-->

متابعة

اللص والتاجر

اللص والتاجر
https://www.mr-alihamoud.com/2021/12/The-thief-and-the-merchant.html

قصة اللص والتاجر:

قصة اللص والتاجر: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله:
يقال: إنه كان رجلٌ تاجرٌ، وكان له شريكٌ، فاستأجرا حانوتًا ( دكانًا ) أو مخزنًا، وجعلا بضاعتهما ومتاعهما فيه، وجعلا لكل واحد منهما مكانا يضع فيه بضاعته، واقتسما الدكان سويا ، هذا الجانب للتاجر ، الجانب الآخر لصديقه. 
وكان أحدهما يسكن قريبًا من الحانوت؛ فأضمر في نفسه أن يسرق بعضًا من بضاعة صاحبه ليلا؛ ومكر الحيلة في ذلك.

وقال: إن أتيت ليلاً لم آمن أن أعرف أني قد أحمل بضاعة من بضاعتي أو رزمة من رزمي ولا أعرفها؛ فيذهب عنائي وتعبي باطلاً. فأخذ رداءه، وألقاه على شيئا من بضاعة صاحبه.، ثم انصرف إلى منزله. 
وجاء رفيقه بعد ذلك ليصلح بضاعته، فوجد رداء شريكه على بعضٍ من بضاعته.
فقال: والله هذا رداء صاحبي؛ ولا أحسبه إلا قد نسيه. وما الرأي أن أدعه هاهنا؛ ولكن أجعله على بضاعته؛ فلعله يسبقني إلى الحانوت فيجده حيث يحب. 
ثم أخذ الرداء فألقاه على شوال من بضاعة رفيقه.
وجاء الرجل ليلا ومعه رجلٌ قد وافقه ليساعده على ما عزم عليه، وضمن له نصيبا من السرقة.
فصارا إلى الحانوت؛ فالتمس الرجل الرداء في الظلمة فوجده على الشوال؛ فحمل ذلك الشوال؛ وأخرجه هو والرجل، وجعلا يتبادلان على حمله؛ حتى أتى منزله، ورمى نفسه تعبًا. 
فلما أصبح افتقده فإذا هو بعض من بضاعته؛ فندم أشد الندامة. 
ثم انطلق نحو الحانوت، فوجد شريكه قد سبقه إليه ففتح الحانوت ووجد الشوال مفقودًا: فاغتم لذلك غمًا شديدًا؛ وقال: واسوءتاه من رفيق صالحٍ قد ائتمنني على ماله وخلفني فيه! ماذا يكون حالي عنده؟ ولست أشك في تهمته إياي. 
ولكن قد عزمت نفسي على تعويضه ودفع ثمنه له. 

ثم أتى صاحبه فوجده مغتمًا، فسأله عن حاله: فقال: إني قد تفقدت البضاعة، وفقدت شوالا من بضاعتك، ولا أعلم بسببه؛ وإني لا أشك في تهمتك إياي بالسرقة؛ وإني  قد عزمت نفسي على تعويضك ودفع ثمنه لك. 
فقال له: يا أخي لا تغتم: فإن الخيانة شر ما عمله الإنسان، والمكر والخديعة لا يؤديان إلى خيرٍ؛ وصاحبهما مغرور أبداً، وما عاد وبال البغي إلا على صاحبه.
قال الرجل: وكيف كان ذلك؟ 
فأخبره بخبره، وقص عليه قصته. 
فقال له رفيقه: ما مثلك إلا مثل اللص والتاجر
فقال له: وكيف كان ذلك؟ قال: زعموا أن تاجرًا كان له في منزله خابيتان من الفخار إحداهما مملوءة حنطة، والأخرى مملوءة ذهباً. فترقبه بعض اللصوص زمانا من الوقت، حتى إذا كان بعض الأيام تشاغل التاجر عن المنزل؛ فاستغفله اللص، ودخل المنزل، وكمن في بعض نواحيه. 
فلما هم بأخذ الخابية التي فيها الدنانير أخذ التي فيها الحنطة، وظنها التي فيها الذهب؛ ولم يزل في كدٍ وتعبٍ حتى أتى بها منزله فلما فتحها وعلم ما فيها ندم. 
قال له الخائن: ما أبعدت المثل، ولا تجاوزت القياس؛ وقد اعترفت بذنبي وخطئي عليك، وعزيز علي أن يكون هذا كهذا. 
غير أن النفس الرديئة تأمر بالفحشاء. فقبل الرجل معذرته، وأضرب عن توبيخه وعن الثقة به.

قصة القنبرة والفيل:

يحكى: أن قنبرةً اتخذت أدخيةً ( عش مختبئ في الأرض ) وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان للفيل مكان يشرب منه ويتردد إليه. 
فمر ذات يوم على عادته ليشرب من مورده؛ فوطئت رجله عش القنبرة؛ وكسر وهشم بيضها وقتل فراخهاوصغارها. 
فلما عادت ونظرت إلى ماحدث لعشها وصغارها، علمت أن الذي فعل ذلك هوالفيل لاغيره. 
فطارت فوقعت ووقفت على رأسه باكيةً.
ثم قالت: أيها الملك الفيل لم كسرت بيضي وقتلت فراخي، وأنا في جوارك؟، أعيش في كنفك وأمنك، أفعلت هذا استصغارًا منك لأمري واحتقارًا لشأني. 
قال: هو ذاك الذي قلتيه هو الذي جعلني أفعل ذلك، وافعلى ما يحلو لك، فأنا في انتظارك ههههه. 
فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما أصابها من الفيل؛ فقلن لها: وما عسى أن نفعل معه وهو الفيل الضخم ونحن الطيور؟لاحيلة لنا؟

