الفاعل وأحكامه ( 2 )
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2021/02/al-faeil-and-its-Provisions-2.html |
علمنا في درس الفاعل ، انظر درس : الفاعل وأحكامه ( 1 ) ، ( هنـــا ) . أنه يجب أن يكون لكل فعل فاعل يفعله .
وعرفنا الفاعل بأنه : الاسم الصريح ، أو المؤول ، الذي أسند إليه فعلٌ مبني للمعلوم ، أو شبهه ، وهو مرفوع دائمًا ، ومتأخر عن الفعل دائمًا ، وإذا كان مؤنثًا أنث الفعل ، وإن كان مثنى أو جمعًا فلا يثنى الفعل ولا يجمع .
وقلنا أن الفاعل : هو الذي يفعل الفعل ، فيدل على من فعل الفعل أو قام به ، وهو كلمة واحدة ،
وهذه الكلمة إما أن تكون :
اسمًا صريحًا ، مثل : قام الرجلُ ، أو مصدرًا مؤولا ، مثل : يسعدني أن تزورني ( أي : زيارتُك ) .
وقد يكون الفاعل جملة ، وتعرب باعتبارها كلمة واحدة ، فتعرب على الحكاية ، مثل : تشفيني لا إله إلا الله .
وبينا علامات إعراب الفاعل :
- الضمة ، وهي علامة أصلية : يرفع الفاعل بالضمة إذا كان مفردًا ، أو كان جمعًا للتكسير ، أو جمعًا مؤنثًا سالمًا .
- الألف ، وهي علامة فرعية : يرفع الفاعل بالألف إذا كان مثنى .
- الواو ، وهي علامة فرعية : يرفع الفاعل بالواو إذا كان جمعًا مذكرًا سالمًا ، أو اسمًا من الأسماء الخمسة ....
وبينا أحكام الفاعل مع فعله ، تكلمنا عن خمسة منها هي : الرفع ، وقوعه بعد الفعل ، لايستغنى عنه ، أن يكون مفردًا فلا يصح أن يدخل على الفعل علامة التثنية أو الجمع أو نون النسوة ، حذف فعله جوازًا أو وجوبًا ، انظر درس : الفاعل وأحكامه ( 1 ) ، ( هنــــا ) ........
وسيكون حديثنا عن الأحكام الباقية من الفاعل وأحكامه ، وهي :
تأنيث الفعل مع الفاعل المؤنث وجوبًا وجوازًا ، اتصال الفاعل بالفعل وانفصال المفعول ، الفاعل لايتعدد .
سادسًا : تأنيث الفعل مع الفاعل المؤنث وجوبًا وجوازًا :
من أحكام الفاعل : يؤنث الفعل إذا كان الفاعل مؤنثًا ، ويكون تأنيث الفعل الماضي بإضافة ( تاء التأنيث الساكنة في آخر الفعل ) ، " تْ " ، مثل : حضرتْ سعادُ ، ويكون تأنيث الفعل المضارع بإضافة ( تاء متحركة في أول الفعل ) ، " تـَـ ، تــُـ " ، مثل : تحضر سعاد .
يؤنث الفعل مع الفاعل المؤنث وجوبًا :
يجب أن تلحق تاء التأنيث بالفعل في موضعين هما :
- أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا حقيقي التأنيث متصلًا بالفعل بلا فاصل ، مثل : نجحتْ سعاد ، تُساعد الطالبة أمها ، فهنا نجد أن : الفاعل ( سعاد ، الطالبة ) اسم ظاهر مؤنث حقيقي متصل بالفعل مباشرة ، أي : لم يفصل بينه وبين الفعل فاصل .
فإذا فصل بين الفعل والفاعل فاصل ، مثل : نجحتْ ، نجح اليوم سعاد ، أو كان الفاعل مؤنثًا مجازي التأنيث ، مثل : طلع ، طلعتْ الشمس ، فيجوز التأنيث وتركه . انظر درس : تقسيم الاسم من حيث الجنس إلى المذكر والمؤنث ،الاسم المؤنث ( 3 ) ،( هنــــــــا ) .
- أن يكون الفاعل ضميرًا متصلًا ، عائدًا على مؤنث ( حقيقي أو مجازي ) التأنيث ، مثل : الشمس طلعتْ ، السماء تَصحو .
يؤنث الفعل مع الفاعل المؤنث جوازًا :
- أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا مجازي التأنيث ، مثل :طلع أو طلعتْ الشمس ، ازدهرتْ أو ازدهر الحديقة ، فهنا نجد أن : الفاعل ( الشمس ، الحديقة ) اسم ظاهر مؤنث مجازي . انظر درس : تقسيم الاسم من حيث الجنس إلى المذكر والمؤنث ،الاسم المؤنث ( 3 ) ،( هنــــــــا ) .
- أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا حقيقي التأنيث غير متصل بالفعل ، أي : مفصول عن الفعل بفاصل غير ( إلا ) سواء أكان الفاصل الظرف ، مثل : نجحتْ أو نجح اليوم سعاد ، أو الجار والمجرور ،تأخرتْ أو تأخر عن المحاضرة سعاد ، نجح أو نجحتْ في الامتحان سعاد ، فهنا نجد أن : الفاعل ( سعاد ، الطالبة ) اسم ظاهر مؤنث حقيقي غير متصل بالفعل مباشرة ، أي : فصل بينه وبين الفعل فاصل ، والأرجح ترك تاء التأنيث .
- أن يكون الفاعل جمع تكسير للمذكر والمؤنث ، أو جمع مؤنث سالم جاز تأنيث الفعل وتذكيره ، مثل : قام الأولاد ، قامتْ الأولاد ، نجحتْ الفتيات ، نجح الفتيات ، أما إذا كان الجمع جمع مذكر سالم امتنع التأنيث ، مثل : قام المهندسون ، نجح المجتهدون .
- أن يكون الفاعل المؤنث فاعلًا لـــ " نعم وبئس " ، فيجوز في فعله التأنيث والتذكير ، مثل : نعم الفتاة ، نعمتْ الفتاة ، بئس المرأة ، بئستْ المرأة ؛ وذلك لأن المقصود بفاعل نعم وبئس هو الجنس ، والجنس يعامل معاملة جمع التكسير ، انظر درس : أسلوب المدح وأسلوب الذم ، ( هنــا ) .
سابعًا :اتصال الفاعل بالفعل وانفصال المفعول :
الأصل أن يكون ترتيب الجملة الفعلية : فعل + فاعل + المفعول به ، إن كان الفعل متعديًا ، فيتصل الفعل بالفاعل ؛ لأنهما كالكلمة الواحدة ، والفاعل جزء من الفعل ، أما المفعول : فالأصل فيه أن ينفصل عن الفعل ويتأخر عن الفاعل ، أي : يأتي بعد الفاعل ، ولكنه قد يتقدم عليه .
احوال تقديم المفعول على الفاعل أو تأخيره :
أولا : وجوب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به :
يجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول في أربعة مواضع هي :
- إذا خيف اللبس : إذا كنا لانستطيع التمييز بين الفاعل والمفعول بسبب خفاء الإعراب ، مثل : ساعد علي محمدًا ، وأكرم صديقي أخي ، فلو قدمنا المفعول على الفاعل لم نعرف الحقيقة ، من فعل الفعل ؟ ، ومن وقع عليه فعل الفاعل ؟ ؛ وذلك لعدم وجود قرينة تدل على الفاعل ، فإن وجدت القرينة فيمكن تقديم المفعول على الفاعل ، مثل : أتعب ليلى الحمى ، فالقرينة هنا معنوية ، أكرمت موسى ليلى ، والقرينة هنا تاء التأنيث . وأجاز بعض العلماء تقديم المفعول ولو لم توجد قرينة .
- إذا كان الفاعل ضميرًا متصلًا غير محصور فيه ، والمفعول اسمًا ظاهرًا : مثل : أكرمتُ الرجلَ ، فهمتَ الدرسَ ، فإن كان الفاعل ضميرًا محصورًا ، وجب تأخيره ، مثل : ما أكرم الرجلَ إلا أنا ، ما فهم الدرس إلا أنت .
- إذا كان كل من الفاعل والمفعول ضميرًا متصلا ، ولا حصر في أحدهما ، مثل : أكرمتُكَ كما أكرمتَنِي ، ساعدتُهُ ، فهنا وجب تقديم ضمير الفاعل وتأخير ضمير المفعول به .
- إذا كان المفعول محصورًا " بإلا " أو " بإنما " ، مثل : ما ضرب المعلمُ إلا الطالبَ ، إنما يضرب المعلمُ الطالبَ ، فيجب تأخير المحصور فيه دائمًا سواءً أكان الفاعل أو المفعول .
تنويه : هناك آراء أخرى حول تقديم المحصور " بإلا " أو " إنما " ، منها :
- لايجوز تقديم المحصور فيه إذا كان الحصر " بإنما " سواءً أكان الفاعل أو المفعول .
- وإن كان الحصر " بما " أو " إلا " .فيجوز تقديم المحصور إذا تقدم معه " إلا " ، مثل : لم يدر إلا اللهُ ما فعلت ، فما زاد إلا ضِعفَ مابي كلامُها .
- يمتنع تقديم المحصور " بإلا " فاعلا كان أو مفعولا ، ويجب تأخيره .
- يجوز تقديم المحصور بإلا إن كان مفعولا ، مثل : ما ضرب إلا الطالبَ المعلمُ ، ولايجوز تقديم المحصور بإلا إن كان فاعلا ، مثل : ما ضرب الطالبَ إلا المعلمُ .
ثانيًا : وجوب تقديم المفعول به وتأخير الفاعل :
يجب تقديم المفعول به وتأخير الفاعل في المواضع التالية :
- إذا كان الفاعل محصورًا " بإلا " أو " بإنما " ، مثل : ما ضرب الطالبَ إلا المعلمُ ، إنما ينكر الفضلَ لئيمُ ، فيجب تأخير المحصور فيه الفاعل وتقديم المفعول به .
