-->

متابعة

ذو القرنين وملك الهند

ذو القرنين وملك الهند
https://www.mr-alihamoud.com/2021/12/Dhul-Qarnayn-and-the-King-of-India.html


قرأت لك:

هي سلسلة جديدة سأتناول فيها بإذن الله تعالى بعض ما قرأت لك من القصص والكتب لعلي أستفيد منها وأنقل إليكم بعضًا منها ؛ لنشر العلم لمحبينا ومتابعينا. 

الإسكندر يتوجه إلى الهند:

إن الإسكندر ذا القرنين الرومي لما فرغ من أمر الملوك الذين كانوا بناحية المغرب، سار يريد ملوك الشرق من الفرس وغيرهم؛ فلم يزل يحارب من نازعه ويواقع من واقعه، ويسالم من وادعه من ملوك الفرس، وهم الطبقة الأولى، حتى ظهر عليهم وقهر من ناوأه وتغلب على من حاربه؛ فتفرقوا وتمزقوا، فتوجه بالجنود نحو بلاد الصين؛ فبدأ في طريقه بملك الهند؛ ليدعوه إلى طاعته والدخول في ملته وولايته. 

ملك الهند يعدالعدة لقتال الإسكندر:

وكان على الهند في ذلك الزمان ملك ذو سطوة وبأس وقوة ومراس، يسمى: فورٌ
فلما بلغه إقبال ذي القرنين نحوه تأهب لمحاربته، واستعد لملاقاته، وجد في التغلب عليه؛ وجمع له العدة من الفيلة المعدة للحروب، والسباع المتحفزة للقتال؛ مع الخيول المسرجة والسيوف، والحراب.

تخوف ذي القرنين من المعركة: 

فلما قرب ذو القرنين من فور الهندي وبلغه ما أعد له من الخيل التي كأنها قطع الليل مما لم يلقه بمثله أحد من الملوك الذين كانوا في الأقاليم، تخوف ذو القرنين من تقصير يقع به إن عجل المبارزة معه. 
وكان ذو القرنين رجلاً ذا حيل ومكايد، مع حسن تدبير وتجربة، فرأى إعمال الحيلة والتمهل في الحرب، فأمر بحفر خندقٍ حول معسكره؛ وأقام بمكانه للتفكير في الحيلة والتدبير لأمره؛ وكيف ينبغي له أن يقدم على الإيقاع به.
واستدعى أهل الشورى، واتفقوا على تحديد يوم لمحاربة ملك الهند والنصرة عليه.

حيلة ذي القرنين:

وكان ذو القرنين لا يمر بمدينة إلا أخذ الصُناع المشهورين من صناعها بالحذق من كل صنف. فدلته فطنته أن يطلب من الصُناع الذين معه في أن يصنعوا خيلاً من نحاس مجوفة، عليها تماثيل من الرجال، على بَكرٍ تجري ( إطارات السيارات )، حتى إذا دفعت مرت سراعًا. 
وأمرهم إذا فرغوا منها أن تُحشى أجوافها بالنفط والكبريت؛ وأن تكون أمام الصف في قلب الجيش. وعندما يلتقي الجمعان تضرم فيها النيران. 
فإن الفيلة إذا لفت خراطيمها على الفرسان وهي حامية، ولت هاربة، وأوعز إلى الصُناع بالتشمير والانكماش والفراغ منها. فجدوا في ذلك وعجلوا. وقرب أيضًا وقت الحرب المتفق عليه مع أهل الشورى

ذو القرنين يطلب من فورالاستسلام والخضوع:

أعاد ذو القرنين رسله إلى فور يدعوه إليه من طاعته والإذعان لدولته. فأجاب جواب المصر على مخالفته، المقيم على محاربته. 
فلما رأى ذو القرنين عزمه على الحرب؛ سار إليه بأهبته.

الحرب:

وقدم فور الفيلة أمامه، ودفعت الرجال تلك الخيل وتماثيل الفرسان؛ فأقبلت الفيلة نحوها، ولفت خراطيمها عليها. 
فلما أحست بالحرارة ألقت من كان عليها، وداستهم تحت أرجلها، ومضت مهزومة هاربة، لا تلوي على شيءٍ ولا تمر بأحدٍ إلا وطئته قتلته. 
وتقطع فورٍ وجمعه، وتبعهم أصحاب الإسكندر؛ واثخنوا فيهم الجراح والقتل.

ذو القرنين يدعو ملك الهند للمبارزة:

وصاح الإسكندر: يا ملك الهند أبرز إلينا، وأبق على عدتك وعيالك، ولا تحملهم على الفناء. فإنه ليس من المروءة أي يرمي الملك بعدته في المهالك المتلفة والمواضع المجحفة، بل يقيهم بماله ويدافع عنهم بنفسه. فتعال إليَّ وبارزني ودع الجند بعيدًا عن قتالنا، فأينا قهر صاحبه فهو الأسعد. 
فلما سمع فور من ذي القرنين ذلك الكلام دعته نفسه لملاقاته طمعًا فيه؛ وظن ذلك فرصةً. 
فبرز إليه الإسكندر؛ فتقاتلا على ظهري فرسيهما ساعات من النهار لا يلقى أحدهما من صاحبه فرصةً؛ ولم يزالا يتعاركان مدة من النهار. 
فلما أعيا الإسكندر أمره ولم يجد له فرصةً ولا حيلة؛ صاح ذو القرنين في عسكره صيحة عظيمة ارتجت لها الأرض والعساكر؛ فالتفت فورٌ عندما سمع الصيحة، وظنها مكيدة في عسكره؛ فعاجله ذو القرنين بضربة أمالته عن سرجه، وتبعه بأخرى؛ فوقع على الأرض ميتًا. 

خضوع الهند لذي القرنين:

فلما رأت الهند ما نزل بهم، وما صار إليه ملكهم؛ حملوا على الإسكندر فقاتلوه قتالًا أحبوا معه الموت. فوعدهم ذو القرنين من نفسه الإحسان، ومنحه الله أكتافهم؛ فاستولى على بلادهم، وملَّك عليهم رجلاً من ثقاته. وأقام بالهند حتى استوثق مما أراد من أمرهم واتفاق كلمتهم؛ ثم انصرف عن الهند وخلف ذلك الرجل عليهم. 
مضى متوجهًا نحو ما قصد له. فلما بعد ذو القرنين عن الهند بجيوشه.

تولي دبشليم ملكًا على الهند: 

تغيرت الهند عما كانوا عليه من طاعة الرجل الذي خلفه عليهم؛ وقالوا: لايصلح للسياسة ولا ترضى الخاصة والعامة أن يملكوا عليهم رجلًا ليس منهم ولا من أهل بيوتهم. 
فإنه لا يزال يستذلهم ويستقلهم. واجتمعوا يملكون عليهم رجلًا من أولاد ملوكهم؛ فملكوا عليهم ملكًا يقال له دبشليم؛ وخلعوا الرجل الذي كان خلفه عليهم الإسكندر. فلما استوى له الأمر، واستقر له الملك. وكان مع ذلك مؤيدًا مظفرًا منصورًا. فهابته الرعية.

طغيان دبشليم وظلمه: 

فلما رأى ما هو عليه من الملك والسطوة، عبث بالرعية واستصغر أمرهم وأساء السيرة فيهم. وكان لا ترتقي حاله إلا ازداد عتوًا، فمكث على ذلك فترة من الزمن، حتى جاء من ألهاه عن الرعية بحيلة ذكية، إنه بيدبا الفيلسوف
وسيكون لقاءنا القادم عن حيلة بيدبا الفيلسوف. إن شاء الله تعالى.

الـــدرس القــــــادم 

حيلة بيدبا الفيلسوف

 ( هنــــــــا )  

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم ؛ لتعم الفائدة . 
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق