النثر وفنونه ( 4 )
المسرحية
تحدثنا في قسم الأدب في هذه المدونة عن النثر وفنونة ، انظر صفحتنا : الأدب ، ( هنــا ) ، وتحدثنا عن المقال ، انظر درس : النثر وفنونه ( 1 ) ، المقال ، ( هنــا ) ، وتحدثنا عن الرواية ، انظر درس : النثروفنونه ( 2 ) ، الرواية ، ( هنــا ) ، وتعرفنا على القصة القصيرة ، انظر درس : النثر وفنونه ( 3 ) ، القصة القصيرة ، ( هنـــا ) .
وسنتحدث اليوم عن درس جديد من دروس النثر ألا وهو : المسرحية .
س : عَرِّف المسرحية ؟
المسرحية : قصة تمثيلية تعرض فكرة ، أو موضوعًا ، أو موقفًا ، من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة ، وعن طريق الصراع بين هذه الشخصيات ، يتطور الموقف المعروض؛ حتى يبلغ قمة التعقيد ، ثم يستمر هذا التطور لينتهي بانفراج ذلك التعقيد ويصل به إلى الحل المسرحي المطلوب .
س : ما علاقة الأدب المسرحي بالتمثيل؟
علاقة تلازمية ؛ فمنذ أقدم العصور والأدب المسرحي مرتبط بالتمثيل وبعث الحياة في النص الأدبي بواسطة التمثيل ، وهو الذي يعطي ذلك النص قيمته ، حتى أن القارئ لا يتمتع بالنص المسرحي أو ينفعل به إلا إذا كانت المسرحية ممثلة أمامه في فصول ومشاهد ، أو تخيلها كذلك .
س : ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ؟ ، س : ما عدد فصول المسرحية ؟
أنواع المسرحية : قد تتكون المسرحية من :
- فصل واحــد : كمسرحية ( ملك القطن ) ليوسف إدريس .
- ثلاثة فصول : وهي الغالبة حاليا .
- خمسة فصول : كمسرحية ( الصفقة ) لتوفيق الحكيم .
س : ماذا يقصد بمفهوم " وحدة المسرحية " ؟ وإلى أي مدى يختلف هذا المفهوم حديثًا عن معناه قديمًا ؟
لابد من وجود وحدة تربط أجزاءها وتجمع فصولها وهذه الوحدة قديمًا مشروطة :
- بوحدة الزمن : فلا يستغرق الحدث المسرحي عن أربع وعشرين ساعةً .
- ووحدة المكان : فلا يقع الحدث المسرحي في أكثر من مكان .
- ووحدة الحدث : بحيث تدور أحداث المسرحية في فلك حدث رئيسي واحد .
وحديثًا : أما الكاتب المسرحي الحديث فلم تعد تعنيه كثيرًا وحدة الزمان والمكان ولكنه مهتم بـ المفهوم الحديث :
أصبح مهتمًا بــ " الوحدة المسرحية " الناشئة عن الدقة في توزيع الاهتمام ، ومراعاة التوازن بين الفصول والأجزاء حتى تخضع لجاذبية النهاية ، فيحذف التفصيلات التي لا تؤدي إلى هذه النهاية ، ويسرع ببعضها ، ويؤكد بعضها الآخر ؛ لأنها عناصر أساسية في البناء المسرحي .
س : مم يتكون الهيكل العام للمسرحية ؟ ، س : علل : المسرحية كالكائن الحي من حيث هيكلها العام .
المسرحية كالكائن الحي ، وهيكلها العام يتكون من ثلاثة أجزاء هي :
- العرض : ويأتي عادة في الفصل الأول ، وفيه يتم التعريف بموضوع المسرحية ، والشخصيات المهمة فيها .
- التعقيد : ويقصد به الطريقة التي يتم بها تتابع الأحداث في تسلسل طبيعي من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
- الحل : الذي تنتهي به المسرحية ويكشف عن عقدتها التي تتابعت من خلالها الأحداث .
س : ما أسس بناء المسرحية ؟
أسس بناء المسرحية : ( الفكرة ، الحكاية ، الشخصيات ، الصراع ، الأسلوب أوالحوار ) .
س: تحدث عن الفكرة باعتبارها أساسًا من أسس بناء المسرحية ، وبين شروط جودتها .