 فقالت: عندي حيلة أريد منكم معاونتي على تنفيذها، فأنا وحدي ضعييفة ولكني بكم قوية قادرة على هزيمته.
وقالت للعقاعق والغربان: أحب منكن أن تأتين معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيلةً أخرى. فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل، فهجمن على الفيل، ولم يزلن ينقرن عينيه حتى فقأن عينيه وذهبن بهما. فأصبح أعمى لايرى ولا يهتدي إلى طريق مطعمه ولامشربه إلا ما يأكله أو يجده من موضعه. 
فلما أتممن المهمة وأبلغن القنبرة نجاح مهمتهن. 

فلما علمت ذلك منههن، وتيقنت من فعلهن، جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثير، فشكت إليها ما أصابها من الفيل.
قالت الضفادع: ما حيلتنا نحن الضفادع الصغار التي لاحيلة لها في عِظم الفيل وقوته وجبروته؟، وماذا نحن فاعلون معه؟ وكيف لنا أن ننال منه؟. 
قالت: أحب منكن أن تمشين معي إلى وهدةٍ قريبةٍ منه ( أرض حفرتها السيول المتدفقة ) أرض منخفضة جدا، فتنققن فيها، وتضججن بأصواتكن، وتزدن في النقيق. 
فإنه إذا سمع أصواتكن؛ لم يشُك في وجود الماء، وحين يذهب إليها ليشرب منها؛ فيسقط فيها. فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية، فسمع الفيل نقيق الضفادع، وقد أجهده وأتعبه العطش، فأقبل مسرعًا - وهو لايرى- حتى وقع في الوهدة، فارتطم فيها؛ فكسرت جمجمته وتهشمت رأسه، وكسرت قدمه. 
وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه؛ وقالت: أيها الطاغي الظالم المغتر بقوته المحتقر لأمري،الذي لم يحفظ غيبتي ، ولم يحافظ على جيرتي، وأخذتك العزة بالإثم، كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك؟
وهكذا استطاعت القنبرة رغم صغر حجمها وقلة جثتها أن تهزم الفيل مع عظم حجمه وضخامة جثته.

الشاهد من القصة:

من القصة السابقة نستنبط منها الكثير والكثير من الحكم والعبر التي لا حصر لها.
وأن الإنسان لا يقلل من نفسه، ولايخاف من عدوه مهما بلغت قوته وجبروته، فبالعقل والحيلة تستطيع الفوز والنصر على من يدعي أنه أقوى منك.
فالله كرمنا بالعقل، ووهبنا إياه للتدبر والتفكر، وألا ننساق وراء الأقاويل الزائفة، بل يجب أن ندافع عما نملك بكل قوة، وأن في اتحادنا قوة، وفي تفرقنا ضعف.
فأنت وحدك ضعيف، قوي بالجماعة، ويد الله مع الجماعة.

قصة الفقير واللص:

دع الملك للمالك فهو المدبر لك لا أحد غيره، يرزقك ويعلم ما تحتاجه ، فهو أعلم به منك.
فلا يليق بالعاقل أن يؤنب نفسه على ما فاته وليس في مقدوره منه شيء؛ فربما أتاح الله ما يهنأ به ولم يكن في حسبانه.
من أمثال ذلك أن رجلاً كان به فاقةٌ وفقر وعوز وجوعٌ وعُريٌ لايجد ما يلبسه، فألجأه ذلك إلى أن سأل أقاربه وأصدقاءه، فلم يكن عند أحد منهم فضل يعود به عليه، ولم يساعده أحد منهم. 
فبينما هو ذات ليلةٍ في منزله إذ أبصر بسارقٍ في منزله يحاول سرقته؛ فقال: والله ما في منزلي شيءٌ أخاف عليه: فليجهد السارق نفسه ويتعب فلن يجد شيئا، ثم جلس يتابع السارق. 
فبينما السارق يجول ويتحرك في المنزل بحثا عما يسرق؛ إذ وقعت يده على شوال فيه حنطةٌ ( قمح أو ششعير )، فقال السارق: والله ما أحب أن يكون عنائي الليلة باطلاً. ولعلي لا أصل إلى موضع آخر، ولكن سأحمل هذه الحنطة. 
ثم بسط قميصه ليصب عليه الحنطة. 
فقال الرجل: أيذهب هذا بالحنطة وليس لدي غيرها لأقتات منه؟، فيجتمع علي مع العُري ذهاب ما كنت أقتات به وآكل منه. 
وما تجتمع والله هاتان الخلتان على أحدٍ إلا أهلكتاه. 
ثم صاح بالسارق، وأخذ هراوةً ( عصا ضخمة غليظة ) كانت عند رأسه؛ فلم يكن للسارق حيلةٌ إلا الهرب منه، وترك قميصه ونجا بنفسه؛ فأخذ الرجل القميص وغدا به كاسيًا بعد أن كان عاريًا؟.

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها ومشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة . 
Mr Hamoud



Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق