الأخطاء الإملائية ( 3 )
![]() |
https://www.mr-alihamoud.com/2022/06/Spelling-mistakes-3.html |
تكلمنا في سلسلة الأخطاء الإملائية: الأخطاء الإملائية ( 1 )، والأخطاء الإملائية ( 2 ) عن: بعض الأخطاء في كتابة الهمزة المتطرفة والمتوسطة، وتحدثنا عن الأخطاء في كتابة الألف الللينة، وكذلك تحدثنا عن الخطأ في عدم نقط التاء المربوطة وكتابتها هاء.
وتحدثنا عن الأخطاء الشائعة والمنتشرة بين الناس، مثل الخطأ في كتابة (ابن)، والخطأ في كتابة ألف (اسم)، والخطأ في كتابة الألف في بعض الكلمات، والخطأ في حذف الألف بعد واو الجماعة.
وسيكون حديثنا اليوم عن بعض الأخطاء الخاصة بكتابة الألف بعد الواو أو الهمزة ، وكلك الخطأ في وصل كلمات ينبغي أن تفصل ، و الخطأ في فصل كلمات يلزم أن توصل.
أولا: الخطأ في وضع ألف بعد الفعل المعتل الآخر بالواو:
نجد بعض الدارسين من يضعون ألفا بعد الفعل المعتل الآخر بالواو، مثل: أرجوا، يرجوا، ترجوا، نرجوا.
وهذا خطأ إملائي؛ لأن هذه الأفعال معتلة الآخر لا توضع بعدها ألف؛ لأن فاعلها إما الضمير المستتر ( أنا )، وإما ( هو ) وإما ( أنت ) ، وإما ( نحن )، ففاعلها ضمير، وليس الفاعل هو واو الجماعة كالأفعال الخمسة التي تعرّف بأنها كل فعل مضارع أسندت إليه واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة:
هم يصلون، وأنتم تصلون، هما يصليان، وأنتما تصليان، أنت تصلين.
فلا بد من حذف الألف لأن الفعل المضارع المعتل الآخر يرفع بضمة مقدرة ، وينصب مع المنتهي بالألف بفتحة مقدرة ، ومع المنتهي بالواو أو الياء بالفتحة الظاهرة ، لكنه يجزم بحذف حرف العلة ، والحركة قبل المحذوف تدل على المحذوف مثل :
ففي حالة الرفع يرفع بضمة مقدرة:
محمد يدعو إلى الله ، ويسعى في الخير ، ويقضي بين الناس بالحق. ( يرفع بضمة مقدرة).
وفي حالة النصب ينصب بفتحة ظاهرة أو مقدرة:
محمد لن يدعوَ إلى باطل. (ينصب بفتحة ظاهرة)، ولن يقضيَ بين الناس إلا بالحق. (ينصب بفتحة ظاهرة) ، ولن يسعى إلا في الخير. (ينصب بفتحة مقدرة).
وفي حالة الجزم يجزم بحذف حرف العلة:
محمد لم يدعُ إلى باطل ، ولم يقْضِ إلا بالحق ، ولم يَسْعَ إلا في الخير. (يجزم بحذف حرف العلة) . انظر درس: ثانيًا: الفعال المعربة، الأفعال الخمسة، إعراب الفعل المضارع، ( هنـــا ).
ثانيًا: وضع ألف بعد الواو في جمع المذكر السالم المرفوع المضاف:
وضع ألف بعد الواو في جمع المذكر السالم المرفوع المضاف، كأن يكتب خطأً:
مسلموا العالم صابرون ، حضر مراقبوا الوزارة، شاهد مديروا المركز سير العمل.
والصواب:
حذف تلك الألف بعد الواو التي هي علامة جمع المذكر السالم، وإنما تحذف النون فقط عند الرفع.
ولا تثبت الألف بعد الواو؛ لأنها ليست من الأفعال الخمسة المسندة إلى واو الجماعة (نصبا وجزمًا) كما مر فحذف الألف صواب، وذكرها خطأ.
وهنا قد يقول قائل:
أن الكتابة المصحفية تثبت هذه الألف في كل من الأفعال معتلة الآخر بالواو المسندة إلى الواحد الغائب، وكذا في جمع المذكر السالم عند إضافته.
نقول والله أعلم:
أن الكتابة العثمانية المصحفية لها ضوابطها وخطها وقديما قالوا: خطان لا يقاس عليهما : الخط العثماني، والخط العروضي.
- فإذا أراد باحث ما أن يتبع الخط المصحفي فلينص على ذلك في مقدمة بحثه وإلا لما جاز له استعمال الخط المصحفي لأنه يخالف في كثير من قواعده الخط الإملائي الحديث الذي يتعامل به الناس.
والخط المصحفي خط توقيفي لا توفيقي بمعنى: أنه يحرم الكتابة في المصحف بالخط الإملائي الحديث. وإنما يلزم أن يكتب على الكتبة الأولى كما نص على ذلك علماء الخط المصحفي كالإمام الداني وابن الجزري وغيرهما (رضي الله عنهم).