س : تزداد قيمة العمل المسرحي بقيمة الفكرة التي يبنى عليها ، وضح ذلك من خلال نموذج درسته .
يجب أن تنهض كل مسرحية على فكرة يحاول الكاتب أن يبرهن عليها بالأحداث والأشخاص الذين يختارهم ؛ ليمثلوا هذه الفكرة ويجسموها ، وقد تكون الفكرة في جوهرها : .
اجتماعية : كفكرة مسرحية " الست هدى " لأحمد شوقي .
سياسية : كفكرة مسرحية " وطني عكا " لعبد الرحمن الشرقاوي .
شروط جودتها :
1 - أن يكون مضمون المسرحية ناضجًا بحيث يحقق المتعة والفائدة معًا .
2 - ألا تقدم الفكرة مباشرة ، بل يجب أن تقدم في إطار الحكاية المسرحية .
س : ما المقصود بالحكاية في المسرحية ، مع التمثيل ؟
الحكاية هي : جسد الفكرة المسرحية ، وعن طريقها تنمو وتتقدم أحداث المسرحية ، بحيث تتركز الأحداث على قضية يدور حولها الصراع ، كفكرة البطولة ، التي ينعقد حولها الصراع في مسرحية " ميلاد بطل " لتوفيق الحكيم ، ويتبلور هذا الصراع لا عن طريق سرد الأحداث ، أوروايتها مجردة ، بل عن طريق توزيعها بين الشخصيات بدقة وترتيب وتدرج بينها بحيث يفضي السابق إلى اللاحق ، ويترتب اللاحق على السابق مما يجعل التسلسل بين الأحداث منطقيًا .
س : من أسس بناء المسرحية الشخصيات . فما المقصود بها ؟ وما أنواعها ؟
من أسس بناء المسرحية الشخصيات : وهى النماذج البشرية التي اختارها الكاتب لتنفيذ أحداث المسرحية وتوجيهها ، وعلى ألسنتها يدور الحوار الذي يكشف عن طبيعة الشخصية ونواياها واتجاهاتها .
س : في ضوء دراستك لأدب المسرحية ، استنتج ، ثم عبر بأسلوبك عن الفرق بين أنواع الشخصيات في المسرحية من حيث الدور والتطور .
أنواع الشخصيات من حيث الدور والتأثير :
- شخصية محورية " أساسية " : بحجم الدور الذي الذي تنهض به والتأثير الذي تتركه في الأحداث ، كشخصية مبروكة في مسرحية " الصفقة " لتوفيق الحكيم .
- شخصية ثانوية " مساعدة " : ولا يتعدى تأثيرها في مجرد المشاركة في تطوير الحدث ومعاونة الشخصيات المحورية ، كشخصية " الصراف أو الحلاق " في نفس المسرحية .
س : قد تكون الشخصية ثابتة ، وقد تكون متطورة نامية ، وضح الفرق بينهما في رأيك ، مع ضرب أمثلة تبين هذا الرأي .
من حيث التطور والتكوين :
- شخصية ثابتة " مسطحة " : وهي التي لا تتغير صورتها خلال فصول المسرحية ، ويكثر ذلك في مسرحيات السلوك والعادات كشخصية " البخيل أو المرابي " .
- شخصية متطورة " نامية " : وهي التي تتكشف جوانبها تدريجيًا مع الأحداث ، كما في المسرحيات الاجتماعية والوطنية والنفسية مثل شخصية " سعد " في مسرحية " اللحظة الحرجة " ليوسف إدريس ، حيث يتحول سعد إلى بطل بمجرد إحساسه بالخطر من عدوان 1956 م .
جوانب كل شخصية :
لكل شخصية جوانبها الشكلية : كالطول والقصر ، والاجتماعية : كالغنى والفقر ، والنفسية : كالحب والبغض ، وتظهر براعة الكاتب في رسم كل هذه الجوانب من خلال الأحداث وتطور الحوار وتدفقه ، كما في الأمثلة السابقة .
س : اذكر ثلاث شخصيات لقيت ذيوعًا في مسرحنا المعاصر .
من أمثلة الشخصيات التي لقيت ذيوعًا في مسرحنا المعاصر : شخصية " كليوباترا " في مسرحية أحمد شوقي " مصرع كليوباترا " ، وشخصية " العباسية " في مسرحية عزيز أباظة " العباسية " ، وشخصية " مهران " في مسرحية عبد الرحمن الشرقاوي " الفتى مهران " ...
