الفاعل وأحكامه ( 1 )
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2021/03/al-faeil-and-its-Provisions-1.html |
نحن نعلم أن الكلمة العربية إما أن تكون اسمًا أو فعلا أوحرفًا ، فهي لاتخرج عن واحد من هذه الثلاثة .وتعرفنا على الاسم ، انظر درس : تعريف الاسم وأقسامه ، ( هنـــا ) ، وتعرفنا على الاسم والفعل ، انظر درس : أقسام الكلمة ، ( هنـــا ) .
وتعرفنا على أنواع الفعل ، انظر درس : أنواع الفعل وعلامة كل نوع ، أولا : الأفعال المبنية ، ( هنــــا ) ، وانظر درس : أنواع الفعل ، ثانيا : الأفعال المعربة ، الأفعال الخمسة ، إعراب الفعل المضارع ( رفع ونصب وجزم الفعل المضارع ) ، ( هنـــا ) .
وانظر درس : أنواع الفعل : أنواع الفعل الصحيح ، وأنواع الفعل المعتل ، ( هنـــا ) .
وحيث إن الفعل لابد أن يكون تامًا غير ناقص ، والفعل يدل على حدث ، فإنه لابد له من محدثٍ يحدته ، أي لابد له من فاعل ، فالجملة الفعلية لها ركنان أساسيان ، هما الفعل والفاعل ، لذا يجب أن يكون لكل فعل فاعل يفعله ، لذا سيكون حديثنا عن الفعل وفاعله من خلال : الفاعل وأحكامه .
الفاعل :
الفاعل : هو اسم صريح ، أو مؤول ، أسند إليه فعلٌ مبني للمعلوم ، أو شبهه ، وهو مرفوع دائمًا ، ومتأخر عن الفعل دائمًا ، وإذا كان مؤنثًا أنث الفعل ، وإن كان مثنى أو جمعًا فلا يثنى الفعل ولا يجمع .
أنواع الفاعل : هو الذي يفعل الفعل ، فيدل على من فعل الفعل أو قام به ، وهو كلمة واحدة ، وهذه الكلمة إما أن تكون :
- اسمًا صريحًا ، مثل : قام الرجلُ ، ونعرب الرجلُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
- أو مصدرًا مؤولا ، مثل : يسعدني أن تزورني ( أي : زيارتُك ) . ونعرب أن تزورني : أن :حرف مصدري ونصب ، تزورني : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل : ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت ، والنون : للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من أن والفعل ( أن تزورني ) : في محل رفع فاعل بمعنى ( أي : زيارتُك ).
- وقد يكون الفاعل جملة ، وتعرب باعتبارها كلمة واحدة ، فتعرب على الحكاية ، مثل : تشفيني لا إله إلا الله . فنعرب : لا إله إلا الله : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخر الجملة منع من ظهورها حركة الحكاية .
- وقد يكون الفاعل ضميرًا مستترًا ، مثل : نوجه الظلاب إلى العمل ، فالفاعل هنا غير موجود وذلك لأنه مفهوم من الكلام ، وتقديره : نحن ، إذ نقول : نوجه نحن الطلاب ، فالفاعل هنا : ضمير مستتر وجوبًا تقديره : نحن ، وهكذا في : الدول تدعو إلى السلام ، وتذاكر دروسك ...... وهكذا .
أحكام الفاعل :
أحكام الفاعل مع فعله هي : الرفع ، وقوعه بعد الفعل ، لايستغنى عنه ،أن يكون مفردًا فلا يصح أن يدخل على الفعل علامة التثنية أو الجمع أو نون النسوة ، حذف فعله جوازًا أو وجوبًا ، تأنيث الفعل مع الفاعل المؤنث وجوبًا وجوازًا ،اتصال الفاعل بالفعل وانفصال المفعول .
أولا : الرفع :
الفاعل حكمه الرفع ، فهو دائما مرفوع ، وقد يجر الفاعل بحرف جر زائد : فيكون مرفوعًا بعلامة مقدرة ، وأكثر الحروف التي تزاد قبله هي ( الباء ، من ، اللام ) ، مثل :
ما بقي من أنصار للظالمين ، وتعرب : من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أنصار : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
ومثله : كفى بالله شهيدًا ، و كفى بالحق ناصرًا ، هيهات لنجاح المهمل ، فــالكلمات ( الله ، الحق ، نجاح ) تعرب : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
تنويه هام :
- يجب زيادة الباء مع الفاعل في صيغة التعجب التي على وزن ( أفعل به ) ، مثل قولنا : أكرم بالعربي :
ونعرب بالعربي : الباء حرف جر زائد مبني على الكسرلا محل له من الإعراب .
العربي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
علامات إعراب الفاعل :
علمنا أن الفاعل مرفوع دائمًا ، ويرفع الفاعل بعلامات الرفع الأصلية والفرعية ، الظاهرة والمقدرة ، وعلامات رفع الفاعل هي :
- الضمة ، وهي علامة أصلية :
يرفع الفاعل بالضمة إذا كان مفردًا ، أو كان جمعًا للتكسير ، أو جمعًا مؤنثًا سالمًا ، فنقول : حضر المعلمُ ، استمع الطلابُ ، وذهبت المعلماتُ ، فالفاعل في الأمثلة السابقة يعرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
- الألف ، وهي علامة فرعية :
يرفع الفاعل بالألف - نيابة عن الضمة - إذا كان مثنى ، فنقول : حضر المعلمان ، استمع الطلالبان ، وذهبت المعلمتان ، فالفاعل في الأمثلة السابقة يعرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
- الواو ، وهي علامة فرعية :
يرفع الفاعل بالواو - نيابة عن الضمة - إذا كان جمعًا مذكرًا سالمًا ، أو اسمًا من الأسماء الخمسة ، فنقول : حضر المعلمون ، استمع المهندسون ، فالفاعل في المثالين السابقين يعرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، ومثل : ذهب أبوك ، شرح ذو الفضل الدرس ، وفي المثالين السابقين يعرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه اسمًا من الأسماء الخمسة . .....
