المفعول به وأحكامه
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2021/04/The-object-and-its-provisions.html |
لكي نتحدث عن المفعول به يجب أن نذكر الجملة الفعلية .
الجملة الفعلية :
الجملة الفعلية : هي التي تبدأ بفعل تام غير ناقص ، انظر درس : قراءة في نواسخ المبتدأ والخبر 1 ، ( هنـــــــا ) .
وحيث إن الفعل لابد أن يكون تامًا غير ناقص ، والفعل يدل على حدث ، فإنه لابد له من محدثٍ يحدته ، أي لابد له من فاعل ، فالجملة الفعلية لها ركنان أساسيان ، هما الفعل والفاعل ، لذا يجب أن يكون لكل فعل فاعل يفعله .
و تتكون من : فعل + فاعل . وفي بعض الجمل يتعدى الفعل مفعول به أو أكثر ليتم المعنى والفائدة للجملة ، وهنا تتكون الجملة من : فعل + فاعل + مفعول به .
أقسام الفعل :
- ينقسم الفعل حسب الزمن إلى : فعل ماض ، أو فعل مضارع ، أو فعل أمر ، انظر درس : أنواع الفعل ، علامة كل نوع ، أولا : الفعل المبني ، ( هنــــــــا ) . وانظر درس : ثانيًا : الأفعال المعربة ، الأفعال الخمسة ، إعراب الفعل المضارع ، ( هنــــــــا ) .
- وينقسم الفعل حسب الصحة والإعلال إلى : فعل صحيح وفعل معتل ، انظر درس : أنواع الفعل ، أنواع الفعل الصحيح ، وأنواع الفعل المعتل ، ( هنــــــــا ) .
- ينقسم الفعل حسب احتياجه إلى مفعول به إلى : فعل لازم وفعل متعدٍ ، فالفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله ولا يحتاج إلى مفعول به فهو عاجز عن الوصول إلى المفعول به ، ويتعدى إلى مفعوله بحرف جر ، أو ظرف ومضاف إليه . انظر درس : الفعل اللازم والفعل المتعدي ، ( هنـــــا ) .
الفعل المتعدي :
والفعل المتعدي : هو الذي لايكتفي بالفاعل ويحتاج إلى مفعول به أو أكثر؛ ليتمم معنى الجملة ومنه :
- أفعال تنصب مفعولا واحدًا ، مثل : كسر الولدُ الزجاجَ . انظر درس : الفعل اللازم والفعل المتعدي ، ( هنـــــا ) .
- أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ( ظن وأخواتها ) ، مثل : ظننتُ الولدَ قائمًا ،انظر درس : الأفعال التي تنصب مفعولين : ظن وأخواتها ، نواسخ المبتدأ والخبر ، ( هنــــــــا ) .
- أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ( أعطى وأخواتها ) ، مثل : أعطيتُ الفقيرَ مالا . انظر درس : ( أعطى وأخواتها ) ، أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، ( هنـــــــأ ) .
- أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل ( أَرى ، أعْلَمَ ، أَنْبَأ ، نَبّأ ، أخَبْرَ ، خَبّرَ ، حَدّث ) ، مثل : أعلم السائقُ الركابَ السيارةَ معطلةً . انظر درس : ( أعْلَمَ وأخواتها ) ، أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل ، ( هنـــــــا ) .
تعريف المفعول به :
المفعول به : هو اسم منصوب يذكر للدلالة على من وقع عليه فعل الفاعل ، ويسبقه فعل من الأفعال المتعدية أي التي تحتاج مفعولًا أو أكثر ؛ ليتم معنى الجملة ، مثل : أكرمت الدولةُ المتفوقين ، منح الله مصر نهرًا خالدًا .
إعراب المفعول به :
إعراب المفعول به : يكون منصوب دائمًا ، أو في محل نصب ، أو يجر لفظًا بحرف جر الباء ومن الزائدتين .
- يكون منصوبًا ، مثل : قرأتُ الكتابَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
- ويكون في محل نصب ، مثل : الكتاب قرأتُه : الهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به .
- ويكون مجرورًا بالباء الزائدة ، مثل : علمتُ بالأمر : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال الرحل بحرف الجر الزائد ، والأصل : علمتُ الأمر .
- ويكون مجرورًا بمن الزائدة وذلك إذا كان نكرة بعد نفي أو استفهام ، مثل : ماعلمتُ من شيء : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال الرحل بحرف الجر الزائد ، والأصل : ماعلمتُ شيئًا .
علامات إعراب المفعول به :
ينصب المفعول به بالعلامات التالية : ( الفتحة ، الياء ، الألف ، الكسرة ) :
- الفتحة : ينصب المفعول به بالفتحة إذا كان مفردًا، مثل : نظّف عمرو السيارةَ ، فـ السيارةَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، وإذا كان جمع تكسير، مثل : يستقبل المعلمُ الطلابَ ، فـ الطلابَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
- الياء : ينصب المفعول به بالياء إذا كان مثنى ، مثل : نظّف عمرو السيارتين ، فـ السيارتين مفعول به منصوب بالياء ؛ لأنّه مثنى ، أو جمع مذكر سالم ، مثل : يستقبل عمرو المهندسين ، فـ المهندسين : مفعول به منصوب بالياء ؛ لأنّه جمع مذكر سالم .
