-->

متابعة

قصة وعبرة ، كنتُ أنا المكافأة .

قصة وعبرة 

 كنتُ أنا المكافأة .

قصة وعبرة ، كنتُ أنا المكافأة .
https://www.mr-alihamoud.com/2021/01/Story-and-a-lesson-I-was-the-reward.html

إنني عندما أعرض وأقتبس بعض القصص من كلام أصدقائي ، أو مما يكتبونه على صفحاتهم ، أو مما وفقني الله إليه ، إنما أهدف من ذلك بالإضافة إلى التسلية أن نأخذ العبرة والعظة ، وأن نتعلم منها ، فنأخذ منها المفيد ونترك الضار منها ، وتحدثت في مدونات سابقة عن قصص وعبر في القرآن الكريم ، راجع مدونة :  لِمَ ... بِمَ  ( هنــــــــــــــــا ) ، انظر : قصة الحذاء القديم ، ( هنــــــــــــــــــا ) ، وإذا أردت المﺰيد من القصص والعبر وغيرها في هذه المدونة ، انظر صفحة ، ﺧواطر ، ( هنــــــــــــــا ) .

فكر كثيرا قبل أن تفقد من تحب ...

يحكى أن جنكيز خان كان لديه صقرًا ، يلازم ذراعه ، يخرج به ، ويطلقه على فريسته ، ليطعم منها ، ويعطيه ما يكفيه ..
ذات يوم خرج جنكيز خان في الخلاء وحده ، ولم يكن معه إلا الصقر ..
وانقطع بهم المسير وعطشوا .. 
و أراد جنكيز أن يشرب ، فسار حتى وجد ينبوعًا في أسفل جبل ، فملأ كوبه ..
وحينما أراد شرب الماء ، جاء الصقر ، وانقض على الكوب ليسكبه ! ..
حاول مرة أخرى ، ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز خان ، كان يقترب ، ويضرب الكوب بجناحه ، فيطير الكوب ، وينسكب الماء !..

وتكررت الحالة للمرة الثالثة .. فاستشاط غضبًا منه ،
وأخرج سيفه ، وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ، ضربه ضربة واحدة ، فقطع رأسه ، ووقع الصقر صريعًا ..
أحس جنكيز خان بالألم لحظة وقوع السيف على رأس صاحبه ، وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه !..
وقف للحظة ، وصعد فوق الينبوع ، فرأى بِركة كبيرة يخرج من بين ثناياها صخره هي منبع الينبوع ، وفيها حية ٌكبيرة ميتة ، وقد ملأت البِركة بالسم !..
أدرك جنكيز خان أن صاحبه كان يريد منفعته ، لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف العذل .
فكر كثيرا قبل ان تفقد من تحب ، فكر كثيرا قبل ان تعادى من يحبك .
فكر كثيرا قبل ان تعادى من ينتقدك ، فربما كان كل هؤلاء يعملون لمصلحتك  ........

اقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا.....