ثانيًا : وقوعه بعد الفعل :
يجب التزام الترتيب بين الفعل والفاعل أي : لابد أن يقع الفاعل بعد الفعل في الجملة ، مثل : نجح التلميذ ، سافر محمد ، فنعرب التلميذ ، محمد : فاعل مرفوع بالضمة .
فإذا تقدم الفاعل على الفعل صار مبتدأ والجملة الفعلية بعده خبر له ، مثل : التلميذ نجح ، محمد سافر ، فنعرب : التلميذ ، محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية بعده ، نجح ، سافر : جملة فعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، انظر درس : الجملة الاسمية : المبتدأ والخبر ، أولا : المبتدأ ، ( هنــــــا ) ، وانظر درس : الجملة الاسمية : المبتدأ والخبر ، ثانيًا : الخبر ، أنواع الخبر ، ( هنــــــا ) .
ثالثًا : لايستغنى عنه ( لا يحذف ، بل يستتر ) :
لابد لكل فعل من فاعل ، فلا يجوز حذف الفاعل والاستغناء عنه ، فإن ظهر الفاعل كان أفضل ، مثل : نجح التلميذ ، سافر محمد ، وإلا كان الفاعل ضميرًا مستترًا يفهم من الكلام ويقدر بضمير رفع منفصل مناسب ، مثل : التلميذ نجح ، محمد سافر ، فالفاعل للفعل : نجح ، سافر : ضمير مستتر تقديره " هو " ، انظر درس : الضمائر ، ( هنـــــا ) .
رابعًا : أن يكون مفردًا ، فلايصح أن يدخل على الفعل علامة التثنية أو الجمع أو نون النسوة :
يجب تجريد الفعل من ألف الاثنين أو واو الجماعة أو نون السوة إذا كان الفاعل اسمًا ظاهرًا مثنى أو جمعًا ، عند جمور العلماء ، فنقول : نجح التلميذان ، سافر المهندسون ، نجحت الفتيات ، فلا يصح أن نقول : نجحَا التلميذان ، سافرُوا المهندسون ، نجحْن الفتيات .
تنويه هام :
إذا اتصل بالفعل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو نون النسوة وكان الفاعل اسمًا ظاهرًا مثنى أو جمعًا ، فعند قولنا : ينجحَان التلميذان ، سافرُوا المهندسون ، نجحْن الفتيات . يؤول مثل هذا بأحد أوجه الإعراب التالية :
- فعل ، والضمير المتصل يعرب فاعلًا ، ويكون الاسم الظاهر بعده : مبتدأ مؤخرًا ، والجملة من الفعل والفاعل : خبر مقدم .
فنقول في سافرُوا المهندسون : سافرُوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة : ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل ،والمهندسون : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة من الفعل والفاعل : في محل رفع خبر مقدم . انظر درس : الضمائر ، ( هنـــــا ) .
- فعل ، والضمير المتصل يعرب فاعلًا ، ويكون الاسم الظاهر بعده : بدل من الضمير المتصل .
فنقول في سافرُوا المهندسون : سافرُوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة : ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل ،والمهندسون : بدل مطابق مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .انظر درس : التوابع ، أولا : البدل ، أنواعه ، ( هنـــــا ) .
- في لهجة ( أكلوني البراغيث ، أي : التي تلحق آخر الفعل علامات التثنية والجمع ) : فاعل ، وألف الاثنين أو واو الجماعة أو نون النسوة حروفًا تدل على التثنية أوالجمع ، ويكون الاسم الظاهر بعده : فاعل .
فنقول في سافرُوا المهندسون : سافرُوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، و واو الجماعة : حرف دال على الجماعة مبني على السكون لامحل له من الإعراب ، والمهندسون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، وهذا في لغة طيء ( لغة : أكلوني البراغيث ) وهو قليل .
خامسًا : حذف فعله جوازًا أو وجوبًا :
قد يحذف الفعل ويبقى الفاعل ( جوازًا أو وجوبًا ) :
فيحذف فعل الفاعل جوازًا :
إن دل عليه دليل ، كأن يكون جوابًا لاستفهام ، مثل : من حضر اليوم ؟ فتجيب : علي .
فــ علي : فاعل مرفوع بالضمة وفعله محذوف جوازًا ، تقديره : حضر علي .
ويحذف فعل الفاعل وجوبًا :
يجب حذف فعل الفاعل : إذا فسر بفعل بعد الفاعل كأن يقع بعد " إن " أو " إذا " الشرطيتين : بمعنى : إذا دخلت على الاسم كلمة لاتدل إلا على جملة فعلية ، وكان هناك فعل يفسر الفعل المحذوف) ، مثل : إن عليُّ حضر فأكرمه : فــ علي : فاعل مرفوع بالضمة وفعله محذوف وجوبًا يفسره الفعل حضر المذكور بعده ، والتقدير : إن حضر عليُّ فأكرمه .
ونجد هنا أن حرف " إن " لايدل إلا على جملة فعلية ، أي : يشترط وجود فعل بعده ، وهناك فعل مفسر له هو حضر ، كأنه عوض عن الفعل المحذوف ، و مثل قوله تعالى : " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره " ، ومثال ذلك : إذا ، مثل : " إذا السماء انشقت "
تعليقات: 0
إرسال تعليق