- الألف : ينصب المفعول به بالألف إذا كان اسمًا من الأسماء الخمسة ، مثل : قابلتُ أباك ، فـ أباك : مفعول به منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الخمسة . انظر درس : أسرار الأسماء الخمسة ( الستة ) ، ( هنــــــــا ) .
- الكسرة : ينصب المفعول به بالكسرة إذا كان جمعًا مؤنثًا سالمًا ، مثل : نظّف عمرو السيارات ، فـ السيارات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنّه جمع مؤنث سالم .
أشكال المفعول به :
أشكال المفعول به :
- اسمًا ظاهرًا ، مثل : نظّف عمرو السيارةَ ، نعرب السيارة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
- ضميرًا متصلًا ، مثل : الكتاب قرأتُه ، نعرب الهاء : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به .
- ضميرًا منفصلًا ، مثل قوله تعالى :" إياك نعبد وإياك نستعين " ، نعرب إياك : ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به .
- مصدرًا مؤولًا ، مثل : عرفت أنك قادمٌ : أي : عرفت قدومك ، أو تستطيع أن تتفوق : أي : تستطيع التفوقَ ، نعرب أنك قادم : أن واسمها وخبرها مصدر مؤول في محل نصب مفعول به ، ونعرب أن تتفوق : مصدر مؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به .
- مجرورًا بحرف جر أصلي ، مثل : أمسكتُ بالقلم ، نعرب بالقلم :اسم مجرور بحرف الجر ، وشبه الجملة في محل نصب مفعول به .
- جملة مؤولة بمفرد ، مثل : ظننتك تجتهد ، أي : مجتهدًا .
- جملة غير مؤولة ، مثل قوله تعالى : " قال إني عبد الله " .
- بعد المشتقات العاملة عمل فعلها كالمصدر ، مثل : إعدادك الدرسَ مفيد ، واسم الفاعل ، مثل : هو الكاتب الكتابَ أمس ، انظر درس : صوغ اسم الفاعل وعمله ، ( هنــــــــا ) . وصيغة المبالغة ، مثل : هو حمّال أعباءهم ، انظر درس : صوغ وعمل صيغ المبالغة ، ( هنــــــــا ) . واسم الفعل ، مثل : دونك الكتابَ .
أشكال نحوية تأتي مفعولا به دائمًا :
أولا : ما يعرب مفعولاً به منصوبًا لفعل محذوف :
- المختص في أسلوب الاختصاص : مثل : نحن العربَ - نعشق التفرق .
- المغري به في أسلوب الإغراء: مثل : الصدقَ الصدقَ يا إنسان .
- المحذر منه في أسلوب التحذير، مثل: إياك والكسل .
- الكلمات : أهلًا ، وسهلًا ، ومرحبًا ، تعرب مفعولًا به لفعل محذوف والتقدير : جئت أهلًا ، ووطئت سهلًا ، وصادفت مرحبًا ..
ثانيًا : الضمائر الآتية :
كاف الخطاب ، ياء المتكلم ، هاء الغياب ، إذا اتصلت بآخر الفعل فإعرابها : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ، مثل : أسعدك محمدٌ بتفوقه ،القاهرة بناها الفاطميون ، و حدثــها محمد علي ، وغالبًا ما بعد الضمير يعرب : فاعلًا مرفوعًا .
ثالثًا : ما عدا ، ماخلا :
يعربان فعلين ماضيين،وما بعدهما مفعول به منصوب ، مثل : قرأت جميع قواعد النحو ماعدا قاعدةً .
رابعًا : قال ، يقول :
الجملة التي تأتي بعدهما تعرب جملة مقول القول في محل نصب مفعول به ، مثل : قال أبوك : إنك مجتهد .
خامسًا : صيغة ما أَفْعَلَ التعجبية :
يأتي بعدها مباشرة المتعجب منه ، وإعرابه : مفعول به منصوب ، مثل : ماأجْمَل انتصار الحق أي : أن ينتصر الحق .
اتصال الفاعل بالفعل وانفصال المفعول :
الأصل أن يكون ترتيب الجملة الفعلية : فعل + فاعل + المفعول به إن كان الفعل متعديًا ، فيتصل الفعل بالفاعل ؛ لأنهما كالكلمة الواحدة ، والفاعل جزء من الفعل ، أما المفعول به : فالأصل فيه أن ينفصل عن الفعل ويتأخر عن الفاعل ، أي : يأتي بعد الفاعل ، ولكنه قد يتقدم عليه .