- إذا كان المفعول ضميرًا متصلا بالفعل ، والفاعل اسمًا ظاهرًا ، مثل : أكرمني عليٌّ ، احترمهم محمدٌ ، فهنا وجب تقديم ضمير المفعول بهوتأخير الفاعل .
- إذا كان الفاعل مشتملا على ضمير يعود على المفعول به : مثل : قرأ الكتابَ صاحبُه ، وقوله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات فأتمهن " ، وذلك حتى لايعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة ، فالمفعول في المثالين واجب التقديم ، والضمير في الفاعل عائد على متقدم لفظًا متأخر رتبة : وهذا جائز ، ولا يجوز تقديم الفاعل وتأخير المفعول ، فلا نقول : قرأ صاحبُه الكتابَ .
حكم عود الضمير من الفاعل على المفعول ، ومن المفعول على الفاعل :
عود الضمير من المتأخر على المتقدم :
يجوز بالإجماع عود الضمير من المتأخر على المتقدم ، سواء أكان المتأخر فاعلا أم مفعولا ، فمثال عود الضمير من الفاعل المتأخر على المفعول المتقدم : قوله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات فأتمهن " ، ومثال عود الضمير من المفعول المتأخر على الفاعل المتقدم : أطاع الولدُ أباه ..
عود الضمير من المتقدم على المتأخر :
- يجوز عود الضمير من المفعول المتقدم على الفاعل المتأخر ، مثل : أفادت صاحبَها الرياضةُ ،
- لا يجوزعود الضمير من الفاعل المتقدم على المفعول المتأخر ، لا نقول: قرأ صاحبُه الكتابَ ؛ لأن الضمير عاد على متأخر لفظًا ورتبة.
ثالثًا : جواز تقدم المفعول به وتأخر الفاعل :
يجوز تقديم المفعول به على الفاعل ، أو تقدم الفاعل على المفعول به : إذا لم يجب تقديم أحدهما أو يمتنع ، مثل : أكرم خالدٌ عليًا ، أكرم عليًا خالدٌ .
ثامنًا : الفاعل لا يتعدد :
إذا كان الخبر يتعدد والنعت يتعدد ، والحال يتعدد ، فإن الفاعل لا يتعدد ، فإن قلت : قام عمرُ وخالدٌ ومحمدٌ وعليٌّ ، كان ( عمرُ ) فاعلًا ، وكانت الأسماء الأخرى معطوفة مرفوعة ، انظر درس : التوابع : رابعًا :العطف ، أنواعه ، ( هنـــــــا ) .
أين نجد الفاعل ؟ ، ما العامل في رفع الفاعل ؟
نجد الفاعل دائما بعد الفعل ، فالفعل هو من يرفع الفاعل ، ولا تجد فعلا بلا فاعل ، ولكن هل هناك أفعال بلا فاعل ؟ ، ويرى النحاة أن هناك أفعال لاتحتاج إلى فاعل وهي : الأفعال التي تلحقها " ما " الكافة ، مثل : طالما ، قلَّما ، فنقول في :
قلَّما يصدق الكذوب :
قلَّ : فعل ماض مبني على الفتح .
ما : لك فيها وجهان :
- حرف كاف مبني على السكون لامحل له من الإعراب .
- حرف مصدري ونصب مبني على السكون لامحل له من الإعراب .
يصدق : فعل مضارع مرفوع بالضمة .
الكذوب : فاعل للفعل يصدق مرفوع بالضمة .
أسماء ترفع الفاعل ( أشباه الفعل ) ، مثل :
- اسم الفعل ، مثل : صه : اسم فعل أمر مبني على السكون لامحل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت ، ومثل : هيهات النجاح ، أوه .
- اسم الفاعل ، مثل : هذا رجل مُجِدٌ ابنُه ، ابنه : فاعل مرفوع بالضمة ، ورافعه اسم الفاعل مُجِد . انظر درس : صوغ اسم الفاعل وعمله ، ( هنـــــــا ) .
- صيغة المبالغة ، مثل : هذا رجل كريم خلقه ، خلقه : فاعل مرفوع بالضمة ، ورافعه صيغة المبالغة كريم . انظر درس : صوغ وعمل صيغ المبالغة ، ( هنـــــــا ) .
- الصفة المشبهة ، مثل : هذا رجل حسنٌ عمله ، عمله : فاعل مرفوع بالضمة ، ورافعه الصفة المشبهة حسن .
- الأسماء الجامدة التي تؤول بالمشتق ، مثل الأعداد في قولنا : هذا رجل عشرة أبناؤه : أبناؤه فاعل مرفوع بالضمة ، ورافعه الاسم الجامد عشرة ، والتقدير : هذا رجل بالغ أبناؤه عشرة ، انظر درس : الفرق بين الاسم الجامد والاسم المشتق ، وأنواع كل منهما ، ( هنـــــــا ) .
تعليقات: 0
إرسال تعليق