س : تلعب الشخصيات دورًا كبيرًا في تنفيذ أحداث المسرحية وتوجيهها ، ناقش ذلك .
انظر الإجابات السابقة حول الشخصية .
س : وضح المقصود بالصراع المسرحي واذكر أنواعه .
المقصود بالصراع المسرحي : أنه الاختلاف الناشئ من تناقض الآراء ووجهات النظر بالنسبة لقضية أو فكرة ما بين شخصيات المسرحية ، والصراع حول هذه القضية أو الفكرة وتتخذ مواقف متفقة أو مختلفة ، تمضي في النهاية إلى غلبة وجهة نظر شخصية على أخرى ، وقد يكون الصراع : اجتماعيًا ، أو خلقيًا ، أو ذهنيًا .
ولذلك يقول النقاد : ( لامسرح بلا صراع ) ، فلو اكتفى الكاتب بتقديم شخصياته دون أن يضعها في مواقف تظهر ما بينها من صراع فإنه لا يكون قد كتب مسرحية حقيقة ، إنما قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك .
س : ما أنواع الصراع ؟
قد يكون هذا الصراع : اجتماعيًا ، أو خلقيًا ، أو ذهنيًا .
س : إن قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة يتفقون حولها ، أو يختلفون ، ناقش هذه العبارة مع التطبيق .
لو اكتفى الكاتب بتقديم شخصياته دون أن يضعها في مواقف تظهر ما بينها من صراع فإنه لا يكون قد كتب مسرحية حقيقة ، إنما قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك ، وقد يكون هذا الصراع : اجتماعيًا ، أو خلقيًا ، أو ذهنيًا ، كما في مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم ، حيث يدور الصراع بين الإنسان والزمان ، مما يؤدي إلى عودة أهل الكهف مرة أخرى من حيث أتوا ، مؤمنين بأن منطق الزمن أقوى من طاقة الإنسان ..
س : كيف يمكنك بعث الحياة في نص المسرحية لينفعل القارئ بها ؟
عن طريق الصراع ؛ فلو اكتفى الكاتب بتقديم شخصياته دون أن يضعها في مواقف تظهر ما بينها من صراع فإنه لا يكون قد كتب مسرحية حقيقة ، إنما قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك .
س : ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما شروط جودته ؟
الحوار : هو المظهر الحسي للمسرحية وتسمى العبارة التي تنطقها الشخصية في الموقف الواحد بالجملة المسرحية : اللغة التي تتوزع على ألسنة الشخصيات في المواقف المختلفة التي تختلف طولاً وقصرًا باختلاف المواقف ، كما تتفاوت في فصاحتها تبعًا لمستوى الشخصية ، وطبيعة الفكرة التي تعبر عنها .
شروط جودة الحوار لمستوى الشخصية :
- مناسبة الجمل الحوارية .
- قدرة الجمل الحوارية على إيصال الفكرة التي تعبر عنها .
- تدفق الحوار وحرارته .
- فصاحة الحوار النابعة من دقة تمثيله للصراع وطبائع الأشخاص والأفكار ، لا من فصاحته اللغوية .
س : وضح المقصود بالجملة المسرحية .
الجملة المسرحية : هي العبارة التي تنطقها الشخصية في الموقف الواحد .
س : الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية ، والصراع هو قوامها المعنوي ، وضح ذلك .
الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية ، والصراع هو قوامها المعنوي ، فهما العنصران اللذان يميزان فن المسرحية ، وتعلو قيمة الحوار كلما كان قادرًا على جعلنا نتمثل الأشخاص في زمانهم وصراعاتهم كما تقع بين الأشخاص في المسرحية .
فكلما كان الحوار جيدًا ومناسبًا لمستوى الشخصية كان الأسلوب المسرحي أكثر حرارة وفصاحته نابعة من دقة تمثيله للصراع وطبائع الأفراد .
س : لماذا لم يعرف تراثنا العربي القديم فن المسرحية ؟
لم يعرف تراثنا العربي القديم فن المسرحية لأسباب ثلاثة :
- لأن حياة الترحال وعدم الاستقرار عند العرب الأقدمين لم تكن لتتوافق مع ما يحتاجه الفن المسرحي من استقرار .
