-->

متابعة

الغراب والثعبان الأسود

الغراب والثعبان الأسود
https://www.mr-alihamoud.com/2022/09/The%20crow-and-the-black-snake.html

هرب من قدر الله إلى قدر الله:

قيل: إن رجلاً سار في غابة مليئة بالسباع؛ وكان الرجل خبيرًا بالغابة ومخارجها؛ فلما سار غير بعيد هاجمه ذئبٌ من أشد الذئاب وأضراها.
فلما رأى الرجل أن الذئب سيهجم عليه؛ خاف منه، ونظر يمينًا وشمالًا؛ ليجد موضعًا يختبئ فيه من الذئب.
فرأى قريةً خلف واد؛ ورأى الذئب قد أدركه، فألقى نفسه في الماء، وهو لا يستطيع السباحة، وكاد يغرق، لولا أن بصر به قومٌ من أهل القرية؛ فأسرعوا إليه وأخرجوه.
فلما أمن الرجل عندهم على نفسه؛ رأى على في أعلى الوادي بيتًا مفردًا؛ فقال: أدخل هذا البيت فأستريح فيه. فلما دخله وجد جماعةً من اللصوص قد قطعوا الطريق على رجلٍ من التجار. 
وهم يقتسمون مال التاجر؛ ويريدون قتله؛ فلما رأى الرجل ذلك خاف على نفسه وأسرع نحو القرية؛ فأسند ظهره إلى حائط من حيطانها ليستريح مما حل به من الخوف والإعياء، إذ سقط الحائط عليه فمات

الغراب والثعبان الأسود:

يحكى أن: أن غرابًا ضعيفًا احتال لثعبان أسود حتى قتله؟ 
زعموا أن غرابًا كان له وكرٌ في شجرةٍ على جبلٍ؛ وكان قريبًا منه جحر ثعبانٍ أسود.
فكان الغراب إذا فرخ عمد الثعبان الأسود إلى فراخه فأكلها؛ فبلغ ذاك من الغراب وأحزنه، فشكا ذلك إلى صديق له من بنات آوى؛ وقال له: أريد مشاورتك في أمرٍ قد عزمت عليه؛ قال: وما هو؟ 
قال الغراب: قد عزمت أن أذهب اليوم إلى الأسود إذا نام، فأنقر عينيه، فأفقأهما، لعلي أستريح منه. 
قال ابن آوى: بئس الحيلة التي احتلت؛ فالتمس أمرًا تصيب فيه بغيتك من الثعبان الأسود، من غير أن تغرر بنفسك وتخاطر بها. 
ولكني أدلك على أمرٍ، إن أنت قدرت عليه، كان فيه هلاك الأسود من غير أن تهلك به نفسك، وتكون فيه سلامتك. 
قال الغراب وما ذاك؟ 
قال ابن آوى: تنطلق فتبصر في طيرانك، لعلك أن تظفر بشيءٍ من حلي النساء فتخطفه؛ ولا تزال طائرًا واقعًا، بحيث لا تفوت العيون، حتى تأتي جحر الثعبان الأسود فترمي بالحلي عنده. فإذا رأى الناس ذلك أخذوا حليهم وأراحوك من الأسود
فانطلق الغراب محلقا في السماء؛ فوجد امرأةً من بنات العظماء فوق سطح تغتسل؛ وقد وضعت ثيابها وحليها ناحيةً؛ فانقض واختطف من حليها عقدًا، وطار به، فتبعه الناس؛ ولم يزل طائرًا واقعًا، بحيث يراه كل أحدٍ؛ حتى انتهى الأمر إلى جحر الأسود؛ فألقى العقد عليه، والناس ينظرون إليه. فلما أتوه أخذوا العقد وقتلوا الأسود. 

الأرنب والأسد:

زعموا أن أسدًا كان في أرضٍ كثيرة المياه والعشب؛ وكان في تلك الأرض من الوحوش في سعة المياه والمرعى شيءٌ كثيرٌ؛ إلا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من الأسد؛ فاجتمعت وأتت إلى الأسد.
فقالت له: إنك لتصيب منا الدابة بعد الجهد والتعب؛ وقد رأينا لك رأيًا فيه صلاح لك وأأمنٌ لنا. فإن أنت آمنتنا ولم تخفنا، فلك علينا في كل يومٍ دابةٌ نرسل بها إليك في وقت غدائك؛ فرضي الأسد بذلك، وصالح الوحوش عليه، ووفين له به. 
ثم إن أرنبًا أصابتها القرعة، وصارت غداء الأسد.
فقالت للوحوش: إن أنتن رفقتن بي فيما لا يضركن؛ رجوت أن أريحكن من الأسد
فقالت الوحوش: وما الذي تكلفيننا من الأمور? قالت: تأمرن الذي ينطلق بي إلى الأسد أن يمهلني ريثما أبطئ عليه بعض الإبطاء. 
فقلن لها:  ذلك لك. 
فانطلقت الأرنب متباطئةً؛ حتى جاوزت الوقت الذي كان يتغدى فيه الأسد، ثم تقدمت إليه وحدها رويدًا، وقد جاع؛ فغضب وقام من مكانه نحوها؛ فقال لها: من أين أقبلت؟ 
قالت: أنا رسول الوحوش إليك، بعثني ومعي أرنبٌ لك، فتبعني أسدٌ في بعض تلك الطريق، فأخذها مني، وقال: أنا أولى بهذه الأرض وما فيها من الوحش. 
فقلت: إن هذا غداء الملك أرسلني به الوحوش إليه، فلا تغصبنه، فسبك وشتمك. فأقبلت مسرعةً لأخبرك. 
فقال الأسد: انطلقي معي فأريني موضع هذا الأسد. فانطلقت الأرنب إلى جب فيه ماءٌ غامرٌ صافٍ؛ فاطلعت فيه.
وقالت: هذا المكان. 
فاطلع الأسد، فرأى ظله وظل الأرنب في الماء؛ فلم يشك في قولها؛ ووثب إليه ليقاتله، فغرق في الجب. 
فانقلبت الأرنب إلى الوحوش فأعلمتهن صنيعها بالأسد.

انتهى

هذا والله أعلى وأعلم

تمت بحمد الله تعالى . 

إن أعجبتكم المدونة واستفدتم منها فلا تبخلوا علينا بنشرها، ومشاركتها مع أصدقائكم؛ لتعم الفائدة. 
Mr Hamoud


Mr Hamoud
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع Mr Hamoud .

جديد قسم : معلومات ثقافية

إرسال تعليق