ترتيب المفعول به مع الفاعل :
أولا : وجوب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به :
يجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به في أربعة مواضع هي :
- إذا خيف اللبس : إذا كنا لانستطيع التمييز بين الفاعل والمفعول به بسبب خفاء الإعراب ، مثل : ساعد عليٌ محمدًا ، وأكرم صديقي أخي ، فلو قدمنا المفعول به على الفاعل لم نعرف الحقيقة ، من فعل الفعل ؟ ، ومن وقع عليه فعل الفاعل ؟ ؛ وذلك لعدم وجود قرينة تدل على الفاعل ، فإن وجدت القرينة فيمكن تقديم المفعول به على الفاعل ، مثل : أتعب ليلى الحمى ، فالقرينة هنا معنوية ، أكرمت موسى ليلى ، والقرينة هنا تاء التأنيث . وأجاز بعض العلماء تقديم المفعول به ولو لم توجد قرينة .
- إذا كان الفاعل ضميرًا ، والمفعول به اسمًا ظاهرًا : مثل : أكرمتُ الرجلَ ، فهمتَ الدرسَ ، فإن كان الفاعل ضميرًا محصورًا ، وجب تأخيره ، مثل : ما أكرم الرجلَ إلا أنا ، ما فهم الدرس إلا أنت .
- إذا كان الفاعل والمفعول به ضميرين ، ولا حصر في أحدهما ، مثل : أكرمتُكَ كما أكرمتَنِي ، ساعدتُهُ ، فهنا وجب تقديم ضمير الفاعل وتأخير ضمير المفعول به .
- إذا كان المفعول محصورًا " بإلا " أو " بإنما " ، مثل : ما ضرب المعلمُ إلا الطالبَ ، إنما يضرب المعلمُ الطالبَ ، فيجب تأخير المحصور فيه دائمًا سواءً أكان الفاعل أو المفعول به .
تنويه : هناك آراء أخرى حول تقديم المحصور " بإلا " أو " إنما " ، منها :
- لايجوز تقديم المحصور فيه إذا كان الحصر " بإنما " سواءً أكان الفاعل أو المفعول به .
- وإن كان الحصر " بما " أو " إلا " .فيجوز تقديم المحصور إذا تقدم معه " إلا " ، مثل : لم يدر إلا اللهُ ما فعلت ، فمازاد إلا ضِعفَ مابي كلامُها .
- يمتنع تقديم المحصور " بإلا " فاعلا كان أو مفعولا به ، ويجب تأخيره .
- يجوز تقديم المحصور بإلا إن كان مفعولا به ، مثل : ما ضرب إلا الطالبَ المعلمُ ، ولايجوز تقديم المحصور بإلا إن كان فاعلا ، مثل : ما ضرب الطالبَ إلا المعلمُ .
ثانيًا : وجوب تقديم المفعول به وتأخير الفاعل :
يجب تقديم المفعول به وتأخير الفاعل في المواضع التالية :
- إذا كان الفاعل محصورًا " بإلا " أو " بإنما " ، مثل : ما ضرب الطالبَ إلا المعلمُ ، إنما ينكر الفضلَ لئيمُ ، فيجب تأخير المحصور فيه الفاعل وتقديم المفعول به .
- إذا كان المفعول به ضميرًا متصلا بالفعل ، والفاعل اسمًا ظاهرًا ، مثل : أكرمني عليٌّ ، احترمهم محمدٌ ، فهنا وجب تقديم ضمير المفعول بهوتأخير الفاعل .
- إذا كان اتصل بالفاعل ضميرًا يعود على المفعول به : مثل : قرأ الكتابَ صاحبُه ، وقوله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات فأتمهن " ، وذلك حتى لايعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة ، فالمفعول في المثالين واجب التقديم ، والضمير في الفاعل عائد على متقدم لفظًا متأخر رتبة : وهذا جائز ، ولا يجوز تقديم الفاعل وتأخير المفعول ، فلا نقول : قرأ صاحبُه الكتابَ . انظر درس : الفاعل وأحكامه ( 1 ) ، ( هنــــــا ) . انظر درس : الفاعل وأحكامه ( 2 ) ، ( هنــــــا ) .
حكم عود الضمير من الفاعل على المفعول به ، ومن المفعول به على الفاعل :
عود الضمير من المتأخر على المتقدم :
يجوز بالإجماع عود الضمير من المتأخر على المتقدم ، سواء أكان المتأخر فاعلا أم مفعولا ، فمثال عود الضمير من الفاعل المتأخر على المفعول المتقدم : قوله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربُه بكلمات فأتمهن " ، ومثال عود الضمير من المفعول المتأخر على الفاعل المتقدم : أطاع الولدُ أباه ..
عود الضمير من المتقدم على المتأخر :
- يجوز عود الضمير من المفعول به المتقدم على الفاعل المتأخر ، مثل : أفادت صاحبَها الرياضةُ ،
- لا يجوزعود الضمير من الفاعل المتقدم على المفعول به المتأخر ، لا نقول: قرأ صاحبُه الكتابَ ؛ لأن الضمير عاد على متأخر لفظًا ورتبة.
ثالثًا : جواز تقدم المفعول به وتأخر الفاعل :
يجوز تقديم المفعول به على الفاعل ، أو تقدم الفاعل على المفعول به : إذا لم يجب تقديم أحدهما أو يمتنع ، مثل : أكرم خالدٌ عليًا ، أكرم عليًا خالدٌ .
تعليقات: 0
إرسال تعليق