- أشبع الشعر حاجتهم الفنية ؛ فاستغنوا به عن غيره من الفنون .
- عقيدة التوحيد لدى المسلمين لا تتناسب مع الطابع الوثني للمسرح الإغريقي الذي لا يتحرج من تصوير الصراع بين الآلهة نفسها ، وكذلك بين الآلهة والبشر .
س : وضح أثر ثورة 1919م في تطور المسرحية .
عقب ثورة 1919م ، ونمو حركة النضال الوطني ، أصبحت الظروف مهيأة لتطور المسرح المصري ، وتشعب اتجاهاته الفنية .
س : كان لمحمد تيمور ومحمود تيمور فضل على المسرحية بعد ثورة 1919م . وضح .
كان لمحمد تيمور فضل ترسيخ المسرحية الاجتماعية من خلال عدد الأعمال ، التي تناولت بالنقد الاجتماعي مشكلات بعضها مزمن ، مثل : مشكلة تربية الأبناء تربية قاسية في مسرحية " العصفور في القفص " ، ومثل : مشكلة الإدمان أثرها في انحلال الأسر وخراب البيوت في مسرحية " الهاوية " .
وقد تبع محمود تيمور أخاه ،ولكنه أضاف إلى المسرحية الاجتماعية عناية خاصة بالمسرحية التاريخية ، مثل : مسرحيتة عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس " اليوم خمر " 1949م ، والتي تنتمي إلى المسرحية التاريخية .
س : تعددت اتجاهات المسرحية العربية في بداية القرن العشرين ، ناقش هذه العبارة .
تناولت بالنقد الاجتماعي مشكلات بعضها مزمن ، مثل : مشكلة تربية الأبناء تربية قاسية في مسرحية " العصفور في القفص " ، ومثل : مشكلة الإدمان أثرها في انحلال الأسر وخراب البيوت في مسرحية " الهاوية " .
وقد أضاف محمود تيمور إلى المسرحية الاجتماعية عناية خاصة بالمسرحية التاريخية ، مثل : مسرحيتة عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس " اليوم خمر " .
س : تتبع بإيجاز مراحل نشأة المسرحية العربية .
ظهرت المسرحية العربية في منتصف القرن التاسع عشر ، ومرت بمراحل منها مرحلة مارون النقاش في بيروت ، ويعقوب صنوع في مصر ، ثم ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة ، وتعددت اتجاهات المسرحية الحديثة على يد محمد تيمور وأخيه محمود ، وازدهرت على يد شوقي شعرا وتوفيق الحكيم نثرًا ، وسار عزيز أباظة على منهج شوقي ، واتجه آخرون إلى الشعر الحر كصلاح عبد الصبور ، وعبد الرحمن الشرقاوي وفاروق جويدة .
س : في الربع الثاني من القرن العشرين كان لكل من أحمد شوقي وتوفيق الحكيم دور في تأصيل المسرحية العربية ، وضح دور كل منهما ،مع ذكر أمثلة من مسرحيات كل منهما .
مع بداية الربع الثاني من القرن العشرين يدخل الأدب المسرحي المصري مرحلة ازدهاره الحقيقية مرتبطًا بعلمين من أعلام أدبنا الحديث هما : أحمد شوقي ، توفيق الحكيم :
فعلى يد أحمد شوقي ازدهرت المسرحية الشعرية ، وبجهود توفيق الحكيم تطورت المسرحية النثرية .
عرفت المسرحية الشعرية على يد أحمد شوقي ؛ فكتب مسرحيات منها : مصرع كليوباترا ، مجنون ليلي ، قمبيز ، عنترة ، أميرة الأندلس ، الست هدى التي توفي قبل نشرها .
وجميع مسرحياته في قالب شعري وتستوحي موضوعاتها من التاريخ ما عدا مسرحية " الست هدى " ؛ فهي ملهاته الوحيدة .