دخل رجل غريب إلى مجلس أحد الحكماء الأثرياء.... 
فجلس الرجل يستمع إلى الحكيم وهو يعلم تلاميذه وجلساءه ، ولا يبدو عليه ملامح طالب العلم ، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيز قوم أذلته الحياة ! ..
دخل وسلم ، ثم جلس حيث انتهى به المجلس ، وأخذ يستمع إلى الحكيم في أدب وإنصات ، وفي يده قارورة فيها مايشبه الماء ، لاتفارقه 
قطع الحكيم العالم حديثه ، والتفت إليه ، وتفرس في وجهه . 
ثم سأله : ألك حاجة نقضيها لك ؟! ، أم لك سؤال فنجيبك عليه ؟!
فقال الرجل : لا هذا ، ولا ذاك ، وإنما أنا تاجر ، سمعت عن علمك وفراستك ومروءتك ، فجئت أبيعك هذه القارورة ، التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدر قيمتها ، وأنت بلا ريب حقيق وجدير بها..
قال الحكيم : ناولنيها ، فناوله إياها ، فتأملها وحرك رأسه ؛ إعجابًا بها . 
ثم التفت إلى الضيف : قائلا له : بكم تبيعها ؟.
قال : بمئة دينار . 
قال الحكيم : هذا قليل عليها ، سأعطيك مئة وسبعين دينارًا ! .
قال الرجل : بل مئة كاملة ، لا تنقص ، ولا تزيد .
فقال الحكيم لابنه : ادﺧل عند أمك ، وأحضر منها مئة دينار ..
واستلم الرجل المال ، ثم مضى في حال سبيلة حامدًا شاكرًا.
وانفض المجلس ، وخرج الجميع وهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه الحكيم بمئة دينار !!.
دخل الحكيم مخدعه  لينام ، ولكن الفضول دعا ابنه إلى فحص القارورة ومعرفة ما فيها ، حتى تأكد – بما لايترك مجالا للشك – أنها ماء عادي !!. 
فأسرع إلى والده مندهشًا صارخًا :  ياحكيم الحكماء ، لقد خدعك الغريب ، فوالله ما باعك إلا ماءً عاديًا بمئة دينار ، ولا أدري : أأعجب من دهائه وﺧبثه ؟! ، أم من طيبتك وتسرعك ؟! .
فابتسم الحكيم ضاحكًا ، وقال لولده : يابني ، لقد نظرت ببصرك ؛ فرأيته ماءً عاديًا ، أما أنا فنظرت ببصيرتي وخبرتي ، فرأيت الرجل جاء حاملا ماء وجهه ، الذي أبت عليه عزة نفسه أن يريقه أمام الحاضرين بالتذلل والسؤال ، وكانت له حاجة إلى مبلغ من المال ؛ ليقضي به حاجته ، ولا يريد أكثر من ذلك .
والحمد لله الذي وفقني لإجابته ، وفهم مراده ، وحفظ ماء وجهه أمام الحاضرين .
ولو أقسمت ألف مرة أن ما دفعته فيه لقليل ، لما حنثت في يميني  . 
إن استطعت أن تفهم حاجة أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل ،فذلك هو الأجمل والأمثل ..  
تفقد على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك ، فربما هم في ضيق وحاجة وعوز ، تفقدهم ؛ لأن الحياء والعفاف وحفظهم لماء وجوههم قد منعهم من مذلة السؤال ، فاقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا ..
وما أجمل قول القائل : إذا لم تستطع أن تقرأ صمت أخيك ، فلن تستطيع أن تسمع كلماته .

كنتُ أنا المكافأة ...

يحكى قديمًا
أن رجلاً غريبًا مر ببلدةٍ في طريقِ سفرة ، وعندما كان يسير وجد امرأةً جميلة بل أجمل من رأت عيناه ، فلم يستطع أن يرفع بصره عنها . 
ومشى خلفها ، فوجدها تذهبُ الي السوق . 
وهناك سأل الناسَ عنها ، وهل في هذه البلدة من هي أجمل منها ؟!
فأجابه الجميعُ : بأنها أجمل من في البلدة . 
ولما كان هذا الغريبُ غنيًا ؛ قرّر بينه وبين نفسِه أن يبحثَ عن أصلها لكي يتقدم لها للزواج . 
فسأل مرةً أخرى عنها : فإذا به يُصدَم بأنها متزوجة ...!! . 

ولكن الشيطان لم يدعه ، فقرّر أن يرى هذا الزوج الذي منَّ اللهُ عليه بهذه الحسناء . 
فسارَ وراءها حتى وجدَها تدخلُ في كوخٍ صغيرٍ فقير
ظلّ متواريًا عن الأنظار حتى يرى زوجها ، فإذا به يجدُ رجلًا دميمَ الخلقة ، فقيرًا ليس به ما يجذبُ النساءِ ....!! .
انتظر مرةً أخرى حتى خرجت المرأةُ من بيتِها ، وظلّ يتبعها حتى وصلت إلى مكانٍ ليس به أحدٌ غيرهما . 
فاستوقفها قائلا : يا أختاه ، هل لي أن أتحدث معك في شيء ؟! . 
أجابت : إن كنتَ تريد خيرًا فقل ، وإلا فلا

قال : كيف لجميلة مثلك أن تتزوج مثل هذا الرجل الفقير دميم الخلقة ....؟!!. 
نظرت إليه المراة وقالت في ثبات : يا عبد الله ، إنني وزوجي سعداء ؛ بما أنعم الله علينا من تقارب ورحمة ومودة  . 
فانا لا أراه كما تقول . 
أما اذا سلّمتُ بما تقوله ، فلعله قد أحسن يومًا ، وعمل خيرًا ؛ قَبِلَه الله منه ، فأراد الله سبحانه أن يكافئه على خيره ، فكنتُ أنا المكافأة ... 
ولعلي قد قمتُ بعملٍ سيءٍ ، فأراد الله أن يعاقبني ، فكان هو العقاب ......
ثم سكتت وأكملت : يا عبد الله ، دع الخلق للخالق ، ولا تسال : لِمَ أنعم الله على أحدٍ أو ابتلى أحدًا ؟! فإن الله أعلم بخلقه !!! .....


انتظروا المزيد من القصص والعبر 

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة . 
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : خواطر

إرسال تعليق