ثالثًا: الخطأ في وضع الألف بعد الكلمة المنتهية بهمزة مفردة وقبلها ألف:
الخطأ في وضع الألف بعد الكلمة المنتهية بهمزة مفردة وقبلها ألف سواء أكانت ظرفًا أم مصدرًا أم اسمًا أم غير ذلك:
- فهم يكتبون مثلا: مساءًا، بناءًا، دعاءًا، كساءًا، نداءًا، وعاءًا، قضاءًا، رداءًا، بوضع ألف بعد الهمزة المتطرفة.
وهذا خطأ إملائي؛ لأن القاعدة في الهمزة المتطرفة المنونة وقبلها ألف ألا تكتب بعدها الألف.
والصواب أن تكتب هكذا: مساءً، بناءً، دعاءً، كساءً، نداءً، وعاءً، قضاءً، رداءً
- فإن لم يكن قبلها ألف ترسم بعدها الألف، مثل: جزءًا، برءًا، شيئًا، نشئًا، وطئًا، عبئًا.
أما الكلمات: جزاءً، ودماءً، وعداءً، ونماءً، وفداءً، ومثلها – فلا ترسم الألف بعد الهمزة لوجود الألف قبل الهمزة.
رابعًا: الخطأ في وصل كلمات ينبغي أن تفصل ، وفي فصل أخرى يلزم أن توصل:
من أمثلة ما يستحق الفصل:
- كتابتهم: ( إن شاء الله ) متصلة هكذا :( إنشاء الله ) ظنًا من الكاتب أنها كلمة واحدة؛ لكنها ثلاث كلمات : ( إن ) حرف شرط، و( شاء ) فعل الشرط، ولفظ الجلالة ( الله ) فاعل شاء، وليست مصدرا للفعل ( أنشأ - إنشاء ).
وكذلك يكتبون: حين إذ متصلة هكذا: حينئذ.
والقاعدة: أنها إذا كانت منونة لأن جملة المضاف إليه محذوفة تكتب متصلة هكذا: "وأنتم حينئذٍ تنظرون"، أما إذا كان الظرف ( إذْ ) مبنيا على السكون، وجملة المضاف إليه مذكورة فتكتب حينئذ منفصلة هكذا (حين إذ).
ومثلها: وقت، ساعة، ليلة، إذا كانت منونة تكتب متصلة هكذا: ساعتئذ، وقتئذ، ليلتئذ، وتفتح التاء المربوطة، أي: تكتب مبسوطة (أي تصير تاء مفتوحة).
وإذا بنيت (إذ) على السكون وذكرت جملة الإضافة فتكتب عندئذ منفصلة.
- وكذلك قولنا : سرني أن لا رجل كاذب. يكتبونها متصلة هكذا (ألا) والصواب فصلنا؛ لأن القاعدة تقول:
( أنْ ) المفتوحة الهمزة المسكنة النون إذا وليها ( لا النافية ) وكانت ( أنْ ) ناصبة للمضارع كتبت (ألا) بتشديد اللام، بمعنى أنه يحدث إدغام للنون في اللام، وتكتب لاما مشددة.
- أما إذا كانت ( أنْ ) ليست ناصبة وإنما مخففة من ( أنْ ) الثقيلة فعندئذ ترسم منفصلة للتمييز بينها وبين الناصبة للمضارع ، لاحظ:
"لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله . (مخففة من الثقيلة).
"وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه". (مخففة من الثقيلة).
أعجبني ألا تكذب وسرني ألا ترحل. (ناصبة للمضارع).
- فإذا كانت ( أنْ ) ناصبة للمضارع أدغمت في (لا النافية )، وكتبت متصلة مشددة.
- أما إذا كانت مخففة من الثقيلة فصلت من لا وكتبت منفصلة ( أنْ لا ).
- وكذلك إذا كانت ما موصولة معمولا فيها النصب من قبل ( إنَّ ) المشددة المكسورة فتكتب (ما) منفصلة عن (( إنَّ )، مثل:
إن ما عملت شيء طيب.
إن ما أسعى إليه هو إرضاء والدي طمعا في ثواب الله.
- أما إذا كانت (ما) كافة لــ ( إنَّ ) عن العمل مبطلة له، فتكتب موصولة بــ ( إنَّ ) هكذا:
"إنما الله إله واحد".
"إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير".
- أما إذا احتملت كونها موصولة و كافة، جاز كتابتها متصلة أو منفصلة لاحتمالها الأمرين مثل:
إنما فعلتَ حسنٌ .:
ومن أمثلة فصل ما يستحق الوصل:
- كتابتهم: حبذا هكذا: حب ذا.
- وكتابتهم: حينئذ (المنونة): حين إذ ، وقتئذ (المنونة) : وقت إذ.
- وكتابتهم: كلما، وطالما، وسيما، وربما، وحيثما، وكيفما، يكتبونها مفصولة خطأً هكذا: كل ما، طال ما، سيّ ما، رب ما، حيث ما، كيف ما.
والصواب في كل ذلك الوصل.
تعليقات: 0
إرسال تعليق