وعرفت المسرحية النثرية على يد توفيق الحكيم الذي بدأ نشاطه المسرحي النثري بمسرحية " الضيف الثقيل " مستخدمًا أسلوب الرمز ، حيث رمز بالضيف الثقيل إلى الاحتلال الإنجليزي ، ثم ألف مسرحية " المرأة الجديدة " ثم تسعت آفاق تجربته فقرأنا له المسرحية الرمزية الذهنية ، مثل : مسرحية " أهل الكهف " و " شهرزاد " ، وكتب المسرحية الاجتماعية ، مثل : مسرحية " الأيدي الناعمة " و " الصفقة " وكتب المسرحية التحليلية النفسية ، مثل : مسرحية " أريد أن أقتل " و " نهر الجنون " ، وكتب المسرحية الوطنية ، مثل مسرحيته ذات الفصل الواحد " ميلاد بطل " .
س : من رائد المسرحية النثرية في الأدب العربي ؟ وما الآفاق المتعددة لمسرحياته ؟
عرفت المسرحية النثرية على يد توفيق الحكيم الذي بدأ نشاطه المسرحي النثري بمسرحية " الضيف الثقيل " سنة 1918 مستخدمًا أسلوب الرمز ، حيث رمز بالضيف الثقيل إلى الاحتلال الإنجليزي ، ثم ألف مسرحية " المرأة الجديدة " ثم المسرحية الرمزية والتحليلية النفسية والوطنية والاجتماعية .
وكتب المسرحية الوطنية ، مثل مسرحيته ذات الفصل الواحد " ميلاد بطل " التي يصور وكتب المسرحية الوطنية ، مثل مسرحيته ذات الفصل الواحد " ميلاد بطل " التي يصور فيها معنى البطولة الوطنية ، وأن البطل الحقيقي ليس الذي يتفوق في ميدان الرياضة فقط ، بل هو الذي يولد في ميدان المعركة لحماية الوطن ومقدساته ، ولا يدعي لنفسه بطولات لايستحقها ، بل تنصهر نفسه في نار المعركة ؛ حتى لينسى ذاته وأنانيته .
س : ما التحولات الوطنية والسياسية والاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري بعد ثورة 1952م ؟ وما أثرها على الأدب المسرحي ؟
- إلغاء النظام الملكي، وإعلان الجمهورية .
- تأميم قناة السويس .
- تأكيد الشخصية القومية بانتصارها سنة 1956 ضد العدوان الثلاثي .
أثرها على الأدب المسرحي :
نتج عن ذلك تطور الإبداع الأدبي والمسرحي تحولات ملموسة في الإبداع الأدبي حيث :
- ظهرت مسرحيات تنقد المجتمع المصري قبل الثورة ، وسلبياته مثل مسرحية " المزيفون " لمحمود تيمور ، و" الأيدي الناعمة "
- لتوفيق الحكيم ، و" الناس اللي تحت " و" الناس اللي فوق " لنعمان عاشور .
- كما اتجه التأليف المسرحي إلى تصوير القرية ، وكفاح الفلاح من أجل الأرض ، مثل مسرحية " الصفقة " لتوفيق الحكيم .
- ظهور مسرحيات تصور مقامة الاحتلال والكفاح ضد الغزو الثلاثي سنة 1956 مثل : مسرحية " اللحظة الحرجة " ليوسف إدريس .
س : ما المصادر التي استمد منها كتاب المسرح في الستينات و السبعينات موضوعات مسرحياتهم ؟ وما أهم كتاب وأعمال تلك المرحلة وما تلاها ؟
المصادر التي استمدوا منها موضوعات مسرحياتهم : التاريخ تارة ، والتراث الشعبي تارة أخرى ، يعالجونها معالجة عصرية ، ويسقطون مافيها من إشارات ورموز على مشكلات الحاضر وقضاياه .
أهم كتاب وأعمال تلك المرحلة :
- عبد الرحمن الشرقاوي : الذي لم يكتف بكتابة مسرحية المقاومة ممثلة في " مأساة جميلة " ، بل أضاف إليها مسرحية " الفتى مهران " ، مستمدًا مادتها من العصر المملوكي في مصر ، ومسرحيتي " الحسين ثائرًا " و" الحسين شهيدًا " مرتكزاً فيهما على خلفية تاريخية من العصر بني أمية .
- صلاح عبد الصبور : الذي سار على نفس طريقة عبد الرحمن الشرقاوي في كتابة المسرحية الشعرية ، فكتب مسرحية " مأساة الحلاج " التي تناولت حياة الشخصية المتصوفة ، ومسرحيته " ليلى والمجنون " رؤية عصرية لمجنون ليلى الذي تناوله شوقي قبل ذلك في رائعته " مجنون ليلي " .
- فاروق جويدة : الذي أضاف إلى تراث أسلافه الكثير ، كما في مسرحيته " الوزير العاشق " و" دماء على أستار الكعبة ".
- أنس داود : في مسرحيته " الشاعر " و " الصياد " .
س : ما الفرق بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية ؟
الفرق بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية :
الروايـــــــــــــة : طويلة متعددة الشخصيات ، متشابكة الأحداث ، متنوعة الأهداف ، والأفكار فيها وصف وسرد ، انظر درس : النثر وفنونه ( 2 ) الرواية ، ( هنـــــــــــا ).
القصة القصيرة : محدودة المساحة والشخصيات والأحداث والهدف ، تثير لدى القارئ شعورًا واحدًا ، وهي كثيفة تتميز بالوحدة العضوية ، انظر درس : النثر وفنونه ( 3 ) القصة القصيرة ، ( هنـــــــــــا )..
أما المسرحيـــة : فتعتمد على الحوار الذي يقوم بتصوير الأحداث ، وتنمية الصراع ، وتحريك المشاعر للوصول إلى النهاية .
معلومات إثرائية إضافية عن المسرحية :
س : مارون النقاش يعد رائد المسرح العربي . ما أول مسرحياته ؟ ومن أين استمد موضوعاته ؟ وما أهم سمات أعماله ؟
ظهرت المسرحية العربية في منتصف القرن التاسع عشر ( 1847م ) على يد مارون النقاش في بيروت ، حين قدم مسرحية " البخيل " .
موضوعاته : مستمدة من التراث والتاريخ العربي ، مثل مسرحية " أبو الحسن وهارون الرشيد " سنة 1850 ، وجميع أعماله كانت تميل إلى الفكاهة والبساطة والغناء ، وتستخدم لغة هي مزيج من الفصحى والعامية حتى تلائم أذواق عامة الناس .
س : عرفت مصر المسرح على يد يعقوب صنوع . ما عدد مسرحياته ؟ وما موضوعاتها ؟ وما سمة لغتها ؟
في مصر قام يعقوب صنوع بنفس دور مارون النقاش ، فقدم منذ 1870م ما يزيد على اثنتين وثلاثين مسرحية .
موضوعاتها : تقوم على النقد السياسي والاجتماعي
سمة لغتها : لغتها تغلب عليها العامية .
س : ما أهم الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلى مصر ؟ ومتى كانت هجرتها ؟
أهم الفرق : فرقة سليم نقاش وفرقة إسكنر فرح وفرقة أبي خليل القباني وغيرها . كانت هجرتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .
س : ما أهم العيوب التي أخذت على الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلى مصر ؟
أهم العيوب التي أخذت عليها : أنها لم تترك نصوصًا أدبية ذات قيمة ، إما لسيطرة الطابع الغنائي عليها ، أو بسبب هبوط موضوعاتها وضعف لغتها ، وقد قامت هذه الفرق بالنقل أو الاقتباس أو الترجمة من الأعمال الأجنبية ، وكانت المسرحيات المؤلفة - على قلتها - تتجه إلى تصوير الموضوعات التاريخية مثل مسرحية " المعتمد بن عباد " لإبراهيم رمزي التي عرضت سنة 1892م ، ومسرحية " صلاح الدين " لفرح أنطون .
س : وضح الظروف التي ساعدت على ميلاد المسرحية الاجتماعية الخالصة ، مع التمثيل .
عقب الحرب العالمية الأولى وثورة 1919م ، ساعدت الظروف السياسية والاجتماعية التي سادت مصر على تطور المسرحية المصرية ، وتخليصها من عنصر الغناء والاستعراض ، فاتجهت إلى النقد الاجتماعي الجاد ، وهكذا ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة على مسرح ( جورج أبيض ) الذي كان عائدًا من بعثته من فرنسا 1910م ، وعلى مسرحه مثلت لأول مرة مسرحية " مصر الجديدة " سنة 1913 لكاتبها ( فرح أنطون ) التي تتناول بالنقد السلبيات التي تسللت من الاستعمار الأوربي إلى المجتمع المصري ، مثل تبذير المال والقمار وشرب الخمر .
تعليقات: 0
إرسال تعليق