الجلوس مع الملوك
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2022/06/Sitting-with-the-kings.html |
إن ما سأكتبه في الأسطر القليلة القادمة ماهي إلا بعض الخواطر التي استنبطتها وأنا اقرا في كتاب كليلة ودمنة، ففيها بعض الأمنيات وبعض الشطحات، فخذ منها ما يناسبك واترك منها مالا يناسبك.
القرب من الملوك:
اعلم أن القرب من الملوك أمر خطير فمن الناس من يدنو منهم لبطنه، ومنهم من يدنو منهم؛ ليسعد ويسعد من حوله ومنهم من يدنو منهم ليحقق رغباته ويهزم أعدائه.
والناس في قربهم من الملوك والحكام صنفين:
وإن الناس في قربهم من الملوك والحكام صنفين: صنف منهم لا مروءة له؛ وهم الذين يفرحون بالقليل ويرضون بالدون؛ كالكلب الذي يصيب عظمًا يابسًا فيفرح به.
وأما الصنف الآخر فهم أهل الفضل والمروءة فلا يقنعهم القليل، ولا يرضون به، دون أن تسموا به نفوسهم إلى ما هم أهلٌ له.
وهم أيضاً له أهلٌ؛ كالأسد الذي يفترس الأرنب، فإذا رأى الغزال تركها وطلب الغزال.
فأنت ترى أن الكلب يحرك ذيله حتى ترمى له الكسرة من الخبز، وأن الفيل المعترف بفضله وقوته إذا قدم إليه علفه لا يعتلفه حتى يمسح له صاحبه ويتملق له.
فمن عاش ذا مالٍ وكان ذا فضلٍ وإفضالٍ على أهله وإخوانه فهو وإن قل عمره طويل العمر. ومن كان في عيشه ضيقٌ وقلةٌ وإمساكٌ على نفسه وذويه فالميت أحيا منه.
فمن عاش ذا مالٍ وكان ذا فضلٍ وإفضالٍ على أهله وإخوانه فهو وإن قل عمره طويل العمر. ومن كان في عيشه ضيقٌ وقلةٌ وإمساكٌ على نفسه وذويه فالميت أحيا منه.
ومن عمل لبطنه وقنع وترك ما سوى ذلك عد من البهائم.
لكل إنسان منزلة وقدر:
واعلم أن لكل إنسانٍ منزلةً وقدرًا.
فإن كان في منزلته التي هو فيها متماسكًا، كان حقيقًا أن يقنع.
إن المنازل متنازعةٌ مشتركةٌ على قدر المروءة؛ فالمرء ترفعه مروءته من المنزلة الوضيعة إلى المنزلة الرفيعة؛ ومن لا مروءة له يحط نفسه من المنزلة الرفيعة إلى المنزلة الوضيعة.
إن الارتفاع إلى المنزلة الشريفة شديدٌ، والانحطاط منه مهينٌ؛ كالحجر الثقيل: رفعه من الأرض إلى الكتف أمر شاق وصعب، ووضعه إلى الأرض أمر هينٌ وسهل.
فإن كان في منزلته التي هو فيها متماسكًا، كان حقيقًا أن يقنع.
إن المنازل متنازعةٌ مشتركةٌ على قدر المروءة؛ فالمرء ترفعه مروءته من المنزلة الوضيعة إلى المنزلة الرفيعة؛ ومن لا مروءة له يحط نفسه من المنزلة الرفيعة إلى المنزلة الوضيعة.
إن الارتفاع إلى المنزلة الشريفة شديدٌ، والانحطاط منه مهينٌ؛ كالحجر الثقيل: رفعه من الأرض إلى الكتف أمر شاق وصعب، ووضعه إلى الأرض أمر هينٌ وسهل.
فإن الرجل ذا الرأي يعرف حال صاحبه وباطن أمره بما يظهر له من حاله وشكله.
وإن الرجل الشديد القوي لا يعجزه الحمل الثقيل، وإن لم تكن عادته الحمل؛ والرجل الضعيف لا يستقل به وإن كان ذلك من صناعته.
وإن الرجل الشديد القوي لا يعجزه الحمل الثقيل، وإن لم تكن عادته الحمل؛ والرجل الضعيف لا يستقل به وإن كان ذلك من صناعته.
السلطان مثل شجر الكرم:
إن مثل السلطان مثل شجر الكرم الذي لا يعلق إلا بأقرب الشجر.
