب : في محل نصب حال ؛ لأن صاحب الحال المعلمَ معرفة .
فيجب أن نبحث أولا : عن اسم معرفة بعده جملة أو شبه جملة تبين هيئته .
الحال الجملة : إما أن تكون ( جملة اسمية ، أو جملة فعلية ) ، ويشترط فيها :
1- أن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال ، وهذا الرابط إما أن يكون : ( ضميرًا ) يطابق صاحب الحال ، وإما أن يكون ( واو الحال ) ، وإما أن يكون ( الضمير ) و ( واو الحال ) معًا ، مثل : جاء الطالب يبتسم ، جاء الطالب وهو مبتسم .
2- أن لاتبدأ جملة الحال بعلامة تدل على الاستقبال كالسين ، وسوف ، ولن .
3- أن تكون جملة الحال جملة خبرية ليست إنشائية ، فلا نقول : سافر أبوك واكتب إليه .
وتعرب الحال الجملة : جملة ( فعلية ، أو اسمية ) في محل نصب حال .
ثالثًا : الحال شبه الجملة :
الحال شبه الجملة : هي ماكانت جارًا وممجرورًا أو ظرفًا ، مثل : رأيت العصفور على الشجرة ، رأيت العصفور بين الأ غصان .
وتعرب الحال شبه الجملة : شبه جملة في محل نصب جال .
تنويه هام :
- هناك كلمات تعرب حالا في كل الأحوال هي : جميعًا ، خاصةً ، معًا ، كافةً ، عامةً ...
- إذا كان النعت جملة أو شبه جملة فلابد أن يكون المنعوت نكرة ، مثل : أحب معلمًا يؤدي واجبه ، فجملة يؤدي واجبه تعرب : في محل نصب نعت ؛ لأن المنعوت معلمًا نكرة .
- إذا كان الحال جملة أو شبه جملة ، فلابد أن يكون صاحب الحال معرفة ، مثل : أحب المعلمَ يؤدي واجبه ، فجملة يؤدي واجبه تعرب : في محل نصب حال ؛ لأن صاحب الحال المعلمَ معرفة .
- تعرب الأعداد من ( 1 - 10 ) التي على وزن ( فُعال ، مَفعل ) الممنوعة من الصرف كما يلي : تعرب في الأغلب حالًا ، مثل : حضر التلاميذ إلى المدرسة أحاد أحاد ، ويعودون مثنى مثنى ، فـأحاد الأولى حال ، وأحاد الثانية توكيد لفظي . وكذلك مثنى الأولى حال ، ومثنى الثانية توكيد لفظي . وهكذا في ثلاث إلى عُشار ، ومعشر . انظر درس : الممنوع من الصرف ( هنــــــــــــــا ) ، وانظر درس : التوكيد ، أنواعه ، ( هنــــــــــــــا ) .
إذا طلب منك تحويل النعت إلى حال :
- فإذا كان النعت مفردًا ومعرفًا بالألف واللام ، مثل : جاء الطالبُ النشيطُ ، فـ النشيط نعت للطالب ، فعليك أن تنكر النعت ، أي : تحذف ( أل ) التعريف من النعت ( النشيط ) وتنصبها ، فتصير ( نشيطًا ) نكرة ، وتكون الجملة : جاء الطالب نشيطًا ... فـنشيطًا صارت حالا للطالب و هكذا ....
- فإذا كان النعت مفردًا ونكرة ، مثل : جاء طالبُ نشيطُ ، فـ نشيط نعت لطالب ، فعليك أن تعرف كلمة ( طالبُ ) أي : تدخل ( أل ) التعريف عليها ، فتصير ( الطالبُ ) ، وتنصب كلمة ( نشيط ) ، فتصير ( نشيطًا ) ، وتكون الجملة : جاء الطالبُ نشيطًا ... فـنشيطًا صارت حالا للطالب و هكذا ....
- فإذا كان النعت جملة أو شبه جملة : أحب معلمًا يؤدي واجبه ، فـ يؤدي واجبه نعت جملة فعلية لمعلم ، عليك أن تعرف كلمة ( معلمًا) ، أي : تدخل ( أل ) التعريف عليها ، فتصير ( المعلمَ ) فقط ، وتكون الجملة : أحب المعلمَ يؤدي واجبه ، وهكذا ..... انظر درس : النعت ، أنواعه ،( هنــــــــــــــــا ) .
إذا طلب منك تحويل الحال إلى نعت :
- فإذا كانت الحال مفردةً ، مثل : جاء الطالبُ نشيطًا ، فـ نشيطًا حال للطالب ، فعليك أن تدخل ( أل ) التعريف على الحال ( نشيطًا ) فتصير ( النشيط ) مُعرفة ، وتأخذ إعراب ( الطالبُ ) التي هي هنا مرفوعة لأنها فاعل ، وتكون الجملة : جاء الطالبُ النشيطُ ... فـالنشيط صارت نعتًا للطالب ، و هكذا ....
- فإذا كانت الحال جملة أو شبه جملة : أحب المعلم يؤدي واجبه ، فـ يؤدي واجبه حال جملة فعلية للمعلم ، عليك أن تنكر كلمة ( المعلم ) ، أي : تحذف ( أل ) التعريف منها ، فتصير ( معلمًا ) فقط ، وتكون الجملة : أحب معلمًا يؤدي واجبه ، وهكذا .....
ترتيب الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال أن تتأخر عن صاحبها ، أي : تأتي الحال بعد صاحب الحال ، وللحال مع صاحبها ثلاث حالات هي :
وجوب تأخير الحال عن صاحبها :
يجب تأخير الحال عن صاحبها : إذا كان مجرورا بحرف جر أصلي أو مجرورا بإضافة أومحصورا ، فنقول : جلست في الحديقة ناضرةً ، ولا نقول : جلست ناضرةً في الحديقة ، فإن كان مجرورا بحرف جر زائد جاز بالإجماع تقديم الحال عليه ، مثل : ما تأخر عامدًا من أحد . ونقول : أعجبني وجه الفتاة مبتسمة ، ولا نقول : أعجبني وجه مبتسمة الفتاة ، ولا نقول : أعجبني مبتسمة وجه الفتاة ، ونقول : ما جاء علي إلا مسرورًا ..
وجوب تقديم الحال على صاحبها :
يجب تقديم الحال على صاحبها : إذا كان صاحب الحال محصورًا فيه ، مثل : ما جاء مسرعًا إلا علي . فـ مسرعًا حال يجب تقديمها ، لأن صاحبها محصور فيه ، والمحصور يجب تأخيره ...
جواز تقديم الحال على صاحبها :
يجوز تقديم الحال على صاحبها : إذا كان صاحب الحال مرفوعًا ، أو منصوبًا ولم يجب تقديمها عليه أو تأخيرها ، مثل : جاء الطالب مبتسمًا ، فيجوز تقديم الحال ونقول : جاء مبتسمًا الطالب .
تنويه هام :
الحال تأتي من الفاعل ، مثل : جاء الطالب مبتسمًا ، ومن المفعول به ، مثل : شاهدتُ محمدًا ماشيًا ، ومنهما معًا ، مثل : فحص الطبيب مريضه جالسين ، وقد تأتي الحال من المجرور بحرف الجر ، مثل : جلست في الحديقة ناضرةً ، ومن المبتدأ على رأي سيبويه ، مثل : الخضروات - طازجة - مفيدة ، ومن المضاف إليه الصالح أن يكون حالا ، مثل : أعجبني وجه الفتاة مبتسمة ...
تعدد الحال :
- يجوز أن تتعدد الحال ، وصاحبها مفرد ، مثل : جاء الطالب راكبًا مبتسمًا ، فراكبًا مبتسمًا حالان من الطالب ، وقد يتعدد الحال ويتعدد صاحبها ، مثل : قابلـتُ الطالبة ماشيًا مبتسمًة .. فـ ماشيًا حال من تاء الفاعل في الفعل قابلتُ ، و مبتسمًة حال من الطالبة .
- ويجب تعدد الحال بعد ( إما ) ، مثل : سأزورك إما طائعًا وإما كارهًا . وبعد ( لا ) النافية ، مثل : رأيت الطالب في الامتحان لا خائفًا ولا مضطربًا ...
أوصاف (أحكام ) الحال :
للحال أربعة أوصاف ، ( أي : أحكام ) :
1- أن تكون متنقلة ، لا ثابتة ، ( أي : غير ملازمة لصاحبها ، بل تجيء وتذهب ) .
وذلك مثل : جاء الطالب مبتسمًا ، شاهدتُ محمدًا ماشيًا فكل من مبتسمًا و ماشيًا حال متنقلة غير ملازمة لصاحبها وتكون وقت حدوثالفعل فحسب ؛ لأنها قد تتغير فقد يكون الطالب حزينًا ، وقد يكون محمد راكبًا .
- وقد تكون الحال غير متنقلة ( أي : ملازمة لصاحبها ) ، في ثلاث مواضع :
- أن تكون مؤكدة ، مثل : استيقظت كل الشعوب العربية جميعًا ، فــجميعًا حال مؤكدة لـكل وهما بمعنى واحد . ومثل : محمد أبوك رحيمًا . فــ رحيمًا مؤكدة لمضمون الجملة ؛ لأن الأبوة تقتضي الرحمة .
- أن يدل عاملها على تجدد صاحبها ، ( أي : بأن تكون صفة الحال ملازمة للخلقة أو تدل على خَلْق ) ، مثل : خلق الله جلد الحمار منقطًا ، فـمنقطًا حال ملازمة لصاحبها وهي هيئة ثابتة لصاحبها ..
- أن تكون لازمة في أمثلة مسموعة ( أي : مقتصرة على السماع فقط وتكون هناك قرينة تدل على ثبات الحال ) ، مثل : دعوت الله سميعًا ، فـسميعًا حال ، وهي ملازمة لله ؛ لأن السمع لاينفك عن الله ، ويستحيل أن ينفصل عنه .
2- أن تكون مشتقة أو جامدة مؤولة بالمشتق أو جامدة غير مؤولة بالمشتق .
- أن تدل الحال على تشبيه ، مثل : بدت الفتاة قمرًا ، أي : مشبهة بالقمر ، ومثل : سارت الطائرة برقًا ، أي : مشبهة بالبرق . فالحال هنا جامدة مؤولة بالمشتق ...
- أن تدل الحال على مفاعلة ، ( أي : صيغة تقتضي المشاركة بين الجانبين ) ، مثل : سلمت البائع النقود يدًا بيد ، ( أي : متقابضين أو متواجهين ) ، فالحال هنا تقتضي المشاركة بين الجانبين ..
- أن تدل على سعر ، مثل : اشتريت العسل رطلا بعشرة قروش ، أي : اشتريت العسل مسعرًا بعشرة قروش ..
- أن تدل على ترتيب ، مثل : ادخلـوا الحجرة واحدًا واحدًا ، ( أي : مرتبين ) ، فـ واحدًا : الأولى حال ، و واحدًا : الثانية توكيد لفظي للأولى ، انظر درس : التوكيد وأنواعه ، ( هنــــــــــا ) ...
- أن تكون الحال موصوفة ، مثل قوله تعالى : " إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا " ، فـ قرآنًا حال وهو اسم جامد ، و عربيًا صفة له .
- أن تدل على عدد ، مثل قوله تعالى : " فتم ميقات ربه أربعين ليلة " ، فـ أربعين حال وهو اسم جامد ، و ليلة تمييز .
- أن تكون الحال أصل لصاحبها ، مثل قوله تعالى : " أأسجد لمن خلقت طينًا " ، فـ طينًا حال وهو اسم جامد ؛ لأن الطين أصل المخلوق ، كما الذهب أصل الخاتم .
- أن تكون الحال فرعًا لصاحبها ، مثل : انتفعت بالذهب خاتمًا ، فـالخاتم فرع الذهب .
3- أن تكون الحال نكرة :
وهو الأصل ، فالحال لاتكون إلا نكرة كمما في الأمثلة التي ذكرناها كلها ، ولا يجوز أن تكون معرفة ، وكل ما ورد منها بلفظ المعرفة يجب تأويله بنكرة ، مثل : ذاكر الطالب وحده ، ( أي : منفردًا ) ، فكلمة وحده حال معرفة بسبب إضافتها إلى الضمير ، وهي مؤولة بنكرة ( أي : منفردًا ) ، ومثل : ادخلـوا الأول فالأول ، ( أي : مرتبين ) ، ومثل : كلمـته فاه إلى في ، ( أي : مشافهة ) ..
- وقد أجاز بعض العلماء إلى جواز تعريف الحال ، مثل : جاء محمد الماشي . فنصبوا الماشي على أنها حال .
وأجاز الكوفيون ذلك بشرط : أن تتضمن الحال معنى الشرط ، فإذا تضمنت الحال معنى الشرط جاز تعريفها ، مثل : محمد الراكب أحسن منـه الماشي . والتقدير : محمد إذا ركب أحسن منه إذا مشي . فإن لم تقدر بشرط لايصح التعريف ، فلا نقول : حضر محمد الراكب ...
مجيء المصدر حالا :
يرى العلماء أن مجيء الحال مصدرًا غير قياسي مطلقًا ؛ لمجيئه خلاف الأصل ، ويعرب على أنه منصوب على المصدرية ، ( أي : مفعول مطلق ) ، مثل : طلع القمر بغتة ، وأذهب جريًا إلى المدرسة ، وجاء علي فجأة ، فــ بغتة ، تعرب مفعول مطلق منصوب بالفتحة ..
ويرى البعض أنه فياسي لكثرته في الكلام ، فيصح أن يجيء المصدر حالا إذا كان نكرة ، مثل : طلع القمر بغتة ، وأذهب جريًا إلى المدرسة ، وجاء علي فجأة ، وذلك لتأويله بالمشتق ، فالمقصود : طلع القمر مباغتًا ، وأذهب جاريًا إلى المدرسة ، وجاء علي مفاجئًا .
مجيء صاحب الحال نكرة :
الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة ، نحو جاء زيد مسرعًا ، ورأيت الطفلَ باكيًا . وقد يأتي صاحب الحال نكرة كا يلي :
مسوغات تنكير صاحب الحال :
ينكر صاحب الحال في وجود أحد الأمور الآتية :
1- أنْ تتقدّم الحال على صاحبها النكرة ، مثل : في الحجرة جالسةً فتاةٌ ، ومثل : فيها قائمًا رجلٌ . فـجالسة حال من فتاةٌ النكرة ؛ لتقدم الحال جالسةً عليها ، و قائمًا : حال من رجل النكرة ؛ لتقدم الحال قائمًا عليه .
2- أنْ تُخَصَّص النكرة بوصف ، أو إضافة .
فمثال ما تَخَصَّص بوصف ، قولك : لبست الفتاة ثوبًا جديدًا مرتفعًا ثمنه ، فـمرتفعًا حال من ثوبًا النكرة ؛ وجاز ذلك لوصف " ثوب " بجديد .
ومثال ما تَخَصَّص بإضافة ، قوله تعالى : " في أربعة أيام سواء للسائلين " فـسواء بمعنى " مستوية " ، حال من " أربعة " و أربعة ، نكرة بعد تخصيصها بالإضافة إلى أيام .
3- أنْ تقع النكرة بعد نفي ، أو شِبْهِه ،كالنّهي ، والاستفهام ، فمثال النفي ، قولك : ما خاب عامل مخلصًا . ويصح مجيء الحال من النكرة لتقدم النفي عليها ، ومنه قوله تعالى : " وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ " ، الحجر(4) ، فجملة ( لها كتابٌ ) حال من النكرة ( قرية ) وصحّ مجيء الحال من النكرة لتقدّم النفي عليها .
ولا يصحُّ أن تكون الجملة صفة لقرية خِلافا للزمخشريّ ؛ لأن النعت لا يُفْصَلُ بينه وبين المنعوت بالواو ، ووجود ( إلا ) مانع أيضًا من ذلك ؛ لأنه لا يفصل بإلا بين النعت والمنعوت ، ومِمنْ صَرَّح بمنع ذلك : أبو الحسن الأخفش ، وأبو علي الفارسي .
ومثال النهي : لا تشرب من كوبٍ مكسورًا ، فـمكسورًا حال من كوبٍ النكرة ؛ وصح ذلك لوقوعها بعد النهي .
ومثال الاستفهام : هل ترضى عن أم قاسيةً ؟ ، فـقاسيةً حال من أم النكرة ؛ وصح ذلك لوقوعها بعد استفهام .
4- أنْ تكون الحال جملة مقترنة بالواو ، كما في قولك : زارنا رجلٌ والشمسُ طالعةٌ .
5- أن تكون الحال جامدة ، مثل : هذا خاتمٌ حديداً ؛ وذلك لأنّ الوصف بالجامد خلاف الأصل ، وإنما جاز مجيء الحال جامدة ؛ لأنها أصلٌ لصاحبها - كما عرفتَ ذلك سابقا - وبعض النحاة يرتضي إعرابها تمييزاً .
6- أن تكون النكرة مشتركة مع معرفة ، أو مع نكرة يصح أن تجيء الحال منها . فمثال مجيئها مشتركة مع معرفة : زارني خالدٌ ورجلٌ رَاكِبَيْنِ ، ومثال مجيئها مع نكرة يصح أن تجيء الحال منها : زراني رجلٌ صالحٌ وشابٌّ مُبَكِّرَيْنِ .
وقد سُمِع مجيء الحال من النكرة بلا مسوغ ، مثلما جاء في الحديث الشريف : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا ، وصلى وراءه رجالٌ قيامًا " ، " فـقيامًا " حال من " رجالٌ " النكرة بلا مسوغ .
ومنه قول العرب : " عليه مائة بيضًا " ، " فـبيضًا " حال من " مائة " النكرة بلا مسوغ .
تعليقات: 0
إرسال تعليق