واعلم أن الذي هو قريبٌ من السلطان وليس ذلك موضعه ولا تلك منزلته، ليس كمن دنا منه بعد البعد وله حقٌ وحرمةٌ؛ والتمس بلوغ تلك المكانة بالجهد.
وقد قيل: لا يواظب على باب السلطان إلا من يطرح الأنفة ويحمل الأذى ويكظم الغيظ ويرفق بالناس ويكتم السر؛ فإذا وصل إلى ذلك فقد بلغ مراده.
لو دنوت من السلطان وعرفت أخلاقه، لرفقت في متابعته وقلة الخلاف له.
وإذا أراد السلطان أمرًا هو في نفسه صواب، زينته له وصبرته عليه، وعرفته بما فيه من النفع والخير؛ وشجعته عليه وعلى الوصول إليه، حتى يزداد به سرورً وتحظى بصحبته وقربه.
وإذا أراد أمرًا بما فيه الضر والخجل والهوان، وأوقفته على ما في تركه من النفع والزين، بحسب ما أجد إليه السبيل.
فاعلم أنك ستزداد بذلك مكانةً ومنزلة ورفعة.
فإن الرجل الأديب الرفيق لو شاء أن يبطل حقًا أو يحق باطلاً لفعل.
واعلم أن الذي هو قريبٌ من السلطان وليس ذلك موضعه ولا تلك منزلته، ليس كمن دنا منه بعد البعد وله حقٌ وحرمةٌ؛ والتمس بلوغ تلك المكانة بالجهد.
وقد قيل: لا يواظب على باب السلطان إلا من يطرح الأنفة ويحمل الأذى ويكظم الغيظ ويرفق بالناس ويكتم السر؛ فإذا وصل إلى ذلك فقد بلغ مراده.
لو دنوت من السلطان وعرفت أخلاقه، لرفقت في متابعته وقلة الخلاف له.
وإذا أراد السلطان أمرًا هو في نفسه صواب، زينته له وصبرته عليه، وعرفته بما فيه من النفع والخير؛ وشجعته عليه وعلى الوصول إليه، حتى يزداد به سرورً وتحظى بصحبته وقربه.
وإذا أراد أمرًا بما فيه الضر والخجل والهوان، وأوقفته على ما في تركه من النفع والزين، بحسب ما أجد إليه السبيل.
فاعلم أنك ستزداد بذلك مكانةً ومنزلة ورفعة.
فإن الرجل الأديب الرفيق لو شاء أن يبطل حقًا أو يحق باطلاً لفعل.
صحبة السلطان خطرةٌ:
إن صحبة السلطان خطرةٌ:وقد قالت العلماء: إن أموراً ثلاثة لا يجترئ عليهن إلا أهوج، ولا يسلم منهن إلا قليلٌ، وهي:
صحبة السلطان، وائتمان النساء على الأسرار، وشرب السم للتجربة.
السلطان مثل الجبل:
وقد شبه العلماء السلطان بالجبل الصعب المرتقى الذي فيه الثمار الطيبة والجواهر النفيسة والأدوية النافعة.وهو مع ذلك معدن السباع والنمور والذئاب وكل ضارٍ مخوفٍ. فالارتقاء إليه شديدٌ، والمقام فيه أشد.
من لم يركب الأهوال، لم ينل الرغائب؛ ومن ترك الأمر الذي لعله يبلغ فيه حاجته هيبةً ومخافةً فلن يبلغ مايتمناه.
من لم يركب الأهوال، لم ينل الرغائب؛ ومن ترك الأمر الذي لعله يبلغ فيه حاجته هيبةً ومخافةً فلن يبلغ مايتمناه.
ثلاث خصال تحتاج إلى همة:
وقد قيل: إن خصالاً ثلاثًا لن يستطيعها أحد إلا بمعونة من علو همةٍ وعظيم خطرٍ: منها عمل السلطان وتجارة البحر ومناجزة العدو.
وقد قالت العلماء في الرجل الفاضل الرشيد:
وقد قالت العلماء في الرجل الفاضل الرشيد:
أنه لا يرى إلا في مكانين، ولا يليق به غيرهما: إما مع الملوك مكرمًا، وإما مع النساك متعبدًا، كالفيل إنما جماله وبهاؤه في مكانتين: إما أن تراه وحشيًا في الغابة، وإما مركباً للملوك.
تعليقات: 0
إرسال تعليق